1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شركة تأمين سويسرية أمام مطب وجودي بسبب حرف "Z"!

٢٨ مارس ٢٠٢٢

تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا لا يمكن حصرها. فهو كارثي من الناحية الاقتصادية على الشركات الروسية والأوروبية على حد سواء، وليس هذا فحسب بل إن شركة سويسرية باتت تخاف حتى على اسمها الذي عٌرفت به منذ عقود.

https://p.dw.com/p/497pi
شركة "تزوريخ" للتأمين
شركة "تزوريخ" للتأمينصورة من: STEFFEN SCHMIDT/KEYSTONE/picture alliance

مع انطلاق الغزو الروسي، شدّ حرف "Z" الذي طلي على المدرعات والمقاتلات الروسية خلال تقدمها نحو أوكرانيا انتباه العالم، فتوالت التأويلات حول معناه ودلالاته، رجح قسم كبير منها فرضية استخدام هذا الحرف اللاتيني الذي لا ينتمي إلى الأحرف الكريلية المستخدمة في الأبجدية الروسية، إلى رغبة الجيش الروسي في تمييز آلياته عن المعدات الأوكرانية المماثلة لتجنب النيران الصديقة.

اليوم تحول هذا الحرف إلى رمز دعائي تستخدمه البروباغندا الروسية في تسويق الهجوم على أوكرانيا، فبات شعار مؤيدي الهجوم أو ما وصفه بوتين بـ "العملية العسكرية" الروسية. وسرعان ما انتشر على السيارات في شوارع موسكو أو على الملابس أو في ملفات تعريف الروس على الشبكات الاجتماعية. 

معضلة حقيقية

هذا التطور وضع شركة سويسرية في معضلة حقيقية. فحرف "Z" كان دائما الشعار التسويقي لمؤسسة التأمين "تزويخ" بحكم أنه الحرف الأول من اسمها "Zurich" والذي اشتهرت به منذ عقود.

في ذات الوقت بات لهذا الرمز حمولة عدوانية تريد شرعنة حرب تنتهك المواثيق الدولية، مع دفع جهات عدة إلى تجريم استخدامه. كما هو الحال بالنسبة لولاتي بافاريا وساكسونيا السفلىالألمانيتين، إذ أعلنت الولايتان السبت الماضي أن استخدامه لتبرير الحرب والدعوة إليها قد تصل عقوبته إلى ثلاث سنوات سجنا، وذلك في إطار عقوبة تأييد أفعال إجرامية. 

 وأمام هذا المطب، قررت شركة التأمين حذف اسمها أو بالأحرى رمزها من وسائل التواصل الاجتماعي. وعن الأسباب أوضحت في ردّها على سؤال وكالة رويترز للأنباء أنها قررت "مؤقتا عدم استخدام حرف  "Z"  في وسائل التواصل الاجتماعي، وفي كل سياق يتم استخدامه بطريقة قد تفهم خطأ". وهكذا غيرت الشركة رمزها في مواقع التواصل من حرف "Z " إلى كتابة اسمها بالكامل.

لكن في ذات الوقت أبقت الشركة على رمزها على موقعها الإلكتروني. وفي ذات الرد توضح الشركة أنها "تراقب التطورات عن كثب، وإذا اقتضت الحاجة سوف تتخذ إجراءات لاحقة".

و.ب/ع.ش