شركة "غازبروم" تضخ الملايين إلى فريق شالكه

يطلقون عليها المستديرة، لا بل الكرة الذهبية. فهي مصدر للمتعة وللإثارة في أرجاء المعمورة كافة، ولكن وراء هذا الجمال تختفي "صناعة" تقوم على نظام السوق وضخ الملايين من الدولارات في الصفقات والعقود. فهي تشكل قطاعا اقتصاديا ذا استراتيجية رأسمالية كبيرة.

وفي عصر العولمة استفادت "صناعة" كرة القدم من المجتمع "المعولم". ولعل هذا ينسحب على رأس المال الروسي الذي أخذ ينشط في سوق كرة القدم في أنحاء مختلفة من العالم. تمثل هذا الزحف بشراء العديد من الأندية أو بالرعاية السخية للمواسم الرياضية. وكغيرها من الأندية لم تكن الأندية الألمانية ببعيدة عن مثل هذا المد، حتى أن مدير نادي ميونخ الألماني، إولي هونس، عبر عن مخاوفه من مخاطر تغلغل الأموال الروسية في كرة القدم.

صفقة الـ 125مليون يورو

وفي ضوء هذه الصفقة ستصبح شركة "غازبروم" الروسية الراعي الرئيس لنادي شالكه وذلك بضخها 125 مليون يورو في النادي لمدة 5 سنوات ونصف. وينص عقد الرعاية بين شالكه وغازبروم على ان يحصل الأول على مبلغ 125 مليون يورو كحد أقصى في حال نجاحه في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

وتعد هذه الصفقة الأضخم في تاريخ رعاية الأندية الألمانية، منذ صفقة رعاية شركة تلكوم الألمانية لنادي "بايرن ميونخ" والتي يحصل النادي بموجبها على 20 مليون يورو في كل موسم. مثل هذه الصفقة ستساهم في تجديد ثقة مشجعي فريق شالكا في ناديهم هذا. ويشكل هذا العقد بارقة أمل ايجابية لفريق شالكا الذي يعاني من عجز في ميزانيته يصل إلى 120 مليون يورو.

شالكه صاحب الكلمة الأولى

ويبدو أن هذا المبلغ الضخم قد أدخل السرور على مدرب فريق شالكا ميركو سلومكا، حيث قال بانه "في غاية السرور للحصول على المال ليتمكن من المزيد من الإنفاق على اللاعبين". وقال المدرب في مقابلة تلفزيونية بأن هذا "العقد يشكل صفقة رائعة." وقد تضاربت الأنباء حول من رتب لهذه الصفقة، لكن أشار العديد من المراقبين إلى أن المستشار السابق، غرهارد شرودر، الذي يرأس منذ نيسان/ابريل الماضي المجلس الرقابي لاتحاد شمال أوروبا لشركات أنابيب الغاز والذي تملك غازبروم الروسية نسبة 51% من حصصه يمكن أن يكون من رتب الوساطة لنادي شالكه مع غازبروم.

وقالت صحيفة" بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار أن التوقيع على هذا العقد سيتم اليوم الثلاثاء(10 اكتوبر/تشرين اول) خلال مؤتمر صحفي في دريسدن (شرق المانيا)، على هامش حوار سان بطرسبرج الألماني-الروسي. وأشارت الصحيفة إلى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل سيحضران توقيع العقد على هامش لقائهما في دريسدن في اليوم ذاته. ولكن يبقى السؤال قائما: لطالما كان المستشار الألماني السابق، شرودر، من مشجعي فريق درتموند غريم شالكه.

انتقادات ومخاوف

الصفقة الثمينة تثير مخاوف البعض، حيث عبر 10 بالمائة من مشجعي نادي شالكه عن مخاوفهم من أن تكون صفقة الرعاية تمهيدا لبيع النادي، وذلك كما حدث مع نادي شيلسي اللندني، والذي اشتراه الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش. لكن رولف رويك رئيس مجلس إدارة اتحاد مشجعين كرة القدم وعضو مجلس إدارة نادي شالكه يرى أن هذه المخاوف غير مبررة، وذلك لأن نادي شالكه ليس مؤسسة رأسمالية ولكن نادي مدرج في لائحة الاتحاد القومي لكرة القدم وبالتالي لا يمكن بسهولة نقل ملكيته كما يحدث مع الشركات الربحية.

وبجانب انتقادات مدير نادي ميونخ الألماني إولي هونس أطلق بعض إداريي أندية الكرة تحذيرات بخصوص نفوذ الشركات الراعية، فكلما ارتفعت قيمة صفقة الرعاية كلما أصبح بمقدور الشركات الراعية استغلال نفوذها. وأرجع بعضهم خطورة موقف كهذا إلى عقلية رجال الأعمال الروس الذين يفضلون سلك الأبواب الخلفية بدلا من الأبواب الرئيسية، حسب تعبيرهم.