1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف ألمانية وأوروبية: "أفغانستان - حلف الناتو وصل إلى نقطة تحوُل"

٢٤ مايو ٢٠١٢

قرار حلف شمال الأطلسي الانسحاب من أفغانستان يعد من أبرز القضايا التي شغلت اهتمام تعليقات الصحف الألمانية والأوروبية هذا الأسبوع. واعتبر بعض المعلقين أن قرارات قمة شيكاغو تمثل منعطفا جديدا في سياسة الحلف العسكرية.

https://p.dw.com/p/151p7
صورة من: dapd

صحيفة زوددويتشه تسايتونغ سلطت الضوء على موقف الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا أولاند الذي أكد أن بلاده ستسحب قواتها العسكرية نهاية العام الجاري من أفغانستان، وقال على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو الأمريكية إن حلفاء فرنسا "قبلوا كليا" قرار باريس. وكتبت الصحيفة في هذا السياق:

"حلف شمال الأطلسي لا يعتبر أن الأمن مهدد في أفغانستان. لكن وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله حذر من "سباق في الانسحاب". أولاند وعد خلال الحملة الانتخابية بتنفيذ "انسحاب القوات الفرنسية، دون أن يحدد التفاصيل. وكما صدر عن الوفد المرافق له، يتوقع استعادة 2000 من مجموع نحو 3400 جندي مرابطين حاليا في أفغانستان. وقال أولاند إن هذا الأمر "غير قابل للتفاوض". وأكد في الوقت نفسه أن فرنسا ستواصل المساهمة في تكوين القوات الأمنية الأفغانية في إطار مهمة حفظ السلام الدولية، ايساف. ويبدو أن الحكومة تعتزم الكشف عما يعنيه ذلك بصفة ملموسة إلا بعد الانتخابات البرلمانية في الـ 17 من يونيو. وإثرها يمكن للرئيس أولاند، كما يأمل بعض الشركاء في الحلف أن يبدي مرونة أكثر".

صحيفة تاغس تسايتونغ الصادرة في برلين كشفت في تعليقها أن الحلفاء الغربيين رغم كل التعهدات المعلنة لن ينسحبوا كليا من أفغانستان في نهاية عام 2014 ، وكتبت تقول:

"في كثير من وسائل الإعلام يتم الحديث في كل مرة عن انسحاب للقوات، لكن عندما نتمعن في البيانات الرسمية، فإنها تتحدث فقط عن نهاية للعمليات القتالية، وعن تخفيض لقوام الوحدات، ولا توجد أبدا إشارة إلى انسحاب كامل. وماذا سيحصل حقيقة حتى نهاية "تسليم المسؤولية" للحكومة الأفغانية وقواتها الأمنية؟ باختصار يمكن القول إن أفغانستان ستتحول إلى عراق جديد. جزء كبير من جنود ايساف المرابطين هناك سيتم فعلا سحبه، والباقي سيتحول إلى مدربين ومستشارين للجيش والشرطة الأفغانيين. وعليه فإن قرار الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لا يغير شيئا في الوضع العام إذا سحب قوات بلاده القتالية سنة قبل الموعد الأصلي... وفي مطلع 2015 لن يبقى هناك وجود لمهمة ايساف، بل ستعوضها وحدات جديدة وصغيرة بعيدة عن الأنظار. وسائل إعلام أمريكية تتوقع بقاء حوالي 20.000 جندي، بينهم 6.000 من الوحدات الخاصة. والمراد من خلال هذا التخفيض هو إثارة الانطباع بأن الحرب في أفغانستان قد انتهت".

صحيفة برلينر تسايتونغ اهتمت هي الأخرى بنتائج قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، وكتبت تقول:

"مؤتمرات قمة الحلف الأطلسي، كما هو رائج في أوساط الدبلوماسيين تكون دوما ناجحة. والوصفة لذلك في منتهى البساطة: فالبيان الختامي يغطي في أسلوب بلاغي الخلافات، وفي هذه الحالة الخلاف بشأن الانسحاب من أفغانستان... غير أنه رغم كل أخبار النجاح المعلنة، فإن حلف شمال الأطلسي يتخبط في أزمة داخلية عميقة".

وتابعت الصحيفة معدِدة بعض الخلافات القائمة بين أعضاء الحلف، وقالت:

" لكن من وجهة نظر حلف الناتو الانتصار العسكري وحده لا يعني نجاحا طويل الأمد. الوضع في البلد غير آمن، كما أن الغموض يحيط بمدى قدرة القوى الأمنية على ضبط النظام فعلا ابتداء من عام 2014 داخل البلاد، ويبقى تطور الوضع بالمنطقة في نطاق المجهول ـ لاسيما بالنظر إلى القوة النووية باكستان. فالمخاطر الأمنية السياسية تبقى قائمة حتى بعد مرور عشر سنوات على التدخل".

NATO-Gipfel in Chicago 2012
المستشارة ميركل في حديث مع الرئيس الفرنسي أولاند في شيكاغوصورة من: dapd

صحيفة دي فولكسكرانت الهولندية كتبت تحت عنوان: "الحلف الأطلسي وصل إلى نقطة تحول":

"السبب الرئيسي وراء القرار هو الشعور بأن دول حلف شمال الأطلسي وصلت إلى حدود ما يمكن فعله. فبعد عشر سنوات من العمليات القتالية لم ُتهزم طالبان، وعدد متزايد من الأفغان ينظر إلى القوات الغربية كقوات مستعمرة. إضافة إلى ذلك يبدو أن انعدام الثقة بين قوات حلف الناتو وشركائهم الأفغان في تزايد. وحتى لو أنه لم يتم الإعلان عن ذلك خلال اجتماع القمة، فإن اللقاء في شيكاغو يجسد نقطة تحول في سياسة الحلف. مستقبلا لن يجرؤ الحلف على التورط في مهام كبيرة لمساعدة بلدان متعثرة على استعادة عنفوانها. التدخل في أفغانستان كشف أنه من المستحيل نقل بلد إلى حقبة زمنية أخرى. إنه أمر جيد أن يتخلى الحلف عن هذه الأمنية الخاطئة".

صحيفة لوموند الفرنسية سلطت الضوء على الأوضاع التي آل إليها حلف شمال الأطلسي بعد أكثر من عشرة أعوام في أفغانستان التي تعتزم فرنسا سحب قواتها منها مبكرا، وكتبت تقول:

"إذا كانت هناك عبرة يمكن استخلاصها من قمة حلف الناتو، فإنها ستكون الآتية: كل طرف يريد مغادرة أفغانستان، وفي أقرب وقت ممكن... أكثر من عشر سنوات بعد تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في هذا البلد، تبقى الحصيلة أكثر من مبهمة، لكي لا نقول سلبية. الأفغان مازالوا يتقاتلون، وتمرد طالبان لم ُيسحق... باراك أوباما اعتقد في بداية ولاية حكمه أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية التي تنشر العدد الأكبر من جنود وحدات حلف الناتو أن تحقق انتصارا عسكريا. لكنه غير رأيه. وبات يشكك في خطابات جنرالاته، ليقرر الانسحاب".

إعداد: م أ م

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد