1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شواطئ مقديشو تستقبل الزوار بعد غياب طويل

١٥ نوفمبر ٢٠١١

بعد أن حرمت المواجهات الدامية بين الأطراف المتصارعة في الصومال أبناء العاصمة مقديشو سنين طوالا من التمتع بأوقات هادئة على الشواطئ، بدأ أبناء المدينة بالعودة تدريجيا إلى الشواطئ الجميلة. دويتشه فيله زارت المنطقة.

https://p.dw.com/p/139Za
صورة من: DW

مع بزوغ فجر كل يوم جمعة، يتوجه الصوماليون إلى شواطئ مدينتهم المدمرة نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عشرين عاما، وفي هذا اليوم الذي تبقى فيه أبواب المدارس مغلقة، تكتظ السواحل بالناس الذين يتبادلون التهاني بعودتهم إلى الأحياء التي غابوا عنها جراء المعارك الدائرة بين حركة الشباب الصومالية وقوات الحكومة الانتقالية.

شاطئ "ليدوا" الشهير بشمالي العاصمة مقديشو الذي كان أكثر الأماكن سخونة وحظي بشم رائحة البارود بدلا من رائحة الإنسان أو حتى الحيوان، يعتبر اليوم أكثر الشواطئ شعبية بالنسبة لسكان المدينة "ليدوا" الذي لم تطأه قدم إنسان منذ عامين، اجتمعت فيه وجوه لم تر بعضها البعض خلال هذه الفترة، وذلك عقب انسحاب للمتمردين إثر الهجوم الحكومي على معاقل النفوذ لحركة الشباب في شمال المدينة وجنوبها، والذي أرغمها على التراجع أمام تقدم القوات الحكومية المدعومة إفريقيا.

Somalia Mogadischu Strand
صورة من: DW

فرحة بالعودة إلى المنزل

"الحمد لله، لقد خرج الشباب لأنهم كانوا السبب الرئيسي وراء نزوحنا من الحي " تقول إقرا يوسف التي جاءت مع طفلها إلى الساحل، وتضيف في حديثها لدويتشه فيله: " نتمني أن يستمر الحال كما هو عليه الآن، لأننا أصبحنا قادرين على الاحتفال على الشواطئ".

تمكنت إقرا من العودة قبل فترة وجيزة إلى دارها القريب من الشاطئ بعد سكوت صوت الرصاص. وتستعيد ذكرياتها قائلة "كنا قريبين من هنا، وكنا نأتي دائما إلى الشاطئ للسباحة، قبل أن تُهجّرنا الحرب، لكننا عدنا الآن إلى منازلنا ونحمد الله على ذلك"

فمعظم الناس الذين أتوا إلى الشاطئ من سكان شمال العاصمة وعادوا إلى بيوتهم يعبرون عن فرحتهم ويقولون إنهم يريدون تناسي المأساة التي رافقتهم أثناء فترة الغياب، ويقول الشاب محمد نونو (19عاما) لدويتشه فيله" أنا نزحت من حي قريب من الشاطئ، ولكنني عدت إليه الآن، والتقيت كثيرا من أصدقائي هنا، وهذه فرحة كبيرة بالنسبة لي، لأنني لم أتمكن من رؤيتهم منذ وقت طويل". ويستطرد نونو في حديثه قائلا "أنا سعيد جدا لأن حيي ليس في قبضة الشباب، فهم يحرموننا من العيش بحرية".

رفض فئات واسعة لحركة الشباب

وعدد الشباب الذين لا يرتاحون للأوامر الصادرة عن حركة الشباب كبير جدا، فهذه الحركة تصدر أحكاما معينة مثل تجنب ما تصفه بأنه "تقاليد غربية" ويقول سياد شيخ، أحد مرتادي الشاطئ، لدوتشه فيله " إننا نستغرب هذه الأوامر، فنحن لا نقوم بما يخالف التقاليد الصومالية، وهذا نعتبره تبريرا من حركة الشباب لقتلنا". ويضيف سياد "لو كانت هذه الحركة تسيطر على الشاطئ لما كنا تمكنا من الاجتماع هنا فهم لا يقبلون الانفتاح الاجتماعي."ويتواجد البعض هنا أكثر من خمس ساعات بسبب الهواء الطلق الذي بات خاليا من دوي المدافع التي اعتاد الصوماليون سماعها.

Somalia Mogadischu Strand
صورة من: DW

ويروي جوليد حسين لدويتشه فيله قصة وجوده في الشاطئ قائلا " أنا أهتم دائما بزيارة الشواطئ وخاصة أيام العطلة، وأنا فخور بوجودي هنا، ولا نسمع أصوات الرصاص، والجو هادئ جدا". ويعتقد حسين أنه إذا بقي الوضع الأمني على هذا المنوال فإن المدينة ستشهد نشاطات أخرى، كانت الحرب تمنع ممارستها".

يحب الصوماليون الذهاب إلى الشواطئ برفقة جميع أفراد العائلة، والذين يسكنون منهم قرب الشاطئ ليسوا الوحيدين الذين يشاركون في مثل هذه التجمعات، وإنما أصبح البعيدون منهم أيضا محظوظين، حيث يستأجرون باصات للوصول إلى الشاطئ المزدحم بالزوار، وتوضح عائشة عبد الرحمن لدويتشه فيله قائلة "أتينا من "بار أوباح" واستأجرنا سيارة باص " وأضافت عائشة مبتسمة "لقد كلفنا هذا كثيرا، ولكن السباحة والتواجد في السواحل من هواياتي".

حشود الزوار نحو الشاطئ بالباصات وعلى الأقدام

فالوصول بالباصات إلى شواطئ مقديشو لا يقتصر على أفراد عائلة عائشة عبد الرحمن إنما يشمل آخرين أيضا، ومن بين هؤلاء عبد القادر جعل، الذي استأجر لصالح أسرته حافلة لنقلها إلى شاطئ "ليدوا" الذي بدأ يستقبل عددا كبيرا من الزوار"أحب أن أنقل عائلتي بالحافلة، لأن الحي ليس قريبا من هذا الشاطئ ". وبمناسبة إغلاق المدارس والجامعات يختار الصوماليون الاحتفال مع أفراد أسرتهم في الساحل. " الأطفال لا يذهبون إلى المدارس ونحن نستريح من العمل، لذلك من الأفضل أن نقضي وقتنا في مكان مثل الشاطئ ". هكذا يقول عبد النور لدويتشه فيله ويضيف: "نحن أتينا في الصباح، وما زلنا نتواجد هنا، لأننا نحب كثيرا هذه الأجواء الممزوجة بالفرحة".

بعد نشوب المواجهات الدموية بين المتشددين والحكومة الصومالية التي تلاقي الدعم من قوات حفظ السلام الإفريقية بدت معظم الأحياء في مقديشو خاوية على عروشها، وفرّ سكانها إلى ضواحي العاصمة، حيث واجهوا ظروفا إنسانية صعبة. ولكن يبدو الآن أن الحياة بدأت تدب من جديد في هذه الأحياء.

عبد القادر فودي - مقديشو

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد