صحف ألمانية: تحرك الغرب غير المسؤول سيبقي الأسد رئيسا
٢٢ أبريل ٢٠١٤أعلنت دمشق يوم أمس الاثنين (21 أبريل/ نيسان 2014) أن الثالث من يونيو/ حزيران المقبل هو موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا والتي يعتقد بأنها ستمهد الطريق للرئيس بشار الأسد لتحدي المعارضة التي تطالب بإسقاطه بعد أزيد من ثلاث سنوات حرب طاحنة بين الفصائل المسلحة والقوات النظامية، شردت ملايين المواطنين، ما جعل الأمم المتحدة تصف ذلك كأكبر عملية نزوح في التاريخ الحديث.
رسميا، قوبل الاعلان عن هذه الانتخابات باستياء شديد من قبل الغرب والأمم المتحدة، في حين وصفته صحف ألمانية بأنه يثير السخرية والاشمئزاز، كما جاء في مقال لصحيفة (تاغستسايتونغ Die Tageszeitung) بعنوان "انتخابات الأسد السخيفة"، التي اعتبرت أنالأسد سيكون فائزا بها، علما أنه لم يعلن بعد ترشحه فيها رسميا وقالت:
"اسم الفائز (في هذه الانتخابات) معروف سلفا. بعد إجراء الانتخابات في الثالث من يونيو/ حزيران، فسيكون الفائز بها بشار الأسد... إنه لمن السخافة الشديدة تحديد موعد لإجراء الانتخابات، خصوصا وأن رغبة الشعب بدت الآن واضحة -طبعا من وجهة نظر ساخرة- حيث إن ستة ملايين نازح داخل البلاد لا يمكنهم التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، ناهيك عن ثلاثة ملايين لاجئين آخرين خارج سوريا".
إلى جانب ذلك تشير الصحيفة إلى صعوبة تنظيم العملية الانتخابية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وتضيف قائلة:
"وهكذا سيتم إرسال موظفي الحكومة مرة أخرى إلى مكاتب الاقتراع، حتى يكون هناك انطاع بأن كل شيء على ما يرام في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
وهذا هو بيت القصيد بالنسبة لبشار الأسد، فهو يسعى إلى اعطاء انطباع بأنه مسيطر على الوضع. وذلك رغم 150 ألف قتيل، وآلاف الجرحى ومن قضوا تحت وطأة التعذيب، كل هذا غير مهم، طالما القاطرة تسير والسلطة بيده، حتى ولو تعلق الأمر بعملية تجميلية ليوم واحد فقط".
من جهتها، حملت صحيفة (ميركيشر أودر تسايتونغ Märkische Oderzeitung) سياسات الغرب السطحية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سوريا واستدركت قائلة:
"التحرك غير المسؤول للغرب تجاه ما يحدث من اقتتال دموي يجعل من الرئيس الحالي بشار الأسد رئيسا لاحقا وربما بنسبة قد تزيد عن تسعين بالمائة مما يمنحه شرعية إضافية. (...) إذا أراد العالم تهدئة الأوضاع في سوريا قليلا ما، فقد يجد نفسه مجبرا على الدخول في مفاوضات معمقة مع الأسد بعد الانتخابات الرئاسية المقررة. إنه لايمثل الشخص الديمقراطي الحق، وهو مستبد ويداه ملطختان بالدماء، ويشارك العديدين من القتلة عبر التاريخ أو ممن لا زالوا على قيد الحياة. ورغم ذلك، فإن السياسية الواقعية تدعو إلى التحرك لتقديم حلول للناس".
ومن سوريا إلى الجزائر التي شهدت أخيرا انتخابات رئاسية فاز بها لولاية رابعة وكما كان منتظرا، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. حول ذلك كتبت صحيفة ميتلدويتشه تسايتونغ Mitteldeutsche Zeitung)):
"تُنعث الجزائر دائمابأنها تنهجديمقراطية صورية. وهذا ما يتأكد أيضا بفوز الرئيس المريض العجوز عبد العزيز بوتفليقة والذي يحكم البلاد منذ 1999. المعارضة تتحدث عن مهزلة انتخابية. وهناك مطالب بضرورة معالجة الاتهامات بالتزوير بنفس القدر من الأهمية التي تميز العلاقات الأوروبية الجزائرية. فهذا البلد الذي يعد الأكبر في إفريقيا مساحة، هو من أكبر الدول المصدرة للغاز إلى أوروبا. وبسبب الأهمية الاستراتيجية للجزائر بالنسبة لأوروبا ، يغض دبلوماسيون أوروبيون الطرف على القصور الديمقراطي القائم في البلد ويعتبرون أن دولة استبدادية أفضل بكثير من أي ربيع عربي جديد قد تكون نتائجه غير واضحة".
كما اهتمت صحيفة "لوكسمبورغر فورت"/ Luxemburger Wort) الصادرة في لوكسمبورغ، بالانتخابات في الجزائر وتشككت في قدرة تلك الإنتخابات على ضمان الاستقرار في البلاد، خاصة وأن فوز عبد العزيز بوتفليقة، كان معروفا قبل إغلاق مكاتب الاقتراع، ولاحظت قائلة:
"الجمود لا يعني الاستقرار. إن الجزائر أهم من أن تترك وشأنها، وذلك بسبب مخزونها الهائل من الغاز. فجزء كبير من إسبانيا يتمّ تزويده بالطاقة من خلال الغاز الجزائري. وقد يصبح هذا الغاز بالنسبة للاتحاد الأوروبي بديلا جيدا للتقليل من التبعية الكبيرة للغاز الروسي."