شولتس يتهم روسيا بغزو أوكرانيا بـ"رؤية شديدة الإمبريالية"

قال المستشار الألماني  أولاف شولتس  خلال ندوة لكتلة حزبه الاشتراكي الديمقراطي، في ولاية شمال الراين ويستفاليا، مساء الثلاثاء (29 مارس/أذار 2022) إنه يجب القول على نحو واضح إن حرب روسيا العدوانية على أوكرانيا حدثت من أجل الاستيلاء على أراض، متهما روسيا بمهاجمة أوكرانيا "من أجل رؤية شديدة الإمبريالية".

وأضاف شولتس: "لا يمكننا أن نقبل ولن نقبل بهذا"، وأردف: "هذا في الواقع موقف جدي وخطير جدا جدا جدا"، مشيرا إلى أنه كان  من الصواب قيام العالم الحر بفرض عقوبات مؤثرة على روسيا بشكل سريع وموحد.

وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن كل  حسابات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تنجح ورأى أنه أغفل تماما حقيقة أن الأوكرانيين قرروا أن يكونوا أمة قائمة بذاتها وأنه وجيشه لن يتم استقبالهم بأذرع مفتوحة، وقال شولتس إنه حتى "الأوكرانيين الناطقين بالروسية يدافعون عن أنفسهم في وجه هذا الغزو".

وذكر شولتس أنه أجرى العديد من المحادثات مع بوتين وتابع: "أعرف بالضبط تماما أن الجيوسياسية -كما يسميها هو- تلعب دورا كبيرا"، معربا عن اعتقاده بأن هذا أمر مغلوط تماما "وإذا بدأنا جميعا في تصفح كتب التاريخ حيث كانت هناك حدود في الماضي وحيث كانت هناك ادعاءات بطريقة ما، وإذا بدأنا في النظر حولنا فيمن يتحدث نفس لغتنا أو لغة قريبة منها واستنتجنا من هذه الشواهد قرارا للزمن الحاضر، فإننا عندئذ سنخلق زمن اضطراب وحرب في أوروبا".

ورأى المستشار الألماني أن من منجزات السياسة الأمنية في العقود الماضية سلامة وحرمة الحدود الأوروبية والتي أكدتها أيضا قرارات تم اتخاذها بمشاركة روسيا، وطالب بإعادة التوافق مرة أخرى على عدم تغيير الحدود.

وطالب شولتس الناتو وألمانيا بأن تكون لديهما القدرة على الدفاع عن النفس "حتى لا يتمكن أي شخص يرغب في انتهاك القانون بالقوة، من فعل ذلك ببساطة"، وقال إنه لهذا السبب فإن من الصواب تعزيز تجهيز الجيش الألماني.

وقال شولتس إنه لا يعنيه في هذا الآن "القيم المجازية" ومن ذلك نسبة النفقات الدفاعية من الناتج الاقتصادي، وأضاف أن المهم بالدرجة الأولى هو القيام بكل ما يلزم للعمل على إتاحة  وقف هذه الحرب باستخدام الدبلوماسية والمحادثات . وطالب شولتس بأن يتم الكفاح في أوروبا من أجل المبدأ الذي يدعو إلى عدم "قيام حرب بين الدول".

 

"لن تكون هناك عسكرة للسياسة الألمانية"

من ناحيتها أكدت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت أن بلادها ستضطلع  بدور جديد في السياسة الأمنية والدفاعية . وخلال لقاء في مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية في واشنطن، قالت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس، الاشتراكي الديمقراطي، الثلاثاء: "ألمانيا وصلت إلى الواقع الجديد وتواجه التداعيات".

وأضافت لامبرشت أن "ألمانيا ستحقق أهداف التخطيط لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وبصورة أسرع مما وعدت به، وسوف نعلن في عام 2025 عن جاهزية فرقة القوات البرية للقيام بعمليات، وذلك قبل عامين من الوقت المحدد". كما تحدثت لامبرشت عن  الصندوق الخاص للجيش والذي تصل قيمته إلى 100 مليار يورو.

في الوقت نفسه، أكدت لامبرشت أنه لن تكون هناك عسكرة للسياسة الألمانية لافتة إلى أن الخيار الأول سيظل الحوار ومحاولة التفاهم "لن نأخذ مسارات منفردة أبدا، وسنظل دائما منخرطين بقوة في الاتحاد الأوروبي والناتو والأمم المتحدة".

ع.ج.م/ص.ش (د ب أ)