1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شبكة الجزيرة تطلق قناة إنجليزية وتدخل حلبة المنافسة الإعلامية الدولية

عبده جميل المخلافي١٥ نوفمبر ٢٠٠٦

أطلقت شبكة الجزيرة اليوم قناتها الإنجليزية في خطوة تعكس تطلعها إلى المنافسة الإعلامية في عصر العولمة. مسئولو القناة يؤكدون توفر فرص النجاح وبعض الخبراء يرى أن المحطة الجديدة تستهدف المسلمين الذين لا يجيدون العربية.

https://p.dw.com/p/9OZs
غرفة تحرير القناة الإنجليزيةصورة من: AP

في إطار توسعها المستمر و سعيا إلى تحقيق الانتشار والعالمية بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته قناة الجزيرة الناطقة بالعربية، أطلقت "شبكة الجزيرة" القطرية اليوم نسختها الإنجليزية (الجزيرة الدولية) في اول بث لها في اتجاه العالم باللغة الإنجليزية. يأتي ذلك متزامنا مع مرور عشر سنوات على تأسيس القناة الأم، التي شكلت نقطة تحول في تاريخ الإعلام العربي كما وأثارت جدلا واسعا على المستويين العربي والعالمي من خلال تناولها النقدي لمختلف القضايا وكسر الكثير من المحظورات واقتحام مناطق كانت بمثابة خطوط حمراء يحظر الخوض فيها.

وبانطلاق "الجزيرة الدولية" وإنضمامها إلى "شبكة الجزيرة" المكونة من "الجزيرة الإخبارية" العربية، و"الجزيرة الرياضية"، و"الجزيرة للأطفال"، و"الجزيرة مباشر"، بالإضافة إلى الموقعين العربي والإنجليزي على الإنترنت، تكون "شبكة الجزيرة" القطرية قد حققت قفزة كبيرة في مسيرتها سواء على صعيد تنويع خدماتها الإعلامية او توسيع نطاق بثها وحجم جمهورها. لكن الأهم من ذلك هو الانتقال من نطاق الإقليمية من قناة تخاطب جمهور الناطقين بالعربية الى نطاق العالمية كوسيلة إعلامية تعبر حدود اللغة والثقافة والجغرافيا. الجدير بالذكر ان إطلاق الجزيرة الدولية كان قد تأجل أكثر من مرة، حيث كان مخططا ان يبدأ بثها في عام 2001 ولكنه تأجل لصعوبات فنية، كما يقول المسئولون في الجزيرة.

"صوت من لا صوت لهم"

Al Dschasira in Katar Redaktion in Doha Ferhsehen
غرفة التحرير في قناة الجزيرة في الدوحةصورة من: AP

ويأمل المسئولون عن "شبكة الجزيرة" ان تحقق "الجزيرة الدولية" نجاحا عالميا يفوق أو على الأقل يضاهي النجاح الذي حققته القناة الناطقة بالعربية، التي حققت شهرة ونجاحا لم يكن في حسبان القائمين على القناة او حتى يحلمون به. وقال مدير شبكة الجزيرة وضاح خنفر ان طموح الجزيرة لن يقف عند حد بل ستستشرف المستقبل وتصل الى مشاهديها "في اي مكان و بأي وسيلة ممكنة". واضاف بنبرة تحد واضحة "سننافس محطات عريقة" مثل "بي بي سي"، و "سي ان ان"، معتبرا بأن هناك "فراغا في الإعلام الدولي سنملؤه". من ناحيتها تأمل الحكومة القطرية، المؤسسة والممولة للجزيرة، بأن تُسهم "الجزيرة الدولية" في تسليط الضوء على دولة قطر الصغيرة ووضعها على خارطة الإحداث العالمية كما فعلت القناة الناطقة بالعربية والتي ساهمت في وضع هذا البلد، الذي لم يكن الكثيرين قد سمعوا به، بقوة على الساحتين العربية والعالمية. لكن الدكتور محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر، الذي أطلق على الجزيرة اسم "القوة الناعمة لقطر"، يعتقد بوجوب التريث قبل القول ان القناة الإنجليزية ستحقق اختراقا سياسيا وإعلاميا على المستوى الدولي بنفس قوة الاختراق الذي أنجزته الجزيرة الأم.

ويقول المسئولون عن القناة بأن "الجزيرة الدولية" ستصل الى اكثر من ثمانيين مليون منزل حول العالم عبر الأقمار الصناعية ومحطات الإرسال الأرضي، كما سيصل البث إلى المشتركين عبر شبكة الإنترنت مما يعني أن ما لا يقل عن مليار شخص سيشاهدون المحطة، كما سيتم توفير الخدمة عبر الهواتف المحمولة. القناة الجديدة سيكون لها، كما يقول القائمون عليها، شبكة مكاتب ومراسلين في جميع أنحاء العالم، تنسق فيما بينها أربعة مكاتب إقليمية بالدوحة ولندن وكوالالمبور وواشنطن. هذا وستكون "الجزيرة الدولية" اول قناة اخبارية من العالم النامي تدخل حلبة المنافسة مع القنوات العالمية مثل "سي ان ان" او "بي بي سي"، وتعكس خط التدفق الإعلامي التقليدي من "الجنوب" إلى "الشمال" ومن "الشرق" إلى "الغرب" بعد ان كان العكس هو السائد منذ عقود من الزمن. في هذا السياق قال مدير "الجزيرة الدولية" البريطاني نايجل بارسونس "نريد ان نكون صوت من لا صوت لهم في العالم".

إلى من تتوجه المحطة الجديدة؟

Al Dschasira Fernsehlogo
شعارا الجزيرة

"العالم يتابع سي إن إن؟ لكن ماذا تتابع الـ سي إن إن؟ بالطبع الجزيرة" بهذا الشريط الدعائي تعبر "قناة الجزيرة" عن مدى ثقتها بقدرتها على المنافسة في سوق الإعلام العالمية وعلى مدى افتخارها باعتماد كبريات المحطات الإعلامية العالمية عليها كمصدر للأخبار. وبإطلاق النسخة الإنجليزية تسعى "الجزيرة" إلى تدعيم قدرتها على المنافسة في السوق العالمية إلى جانب تلك المحطات العالمية الكبيرة مثل الـ سي إن إن و الـ بي بي سي و"الخروج من جيتو اللغة العربية والتربع في سماء الإعلام العالمي"، حسب تعبير الباحث السياسي والخبير الإعلامي الالماني يواخيم هيبلر. ولتحقيق هذا الغرض تم توظيف نخبة من الصحفيين المخضرمين الذين ينتمون الى حوالي 47 بلدا، منهم من ينتمي إلى بلدانا أوروبية وكانوا يعملون في محطات عالمية معروفة.

ويرى الباحث الإعلامي الألماني اوليفر هان، بأن البرنامج الإنجليزي قد يتغلب على العوائق الناجمة عن الحصار الإعلاني المفروض على "الجزيرة" من قبل بعض الحكومات العربية وبالتالي قد يجلب للشبكة دخلا إعلانيا مهما من السوق الغربية. ويتوقع هان بأن "الجزيرة" سوف تتبع استراتيجية تسويقية لإستثمار نجاحها ماديا. أما كاي حافظ، أستاذ الإعلام في جامعة ايرفورت الألمانية، فيعتقد بأن قدرة المحطة على تحقيق عائد مادي في الغرب مرتبط بمقدار المسافة التي ستبقى عليها بين عملها وبين تبني أجندة عربية. ويتوقع حافظ بأن "الجزيرة الدولية" ستظل ـ في أوروبا والولايات المتحدة ـ فقط وسيلة إعلامية للعرب المهاجرين وللنخبة المثقفة"، بينما يشير هيبلر بأن نطاق عمل الجزيرة يتركز بالدرجة الأولى في دول العالم الثالث وبالذات الدول الإسلامية وتلك التي يعيش فيها مسلمون لا يجيدون اللغة العربية. من ناحيته يقول هان بأن "الجزيرة ترغب في الانتقال من محطة عربية إلى محطة اسلامية". و يتوقع حافظ بأن تحدث نقاشات حادة بين صحفي "الجزيرة الدولية" وصحفي "الجزيرة الأم" حول استقلالية مضمون الرسالة الإعلامية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد