1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحفي ألماني: التمرد على التقاليد والأعراف الاجتماعية حق الشباب وواجبهم

٧ أبريل ٢٠١٢

ما مدى تقبل كل من المجتمع العربي والأوروبي لفكرة الاختلاف والخروج عن النمط المألوف؟ وهل تقف التقاليد والأحكام المسبقة عائقا أمام تكوين حر ومستقل للشباب؟ هذه بعض التساؤلات التي طرحها برنامج شباب توك في حلقة هذا الأسبوع.

https://p.dw.com/p/14YZG
صورة من: dapd

أوردت منظمات حقوقية ووسائل إعلام في الأيام الماضية تقارير حول قيام جماعات متطرفة في العراق بقتل عدد من شباب "الإيمو"، الذين يتبعون تقليداً خاصاً بموسيقى "الهارد روك" في مظهرهم وطريقة تصفيف شعرهم، بعد أن اتهمتهم تلك الجماعات بالمثلية وعبادة الشيطان. سلمى الدبوني، الطالبة العراقية التي تدرس في ألمانيا تعتبر أن شباب الإيمو قتلوا بهذه الطريقة الوحشية لإرهابهم، وتقول في مداخلتها في برنامج شباب توك على قناة DWعربية إن "الجماعات المتطرفة هي المسيطرة في واقع الأمر على الشارع العراقي وهذه الجماعات ترفض أي نوع من أنواع التعبير عن النفس الذي لا يتماشى مع أفكارها".

وتنتقد الشابة العراقية موقف الحكومة مشيرة إلى أن وزارة الداخلية حرضت ضد هؤلاء الشباب. وتضيف أنه رغم تعود العراق على الاختلاف، حيث أن هناك أكثر من ديانة في العراق، إلا هناك مشكلة متأصلة بالمجتمع العراقي، الذي يرفض أي مظهر مختلف وخصوصا إذا كان يأتي من الغرب. من ناحية أخرى توضح سلمى أن الشكل يرتبط بطريقة تفكير الشباب وأنهم عن طريق الشكل يريدون التعبير عن أفكارهم واتجاهاتهم المختلفة. فضلا عن ذلك تعتبر أن الشباب يلجأون لتغيير مظهرهم رغبة في الشعور بأنهم يتمتعون بالحرية وتقول: "الشباب العراقي يرى كيف يعيش الشباب في الغرب ويريد أن يشعر مثلهم بالحرية، يلبس ما يريد، يتكلم كما يريد، يسمع ما يريد".

"النقاش حول الحجاب في ألمانيا غير عقلاني"

ويتفق معها فيلكس نيكلاس، الصحفي الألماني في مجلة فايس Vice للموسيقى الشبابية والمنوعات، ويعتبر أنه من "واجب الشباب أن يتمرد على التقاليد وأعراف المجتمع لأنه الطريقة الوحيدة للوصول للتطور، ومن يقف في وجههم سيتجاوزه التغيير دون شك". ويرى الصحفي الألماني الشاب أن التمرد يعد من السمات الأساسية لسن المراهقة كما أن الرومانسية التي تميز شباب الإيمو أيضاً تعد من سمات هذا السن. ويعتقد نيكلاس أن الإيمو مقبولين من المجتمع الألماني إلى حد كبير، ولا يواجهون ضغوط مجتمعية، رغم أن الكثيرين مختلفين معهم، حتى في جيل الشباب مثل جماعات الهيب هوب.

لكنه يرى في مداخلته في برنامج شباب توك أن تقبل المجتمع للاختلاف والحرية المتاحة للشباب في ألمانيا لم تأت من فراغ ويضيف: "كان هناك تطور طويل بدأ في الستينيات حتى وصلنا إلى هذه النقطة، ووصلنا إلى مرحلة التعبير الحر. وفي بداية ظهور حركات الهيبيز تعرضوا لضغوط كبيرة، لكن مع الوقت توسعت الحدود وزادت قابلية المجتمع لهذا التغيير". ويرى نيكلاس أن الأمر يتعلق بتطور المجتمع ككل وهو ينتقد مثلاً في الوقت الحالي النقاش حول ارتداء الحجاب واصفاً إياه بالنقاش "غير العقلاني"، ويضيف في هذا السياق: "نحن في ألمانيا لدينا حرية الأديان ويحق لكل إنسان أن يعيش تقاليد دينه ويرتدي كما يريد، ولا يجب أن يكون لذلك علاقة باعتلاء المناصب الحكومية من عدمه".

ويرجع فيلكس مثل هذا الجدل للخوف من التغيير ومن "الآخر"، وهو الأمر الذي يرى أنه يجب أن يتغير، وهو يجد في وسائل التواصل الحديثة مثل فيسبوك وغيره فرصة رائعة للحوار بين الثقافات المختلفة لم تكن متاحة في السابق، ما قد يساهم في إزالة الخوف من الآخر.

"حماية الحريات مسؤولية الحكومة بالدرجة الأولى"

ويتفق معه المدون المصري والناشط الحقوقي أحمد عوض الله ويرى كذلك أنه يجب إقامة مشاريع تدعم الحوار بين الفئات المختلفة واستخدام وسائل الإعلام لتبادل الأفكار. ويوضح أن هناك العديد من الحريات الشخصية التي يتم انتهاكها في مصر بشكل مستمر، سواء على أساس الدين أو الجنس أو العرق، وهو ينتقد بشدة تعرض أي شخص شكله مختلف لمضايقات وهجوم من الآخرين. ويرى عوض الله أن هناك الكثير من القضايا التي تطرح تحت اسم "ازدراء الأديان وهو مفهوم فضفاض غير واضح"، على حد قوله. كما يرى أن هناك تصاعداً في النزعة الطائفية عموما في مصر يرجعها إلى زيادة التيارات المتشددة والمحافظة وكذلك إلى عدم وجود فرصة للتواصل بين فئات المجتمع المختلفة، ما يجعل هناك فجوة دائمة بينهم.

Ägypten Demonstration in Kairo gegen Polizei Gewalt gegen Frauen
صورة من: dapd

من ناحية أخرى يرى أحمد أن هناك خلطا في مفهوم الحرية الشخصية، ويضيف: "للأسف نحن كمجتمع لسنا معتادين على فكرة العيش بحرية، ودائماً نخاف من الحرية وعندما نتكلم عنها نتكلم عن القيود والضوابط وكذا، وهو ما يؤدي بنا لأن نلوم الناس على شكلهم المختلف، ثم ينتج عن ذلك تعرضهم لمضايقات وتحرشات، وخاصة المرأة".

ويرى أحمد أن دور الشباب، سواء الرجال أو النساء، هو المطالبة بحقوقهم في الحرية لكنه يرى أيضاً أن المسؤولية الأكبر في حماية الحريات الشخصية تقع على الحكومة التي يجب أن تضع قوانين وسياسات تطابق المعايير الدولية ولا تميز بين الأفراد على أساس المظهر أو الانتماءات الفكرية والدينية.

"الحريات والتقاليد نسبية"

واختلفت آراء مستخدمي صفحة DW عربية على الفيسبوك، فكتبت Nehal Khaledتقول: "المجتمعات العربية بصفة عامة ترفض من يحيد عن النسق التقليدي في المأكل أو الملبس أو المعتنق وبالتالي تجد تلك الفئات شبه معزولة في مجتمعاتنا بل وأيضا في المجتمعات الغربية رغم انفتاحها مقارنة بنا". وانتقدت Soma Mohamed شباب الإيمو حيث كتبت في تعليقها: "المجتمع الإسلامي لا يقبل هذه تصرفات هؤلاء الشباب. لأن مظهرهم يلفت الأنظار بطريقه غريبة ". وقالت Asmaa Hwaid: "الحرية الشخصية يجب ألا تتقاطع مع احترام المظهر الخارجي والمجتمع الذي تربى فيه هؤلاء الشباب ".

My Chemical Romance
الشباب يلجأون لموسيقى الإيمو للتعبير عن أنفسهمصورة من: dapd

بينما اعتبر Mudar Shayaأنه "لا يولد أي تغيير في المجتمع إلا من رحم التمرد وإذا اتفقنا أن التغيير مطلوب دائما وأبدا فإن الالتزام الدائم يشل المجتمع وهامش الحرية الشخصية في المنطقة ضيق جدا". وعلق Qassim Gibran قائلاً "العديد من الممارسات التي تندرج ضمن التقاليد والثوابت الاجتماعية هي معيقة لانتقال الشاب من وضع إلى وضع آخر أحسن منه .. وأريد أن أنوه هنا إلى أني لا أعتبر الدين من الثوابت الاجتماعية أو التقاليد .. بل هو "لب" الشخصية الصحيحة". وقالت صانعة السلام: "العصور تتغير وكل شي في حالة تغير فكيف أقيد نفسي بالثوابت الاجتماعية وليس الأخلاقية. أما حدود الحرية يتوقف على صاحبها ومدى تحمل المسؤولية". وكتب عمار الحقب: "أولا الحريات يمكن تصنيفها حسب تقدم المجتمع أو تخلفه، فالمجتمع المتقدم أكثر تحررا وانفتاحا لأن الأفراد فيه غالبا ما ينصرفون إلى أعمالهم وإنتاجياتهم لأنهم يعتمدون على الإنتاج، أما إذا كان مجتمع بدائي فإن قضاياه بدائية وتحد من حريات الأفراد" .

سمر كرم

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد