1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب مصر ووزيري الشباب والتعليم العالي.. صدام أم توافق؟

٩ أغسطس ٢٠١٢

دائماً ما كانت علاقة الشباب غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين متذبذبة مع الجماعة وحزبها السياسي، حزب الحرية والعدالة. السؤال الآن، كيف ستكون هذه العلاقة مع تولي الحزب وزارتي الشباب والتعليم العالي في الحكومة الجديدة؟

https://p.dw.com/p/15lzH
Egyptian protesters shout slogans in Tahrir Square as the country awaits the outcome of a presidential runoff vote in Cairo, Egypt, Saturday, June 23, 2012. Tens of thousands of supporters of the Muslim Brotherhood have rallied in the capital's Tahrir Square in a show of force backing candidate Mohammed Morsi, who has warned against manipulating results in a vote that he says he has won. (Foto:Manu Brabo/AP/dapd)
صورة من: dapd

منذ أنفضت زمالة ميدان التحرير بتنحي مبارك، شابت العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الشباب الثوري بشتى اتجاهاته توتراً كبيراً استمر على مدار أكثر من عام. وظهر هذا التوتر من خلال أكثر من حدث كحوادث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، وغيرها من الأحداث والاشتباكات بين الشباب الثوري والسلطة الحاكمة، والتي وقف فيها حزب الحرية والعدالة موقف المتفرج، الأمر الذي آثار سخط الشباب متهمين الحزب والجماعة بإعلاء مصالحهم على مصلحة البلاد. كما اتهموهم بإبرام صفقة مع العسكر تعطيهم كراسي البرلمان أو مجلس الشعب مقابل سكوتهم. وحين أستحوذ الحزب على أغلبية مقاعد المجلس ونزل الشباب للتظاهر أمامه كانت المواجهة بين شباب الإخوان الذين وقفوا في مواجهة المتظاهرين ليكتبوا فصلاً جديداً في قصة الخصومة وزيادة التوترات. والآن مع تشكيل حكومة هشام قنديل وإسناد حقيبتي الشباب والتعليم العالي لوزيرين من الحرية والعدالة تُكتب سطور جديدة في تلك العلاقة، فهل تستمر على توترها أم تأخذ أشكالا مختلفة؟

"الجماعة تعيد تجربة الحزب الوطني والصدام حتمي

"لن تفلح أي محاولة لتغيير شكل العلاقة بين الإخوان والشباب"، يقول الشاب الليبرالي شريف صبري لـ DW عربية. ويرى صبري أنه قد تكون هناك محاولات من قبل الوزيرين لاستقطاب الشباب إلى حزب الحرية والعدالة عن طريق نشاطات ومشاريع شبابية، إضافة إلى تسهيلات في الدراسة والامتحانات. غير أن صبري استبعد أن يحاول الوزيران الجديدان تصدير أفكار الجماعة "لأن حدوث ذلك لن يكون مقبولاً وسيثير الشباب أكثر ضدهم". في المقابل أعرب صبري في حواره معDW عربية عن اعتقاده بأن الشباب لديهم استعداد للتعاون مع وزراء الحكومة الجديدة الذين ينتمون للجماعة إذا ما ثبتت حسن نيتهم وبحثهم عن مصالح مصر.

شريف صبري: الأخوان سيحاولون استقطاب الشباب المصري عن طريق مشاريع وتسهيلات
شريف صبري: الأخوان سيحاولون استقطاب الشباب المصري عن طريق مشاريع وتسهيلاتصورة من: DW

وأختلف رأي الاشتراكي الثوري طاهر عبد الغني مع رأي صبري، إذ يرى عبد الغني أن هناك صدامات حتمية، ويضيف عبد الغني في حواره مع DW عربية: "هؤلاء الوزراء قادمون لتنفيذ خطة محددة الملامح لن يحيدوا عنها وليس للشباب مكان خارج تلك الخطة". ولا يرى عبد الغني دورا فاعلا لوزارة الشباب سوى أنها قد توفر فرص عمل للشباب تُعطى من خلالها ميزات للمنتمين إلى الجماعة. لكن وزارة التعليم العالي ستكون أكثر تـأثيراً على العلاقة بين الجماعة والحزب والشباب حسب رأيه. ويتوقع عبد الغني إعطاء ميزات لجماعات الإخوان داخل الجامعات مع بدء زحف شخصيات إخوانية للسيطرة على مراكز الإدارات الجامعية. ولم ينكر عبد الغني أيضاً تخوفه من تغيرات قد تطرأ في مناهج بعض الكليات الأدبية لتحسين صورة الإخوان، مضيفا: " إن تجربة الحزب الوطني في طريقها للعودة بشكل جديد على يد الإخوان وحزبهم، وسيسيطرون على كل شيء وسيفرضون نظامهم ولن يعيروا اعتبارا لأحد".

"الإخوان لديهم شعبية كبيرة وليسوا بحاجة لوزير يصدر أفكارهم"

الإخوان لديهم شعبية كبيرة، وهم " ليسوا في حاجة لوزير يصدر أفكارهم، لاسيما في الجامعات حيث قاعدتهم واسعة"، حسب عمرو مجدي، المهندس الشاب صاحب التوجه الإسلامي. ويضيف مجدي: "وزارة الشباب هي وزارة بلا مضمون، وبلا تأثير طوال تاريخها، أما بالنسبة للتعليم العالي فالجامعات مليئة بفكر الإخوان خاصة في اتحادات الطلبة ولهم قاعدة عريضة منذ أيام مبارك". ولا يتوقع مجدي أي صدام بين الوزراء والشباب على الأقل في الآونة الأولى. وعلى العكس يتوقع أن يسعى وزراء حزب الحرية والعدالة لترضية الشباب وكسبهم في صفهم عبر تسهيل المناهج، أو تحقيق بعض المطالب الشبابية مثل تحسين مستوى الخدمات التعليمية وتفعيل دور وزارة الشباب من خلال بعض المشروعات.

عمرو مجدي: الأخوان ليسوا في حاجة لتصدير أفكارهم بسبب قاعدتهم الواسعة
عمرو مجدي: الأخوان ليسوا في حاجة لتصدير أفكارهم بسبب قاعدتهم الواسعةصورة من: DW

ولم يختلف رأي محمد سماحة الشاب الذي لا ينتمي لتيار سياسي محدد عن رأي مجدي في أن لجماعة الإخوان أرضيتها داخل الجامعات. " لا أعتقد أن وجود وزير إخواني للتعليم العالي سيحدث فارق بالنسبة للجامعات، فمنذ زمن والإخوان يقدمون خدمات للطلبة ولهم شعبيتهم". ولا يتوقع سماحة صداماً قريباً بين الشباب والوزراء الجدد، ولا أن يسعى الوزراء لتصدير فكر حزبهم وجماعتهم. ويضيف سماحة لـ DW عربية: "لن يحتكوا بالشباب خاصة في الفترة الأولى، ولن يستطيعوا في هذا التوقيت فرض أفكارهم". وعلى عكس ما توقعه عبد الغني من تجاهل للشباب البعيدين عن فكر الجماعة يتوقع سماحة أن تؤخذ كل التيارات والآراء في الحسبان. ويختم سماحة حديثه بالقول: "الإخوان يعلمون جيداً أن معظم الفئات الشبابية تختلف معهم كثيراً، بل ومن هذه الفئات من تقف ضدهم تماماً، لذا لا أتوقع قريبا حدوث صدامات أو تمييز للإخوان على حساب الشباب من التيارات الأخرى حتى ولو كان الوزراء الأكثر احتكاكا بهم ينتمون للجماعة".

أحمد حمدي – القاهرة

مراجعة: ابراهيم محمد