1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحفيات عراقيات ضحايا للتحرش في ظل غياب التشريعات

مناف الساعدي / بغداد ٢٤ يناير ٢٠١٤

تعاني أغلب العاملات في الوسط الإعلامي من تحرشات من قبل أرباب العمل أو زملاء المهنة ؛ ومهما اختلفت أشكال التحرش إلا أن اللفظي منه والجنسي هو الأقوى والأشد، تقرير مراسل DW عربية في بغداد مناف الساعدي يكشف القصة.

https://p.dw.com/p/1AwII
Nibras Almamory Journalismus Irak EINSCHRÄNKUNG
صورة من: DW/M. al.saidy

"لماذا يعتقد البعض أنّ النساء العاملات في المجال الإعلامي هن أشبه ببائعات هوى؟" بهذا التساؤل الغاضب بدأت الصحفية العراقية نغم محمود، حديثها عن كثرة المضايقات والتحرشات التي تتعرض لها الصحفية العراقية بصورة عامة. وتقول نغم (24 عاماً) في حديثها مع DWعربية، والتي تركت مهنة الصحافة منذ نحو شهرين بسبب كثرة المضايقات التي تتعرض لها خلال فترة الدوام الرسمي وخارجه، إن "كثرة التحرشات بأنواعها المختلفة دفعتني إلى ترك العمل الصحفي بلا رجعة حفاظاً على كرامتي".

وتروي نغم، حادثة حصلت لها خلال عملها في إحدى المؤسسات الإعلامية المحلية التي "لم تسمها": "تعرضت يوماً إلى كلام وتصرف غير لائق ومقبول من قبل رب عملي ورفضت في حينها تنفيذ رغباته وسلوكياته التي يحاول إضفاء الشرعية عليها تحت مسميات الزواج المؤقت أو ما شابه ذلك". وبعد رفضها استمر رب عملها في محاربتها نفسياً و"هددني بالطرد من عملي مع قطع مرتبي الشهري وعندها قررت ترك العمل". وتعتبر الصحفية العراقية أن الكادر النسوي في المؤسسات الإعلامية "ليس سلعة رخيصة للبيع كما يعتقد البعض". بعد هذه القصة الحزينة تركت نغم مهنة المتاعب واتجهت للعمل في شركة لبيع وتأجير العقارات ببغداد.

نظرة قاسية

ولم تذهب الصحفية العراقية رنا عمار، بعيداً عما قالته نغم فالمضايقات والسلوكيات غير اللائقة التي تتعرض لها الصحفية العراقية وخاصة في الميدان وصلت لمستوى "خطير جداً، بسبب النظرة المجتمعية القاسية والدونية لهذه الشريحة من النساء"، بحسب رنا.

وتقول رنا (27 عاماً)، التي تعمل على تغطية الأحداث اليومية في العراق كمراسلة ميدانية لإحدى القنوات المحلية العراقية: "أتعرض بين فترة وأخرى لمختلف أنواع التحرش اللفظي والجنسي من قبل مصادر القصص التي أعمل على إعدادها سواء من المواطنين أو المسؤولين الحكوميين".

تفاصيل قصتها لا ترتبط برب عملها هذه المرة، بل بسياسي دعاها لتلبية دعوة عشاء في محل إقامته في بغداد، "لكني أصررت على عدم تلبية هذه الدعوة خاصة عندما اظهر إيحاءات جنسية غير مقبولة وتصرفات غير لائقة"، بحسب رنا التي سردت حكايتها عن إحدى تجاربها الصحفية.

وتضيف رنا في حديث مع DWعربية، والتي تنشغل بين فترة وأخرى برفض مكالمات واردة على هاتفها المحمول لأشخاص يعرضونها "للإزعاجات والمضايقات"، بالقول: "الحل الوحيد لمثل هذه الأمور هو التجاهل".

وبرزت على الساحة الإعلامية في العراق، مؤخراً، عدد من الإعلاميات اللواتي أصبحن ذوات ثقل إعلامي ملحوظ على الجماهير من خلال عدد المعجبين والمتابعين لآخر أخبارهن وأنشطتهن وخاصة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها.

Bildergalerie Handy-Journalismus im Irak
صحفية تجري لقاءات مع الناس، العمل الميداني أصعب بالنسبة للصحفيات.صورة من: DW/M. Al-Saidy

غياب التشريعات القانونية سبب استفحال الظاهرة

من جهتها ترى رئيسة منتدى الإعلاميات العراقيات نبراس المعموري، أن عدم تشريع القوانين التي تحمي الصحفيات وتدافع عن حقوقهن في المؤسسات الإعلامية الخاصة والعامة "زاد بدوره من حجم هذه التجاوزات بحقهن".

وتقول المعموري في حوار مع DWعربية، إن "الصحفية العراقية تتعرض لمضايقات وتجاوزات عديدة وصلت إلى حد الطرد والابتزاز وقطع الراتب وتشويه السمعة... كما حصل مع بعض المواقع الالكترونية غير المعروفة التي أخذت تشهر بهذه الإعلامية أو تلك".

كرد فعل لهذه الظاهرة، تأسس منتدى الإعلاميات العراقيات مطلع عام 2010، واختص بالدفاع عن حقوق الصحفيات العراقيات، وأعد المنتدى استبيانا شمل 200 صحفية لمعرفة حجم المشاكل التي تواجههن. وكشفت الدراسة أنّ "68 بالمائة ممن شملهن الاستبيان تعرضن للتحرش بمختلف أنواعه وأشكاله، وتصدر قائمة (المتحرشين) ساسة عراقيون ، ناهيك عن مدراء مؤسسات إعلامية وصحفيين "، كما تؤكد المعموري.

وكحل فوري رادع ، قرر المنتدى إصدار بيان يفضح طبيعة هذه المضايقات و التحرشات التي تتعرض لها الصحفية ويعلن الجهة المعتدية، بعد أن تدلي الصحفية المعتدي عليها بالتفاصيل، " لفضح من يقف وراء هذه الظاهرة المستفحلة".