صحفية ألمانية تكشف تفاصيل "تحرش" رئيس فرنسا الأسبق بها
٨ مايو ٢٠٢٠"لقد كنت في حيرة من أمري للعثورعلى الكلمات الصحيحة .. مرت المقابلة حينها بشكل جيد. ولم يخطر على بالي للحظة أن يحدث شيء من هذا القبيل". بهذه العبارات ردت الصحفية الألمانية آن-كاترين شتراكه عن استفسار من صحيفتي "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية و"لوموند" الفرنسية حول السبب وراءكشفها الآن عن تحرش جنسي تعرضت له نهاية عام 2018.
الصحفية التي تعمل لدى قناة غرب ألمانيا العامة (WDR) صرحت لوكالة فرانس برس أنها تقدمت بشكوى تحرش جنسي ضد الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان، وقالت "قررت أن أروي قصتي لأنني أعتقد أن الناس يجب أن يعرفوا أن رئيسا فرنسيا سابقا تحرش جنسيا بصحفية، هي أنا شخصيا، بعد مقابلة".
وأكدت آن-كاترين شتراكه، البالغة من العمر 37 عاماً، أن ديستان، العضو الحالي في المجلس الدستوري الفرنسي ورئيس الدولة الأسبق في الفترة ما بين 1974-1981، وضع يده ثلاث مرات على مؤخرتها خلال مقابلة أجرته معه في مكتبه في باريس في ديسمبر/ كانون الأول 2018.
تعود أحدات هذه الواقعة، بحسب ما صرحت به شتراكه، إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 خلال مقابلة أجرتها مع ديستان، الذي يبلغ من العمر حاليا 94 عاما، بمناسبة الذكرى المئوية لولادة الراحل هيلموت شميت، الذي كان مستشارا لألمانيا في نفس الفترة تقريبا التي كان فيها ديستان رئيسا لفرنسا.
"وضع مهين جدا"
وكشفت آن-كاترين شتراكه عن تفاصيل حادثة التحرش تلك وقالت: "بعد المقابلة، طلبتُ أن يتم التقاط صورة لي مع ديستان وزملائي. والتقطت الصور مساعدته التي كانت في الغرفة". وتابعت الصحفية الألمانية: "كنت أقف إلى يسار فاليري جيسكار ديستان وخلال التقاط الصورة وضع يده على الجانب الأيسر من خصري ثم نقلها إلى مؤخرتي". وأضافت أن الأمر تكرر مرتين بعد ذلك، الأولى عند التقاط صورة أخرى والثانية عندما كان ديستتان يعرض لها صورا قديمة له مع رؤساء دول آخرين أو مع عائلته.
وقالت شتراكه إنها حاولت صده؛ لكنها لم تنجح وأضافت أنها لتتخلص من هذا الوضع "المهين جدا" حصلت على مساعدة مصورها الذي حاول شغل الرئيس بقلب مصباح مع قاعدته ووضع كرسيا بينها وبين الرئيس. وعند عودتها إلى مكتبها أبلغت بذلك رب عملها الذي أخذ المسألة على محمل الجد.
موقف جيسكار ديستان
تقدّمت شتراكه بالشكوى إلى نيابة باريس في العاشر من مارس/ آذار 2020، بينما تدعمها المؤسسة التي تعمل فيها والتي فتحت تحقيقا مستقلا في الحادثة.
وخلال تحقيق مع الصحفية الألمانية والمصور، الذي كان يرافقها خلال المقابلة، أكد من جانبه ما سبق أن أدلت به زميلته وقال المصور إنه وجد "الموقف غريبا إلى حد ما وغير لائق بالرئيس الأسبق".
أما مساعدة الصوت، التي كانت برفقتها خلال المقابلة والتي تعيش حاليا في باريس، فقد أكدت الحادثة في البداية، لكنها رفضت التعليق على الموضوع بعد ذلك، حسب شتراكه.
من جانبه قال مكتب فاليري جيسكار ديستان في رد على استفسار من صحيفتي "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية و"لوموند" الفرنسية إن الرئيس الفرنسي الأسبق ليس في وضع يسمح له بتذكر الحادث أو المقابلة، مشيراً إلى تقدم الرئيس الأسبق في السن.
وعن موقفه، قال المحامي جان مارك فيدا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن "جيسكار ديستان لا يتذكر الحادثة التي قدمت الصحفية شكوى حولها ولا يعلم شيئاً عن الخطوة القانونية التي اتخذتها. ولا يتخذ في الوقت الحالي موقفاً من هذه المزاعم".
ومن جانبها قالت شتراكه إنحملة "مي تو" ضد التحرش الجنسي شجعتها على الإفصاح عن الحادثة التي تعرضت لها منذ قرابة عامين وأنها أدركت مدى أهمية كشف النقاب عن حالات التحرش الجنسي.
تصريحات الصحفية الألمانية بشأن ما تعرضت له خلقت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي. وعبر كثيرون عن دعمهم للخطوة التي اتخذتها آن-كاترين شتراكه، مثلما كتب الموقع الفرنسي "NousToutes"، المدافع عن حقوق المرأة في تغريدة على تويتر أكد فيها "دعمه للخطوة التي تسير في المعركة ضد الانتهاكات التي يقترفها الرجال ذوو السلطة".
بينما صب عدد كبير من التعليقات في اتجاه واحد هو: لماذا الآن و بعد مرور عامين على الحادث؟ فيما انتقد البعض ربط الحادث بتوقيت حدوثه والتقدم في العمر، في إشارة إلى الرئيس الفرنسي الأسبق.
إيمان ملوك