1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شولتس يقوم بجولة في أميركا الجنوبية.. فما دلالات التوقيت؟

٢٨ يناير ٢٠٢٣

مجددا يقوم مسؤول ألماني رفيع بجولة في دول أمريكا الجنوبية. وهذه المرة يزور المستشار أولاف شولتس شخصيا ثلاث دول: الأرجنتين وتشيلي والبرازيل. فلماذا هذا التوقيت"؟ ولماذا تحظى هذه المنطقة بأهمية شديدة لدى الحكومة الألمانية؟

https://p.dw.com/p/4MpQN
المستشار الألماني اولاف شولتس والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا - أرشيفية
سيكون شولتس أول زعيم غربي يزور الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منذ توليه الرئاسة.صورة من: Ricardo Stuckert/Instituto Lula

توجه المستشار الألماني أولاف شولتس السبت (28 يناير/كانون الثاني 2023) إلى أميركا اللاتينية ليكون أول زعيم غربي يزور الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا منذ توليه الرئاسة.

الأرجنتين.. نقطة البداية

ويزور شولتس أولاً الأرجنتين برفقة حوالي 12 من كبار مدراء الأعمال، ثم تشيلي ويختتم جولته في البرازيل القوة الاقتصادية الأولى في أميركا اللاتينية، على أن يغادرها الأربعاء. وسيلتقي شولتس لدى وصوله إلى بوينوس أيرس مساء السبت الرئيس الأرجنتيتي ألبرتو فرنانديس.

ولفت مصدر في الحكومة الألمانية إلى أنّ الدول الثلاث تُعتبر من "الشركاء المهمين جداً" للاقتصاد الألماني الأول في أوروبا، لاسيما أنها غنية بالمواد الأولية والمعادن النادرة والليثيوم الذي يوصف بـ"الذهب الأبيض" والمهم في مجال التحوّل البيئي إذ يُستخدم في أنظمة الطاقة الشمسية.

وقال المستشار في مقابلة مع مجموعة صحف "غروبو دو دياريوس أميركا" نُشرت السبت "في ما يتعلق بالطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وتجارة المواد الأولية، نريد تعزيز تعاوننا مع شركائنا في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بشكل ملموس".

تأتي الزيارة في حين تبحث الشركات الألمانية عن فرص جديدة في الخارج بعد  تعرضها لصدمة على الصعيد الاقتصادي جراء الغزو الروسي لأوكرانيا، وبينما يرتفع منسوب القلق بسبب الاعتماد الكبير  تجارياً على الصين.

استثمارات ألمانية كبرى في البرازيل

وقال روبرتو غولارت مينيزيس من مركز العلاقات الدولية في جامعة برازيليا إن "ألمانيا أحد أبرز دول الاتحاد الأوروبي المستثمرة في البرازيل".

وتتطلع برلين وعواصم أوروبية أخرى إلى طي صفحة سنوات حكم الرئيس اليميني المتطرّف جايير بولسونارو المثيرة للجدل، مع عودة لولا دا سليفا للحكم.

وترغب الدول الأوروبية خصوصاً بإحراز تقدّم في مشروع اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبية ضمن مجموعة ميركوسور التي تضمّ البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي، والتي على الرغم من إبرامها في 2019 لم يُصدّق عليها لاسيما بسبب مخاوف من سياسة بولسونارو البيئية.

وقال شولتس في المقابلة "ندعم جهود المفوضية الأوروبية بشدة للتوصل إلى اتفاق مع الشركاء في ميركوسور على الفور".

واعتبر لولا أن إتمام هذا الاتحاد الجمركي أمر "عاجل". وسيسمح اجتماعه مع شولتس، بإحراز تقدّم في هذا المجال على الرغم من تردد مزارعين ومدافعين عن البيئة في أوروبا. 

وأدرجت قضية البيئة على جدول أعمال شولتس. فبعد فوز لولا في الانتخابات في 30 تشرين الأول/اكتوبر، أعلنت ألمانيا ثاني أكبر ممول لحماية غابات الأمازون بعد النروج، أنها مستعدة لاستئناف مساعداتها المالية الضخمة، المُعلّقة منذ 2019.

وذكّر روبرتو غولارت مينيزيس بأنّ إدارة بولسونارو "أغلقت أبواب الدبلوماسية البيئية". في المقابل تعهد لولا بجعل الحفاظ على أكبر غابة مطيرة على الكوكب أولوية.

ألمانيا تزاحم الصين في تشيلي

طوّرت تشيلي، شريكة دول ميركوسور، اتفاقها في مجال التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي مؤخراً، وينبغي أن تخفض معظم الرسوم الجمركية. وتنشط الصين على نطاق واسع في أفريقيا كما في أميركا اللاتينية، حيث تنافس الولايات المتحدة والأوروبيين. وتعتزم ألمانيا كما الاتحاد الأوروبي مزاحمتها.

وقال المصدر الحكومي الألماني عينه "يجب أن نكون أفضل منهم ببساطة". وأكد أنّ ألمانيا "تردّدت" سابقاً في المشاركة باستخراج الليثيوم، إذ انه "أمر حسّاس" اجتماعياً وبيئياً. وأضاف "لم نعد قادرين على عيش هذه الرفاهية إذا أردنا حقًا الاتكال على أنفسنا والتمتع بمصادر إمداد خاصة بنا".

وتريد برلين ضمان دعم الدول الثلاث في مواجهة روسيا. وتعتبر برلين من "المهم جداً" شرح موقفها و"التغلّب على الدعاية الروسية".

وأدانت الأرجنتين وتشيلي والبرازيل الغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة، لكنها لم تفرض أي منها عقوبات اقتصادية على موسكو.

وتعرّض لولا لانتقادات بعدما أعلن في 20 كانون الأول/ديسمبر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "مسؤول بنفس القدر" مثل فلاديمير بوتين عن الحرب في بلاده.

ع.ح./أ.ح. (أ ف ب)