صحف ألمانية: إيران تريد الضغط لإخراج الأمريكيين من العراق
٢ يناير ٢٠٢٠حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر إلى العراق، وأكدت أن "المواطنين الأمريكيين في العراق عرضة وبصورة كبيرة لأعمال عنف وخطف". وانسحب محتجون عراقيون من أمام السفارة الأمريكية يوم أمس بعد اعتصام استمر يومين شهد إشعال حرائق وكتابة شعارات مناهضة للولايات المتحدة.
عن الوضع في العراق كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" تقول:
" إنه أمر مرير أن يعول الأمريكيون الآن أقل على الحكومة العراقية التي مكنوها من شغل المنصب بعد الإطاحة بصدام حسين في 2003، فالقيادة العراقية تتجه مجددا أكثر نحو ايران التي حصلت من خلال مناورات مع وحدات روسية وصينية على دعم جديد. والآن ينتقد الكرملين نفاق ضربات الانتقام الأمريكية ضد الميليشيات المساندة لإيران في العراق. وفي حال قلصت الحكومة في بغداد الآن، كما أعلنت عن ذلك تعاونها مع واشنطن، فإن روسيا وايران ستكون قد حققت نقطة انتصار إضافية. وايران تجر العراق إلى جانبها بمساعدة الميليشيات التي وطدت بها سلطتها عبر السنوات. وهذا لا يمثل فقط تحديا للغرب، بل أيضا لدول الجوار في الخليج."
وندد الزعيم الأعلى في إيران المرشد آية الله علي خامنئي أمس الأربعاء بالهجمات الأمريكية على فصائل مسلحة عراقية متحالفة مع إيران وألقى باللوم على واشنطن في أعمال العنف في العراق. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" تقول:
" وحتى في السياسة العالمية تدور الدوامة: غير أن ايران ستواصل التنصل من الاتفاقية النووية وسيجد الأوروبيون أنفسهم قريبا مجبرين على رد فعل. والصقور في طهران يراهنون على أن ترامب في السنة الانتخابية الأمريكية يريد بأي ثمن كان تفادي مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط بعواقب غير متوقعة. ويرون في ذلك فرصة لفرض انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من العراق. وهذا يرفع من خطر الحسابات الخاطئة المميتة إلى مستوى خطير جدا. وترامب الذي يميل على كل حال إلى العمل الانفعالي، يجد نفسه لأول مرة في رئاسته يجابه أزمات كبيرة متزامنة. فدكتاتور كوريا الشمالية يلزم بلاده لتوه بالمواجهة. وهذه ليست آفاق مهدئة بالنسبة إلى السنة الجديدة."
وفي تعليق على موقع قناة التلفزة الألمانية الأولى ورد تحت عنوان أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك استراتيجية واضحة في التعامل مع العراق، وكتب مراسل القناة في القاهرة كارستن كونتوب يقول:
" وبهذا يظهر أن واشنطن لا تقدر على قراءة خارطة العراق ولا تملك استراتيجية للعلاقات المستقبلية مع البلاد. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعرف شخصيا واحدا من الممثلين البارزين للبلاد. والإدارة الأمريكية لا تعرف كيف يمكن أن تجابه بفاعلية التأثير الكبير لإيران في العراق".
والإيرانيون يجرؤون أكثر على توجيه لسعات هناك ضد الأمريكيين وتنتابهم في ذلك وقاحة أكبر. فهم يردون بذلك على "أقصى الضغط" الذي يمارسه ترامب والحرب الاقتصادية الأمريكية ضد بلادهم. وانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي يجعل ايران تتحول إلى خطر أكبر بالنسبة إلى المنطقة."
وتحت عنوان "بعد الشعلة في بغداد ايران معزولة" كتبت صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" تقول:
" كلا الطرفين يخاطران على أعلى مستوى وكلاهما سيخسر الكثير. دونالد ترامب يريد في الحملة الانتخابية تحقيق بعض النجاح من خلال سحب جنوده من المستنقع الشرق أوسطي، لكنه في آن واحد يخسر التأثير الأمريكي ويفتح بذلك في المنطقة المجاورة لأوروبا مجالات تحرك جديدة لتطلعات موسكو وبكين.
وخصمه الايراني في المقابل، علي خامنئي العجوز يريد ترك أمة ذات قوة هيمنة بدون منازع. ومنذ الاحتجاجات الشعبية في لبنان والعراق تعصف ريح عاتية في وجه طهران. فالشعوب العربية سئمت أفعال الميليشيات الشيعية. وهكذا فإن التآكل في تركيبة الدول الشرق أوسطية سيستمر."
م.س/ م.أ.م