1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

231210 Flüchtlinge Libanon

٢٣ ديسمبر ٢٠١٠

قرر مسيحيو العراق عدم الاحتفال بعيد الميلاد بعدما حول تنظيم القاعدة حياتهم إلى حزن وألم، ولم يتبق أمام الكثير منهم سوى الهجرة. دويتشه فيله رافقت مجموعة من مسيحي العراق تحتفل بالعيد في لبنان في ضيافة الطائفة الكلدانية.

https://p.dw.com/p/zp2W
تنامي الإرهاب الذي يستهدف المسيحيين زاد من موجة نزوحهم إلى الدول المجاورة.صورة من: picture-alliance/AP Photo/K. Mohammed

أسرٌ تحتفل بعيد الميلاد في كنيسة القديس رفائيل في الحازمية في ضواحي بيروت حيث تنشط الطائفة الكلدانية اللبنانية التي تضم في صفوفها 11 ألف شخص. وموضوع الساعة الذي يتصدر اهتمامات الطائفة هو سبل مساعدة الأخوة العراقيين من المسيحيين الفارين من موجة العنف التي تستهدفهم في بلاد الرافدين. ويقدر عدد الذين لجأ منهم إلى لبنان بحوالي خمسة آلاف شخص بمعدل عشرة إلى عشرين أسرة في اليوم.

ويوضح رجل لا يود الكشف عن هويته، الذي غادر العراق إلى لبنان خوفا على حياته وضعه بقوله "العراق لم يعد مكانا آمنا لنا بعد المجازر التي اقترفها تنظيم القاعدة ضد المسيحيين، وأنا نفسي نجوت من موت محقق". وهذه سيدة أخرى تذهب في نفس الاتجاه وتعبر عن نفس الخوف "اعتداءات، قنابل، تهديدات من كل نوع، بغداد لم تعد مكانا آمنا، إضافة إلى البطالة وغلاء المعيشة، لدي أقارب في ألمانيا، أريد الهجرة إلى هناك".

الإرهاب زاد من نزوح المسيحيين

وقد زادت موجة انزياح المسيحيين العراقيين حدة بعدما اقتحم إرهابيون إسلاميون اقتحموا في نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة ببغداد وشرعوا في إطلاق النيران صوب كل من يتحرك، وظل الحال كذلك إلى أن اقتحمت قوات عراقية خاصة الكنيسة. وفي هذه اللحظة فجر الإرهابيون أحزمتهم الناسفة الأمر الذي أسفر عن مقتل 63 شخصا.

50 Christen sterben bei Geiselnahme in Bagdad NO FLASH
مسيحيو العراق يعيشون في خوف وهلع وهم في حاجة إلأى حماية دائمة.صورة من: picture-alliance/dpa

لذلك تبقى الهجرة في بعض الأحيان الحل الوحيد أمامهم، فيما يواجه الباقون في العراق كابوسا حقيقيا حيث يتهددهم الموت. وبهذا الصدد يقول روني حنه كاهن كنيسة القديس رفائيل في لبنان التي تساعد الوافدين من مسيحيي العراق "إنهم يتوقون إلى العيش في سلام، وغالبيتهم عاش أحداثا فظيعة لا تعود إلى الإرهاب فحسب ولكن أيضا إلى سنوات الحرب العراقية الإيرانية، وبعدها اجتياح الكويت وسنوات الحصار التي تلاها، إن هدفهم هو حياة طبيعية هادئة.

لبنان ليس المحطة الأخيرة

Notre Dame de Harrissa, Jounieh im Libanon
بالنسبة لمعظم مسيحيي العراق ليس لبنان إلا محطة مؤقتة.صورة من: DW/Birgit Kaspar

إلا أن لبنان نفسه لا يعتبر ملاذا نهائيا للمسيحيين العراقيين تماما كما هو الشأن بالنسبة للبلدان المجاورة كما يقول كاهن كنيسة القديس رفائيل روني حنه "المشكل الأول الذي يواجهونه هنا في لبنان الحصول على ترخيص للإقامة. الحكومة تمنحهم إقامة لمدة شهر واحد، وبعدها يصبحون في وضعية غير شرعية وبدون وثائق رسمية، وبلا عمل".

ومع تنامي أفواج النازحين تزداد المشاكل تعقيدا، فقد كان سعر كراء بيت من غرفتين تتقاسمه أسرتين في لبنان، كان لا يتجاوز مائة دولار للشهر قبل عامين، أما اليوم فقد تضاعف هذا السعر خمس مرات. ومن بين اللاجئين موظف سابق لدى الحكومة العراقية فضل بدوره المغادرة، وإن كان حظه أفضل إذ يتقاضى تقاعده، ولا يريد العودة إلا العراق إلا في إطار زيارات قصيرة، وهو يسعى إلى الاستقرار على المدى الطويل في الولايات المتحدة وهو ما يتفهمه الكاهن روني حنه تماما "الغالبية يسعون إلى الهجرة إلى أوروبا وأمريكا، وإذا ما تحققت معجزة فعدد الذين سيعودون منهم للعيش يوم ما في العراق لن يتجاوز عشرين في المائة".

وبمناسبة احتفالات عيد الميلاد تساعد الطائفة الكلدانية المسيحيين الوافدين من العراق بما أوتيت من إمكانيات، بتنظيم رحلات لصالح الأطفال، وتساعد أسر اللاجئين بالمؤن الغذائية، وكذلك تنظيم حفل جماعي لعيد الميلاد وقداس ديني بالمناسبة.

أولريخ راينهولد / حسن زنيند

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد