1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

شباب في مواجهة التغير المناخي

٢٢ مايو ٢٠١٢

يعمل شباب في جميع أنحاء العالم على مكافحة التغير المناخي، وقد أحرزوا نجاحا خولهم حق المشاركة الرسمية في مؤتمرات الأمم المتحدة حول المناخ لإبداء آرائهم.

https://p.dw.com/p/14z2n
صورة من: benoitkubiak.com

يجلس مصطفى مدحت في الصفوف الخلفية بالقاعة الكبيرة، ويتابع بشغف المناقشات عبر السماعات المخصصة له، بينما ينقر سريعا على أزرار كمبيوتره المحمول، وأمامه لافتة مكتوب عليها "المجتمع المدني". مصطفى يشارك حاليا بمدينة بون الألمانية في مؤتمر الأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر المناخ الثامن عشر الذي من المقرر عقده في قطر. وقد جاءت وفود من كل البلدان لإجراء مناقشات بِشأن مستقبل الكرة الأرضية.

يبلغ مصطفي من العمر 23 عاما وهو مصري، ويتابع في هذا المؤتمر مناقشات الوفود العربية والإفريقية المشاركة. "تبنى مفاوضا" أو "Adopt a Negotiator" هو اسم المشروع الذي يعمل لصالحه مصطفى، وفي إطار هذا المشروع يتعاون مصطفى مع زملائه من الشباب على إحدى صفحات الانترنت لتوضيح ما يجري في مؤتمرات الأمم المتحدة حول المناخ. ويهدف المشروع إلى مساعدة الشباب وجميع المهتمين بشؤون المناخ من أجل فهم أفضل للمفاوضات، إذ أن استخدام الكثير من الاختصارات والمصطلحات المعقدة يصعب عملية الفهم في كثير من الأحيان.

ويوضح مصطفى فكرة المشروع: "نسمع في نشرات الأخبار دائما أن شخصا ما قد قال شيئا ما، ولكننا غالبا ما لا نعرف هذا الشخص، وماذا قال بالضبط؟ نحن نقوم بتبسيط ما يقال ونقدمه على صفحتنا على الانترنت في شكل جذاب مدعما بالوسائط المتعددة". مصطفى موجود هنا أيضا لتمثيل الشباب الإفريقي. وقد شارك في ديسمبر الماضي في مؤتمر المناخ بجنوب إفريقيا. ومن المقرر أن تكون رحلته التالية إلى قطر.

Mostafa Medhat arbeitet für eine NGO bei der UN-Klimakonferenz in Bonn. Auf dem Bild ist er gemeinsam mit dem Delegierten aus Ägypten zu sehen. Copyright: DW/Greta Hamann 14.05.2012, Bonn, UN-Klimakonferenz SBI
مصطفى مدحت مع أحد أعضاء الوفد المصري في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة بونصورة من: DW/G.Hamann

حق رسمي في المشاركة وإبداء الرأي

مصطفى ومشروع ""Adopt a Negotiatorهما جزء من حركة المناخ الشبابية الدولية التي تجتمع العام تلو الآخر في مؤتمرات المناخ الكبرى، ويزداد تأثيرها بمرور الوقت. وهم يطلقون على أنفسهم اسم YOUNGO، ويعنى الاختصار باللغة الانجليزية „YouthNon-Governmental Organization“ وترجمته بالعربية "منظمة الشباب غير الحكومية" وهي تجمع للعديد من المنظمات الشبابية غير الحكومية. ومنذ ستة أشهر منحت أمانة الأمم المتحدة لشئون المناخ حركة المناخ الشبابية الدولية الحق في المشاركة وإبداء الرأي وأصبح لديهم الآن رسميا حق المشاركة الرسمية في مؤتمرات الأمم المتحدة حول المناخ ولهم حق الحديث قبل جميع أعضاء الجلسة.

أجواء يأس في مؤتمر دوربان للماخ

هذا الامتياز دفع بالشباب خطوة كبيرة إلى الأمام، وحتى يتسنى التأثير بفاعلية، يكون من المهم الحضور في المؤتمرات الكبرى للأمم المتحدة حيث يتم اتخاذ القرارات، ولكن انعقاد المؤتمرات في دول مثل اندونيسيا أو المكسيك أو قطر لا يجعل المشاركة في المؤتمرات دائما مهمة سهلة بالنسبة للشباب. ولكن بفضل الامتياز الممنوح لشباب YOUNGO بالأمم المتحدة يمكن الآن للشباب المنحدرين من مناطق ذات إمكانيات مادية ضعيفة الحصول على دعم من الأمم المتحدة.

الاستماع إلى أصوات الشباب من المناطق الأفقر ماديا

تشارك الشابة الهندية بريتي راجاغوبالار البالغة من العمر 24 عاما كعضو نشط في حركة المناخ الشبابية الدولية YOUNGOمنذ أكثر من ثلاث سنوات. وقد ناضلت جنبا إلى جنب مع الكثير من زملائها من الشباب من أجل الحصول على حق المشاركة وإبداء الرأي في مؤتمرات الأمم المتحدة. إذ أن المشكلة في كثير من الأحيان كانت تتمثل في عدم قدرة الشباب المنحدرين من المناطق الأفقر على توفير الأموال اللازمة للمشاركة في مثل هذه المؤتمرات. وتقول الناشطة الشابة: " في مؤتمرات الأمم المتحدة السابقة حول المناخ، لم يكن هناك تواجد للشباب من الدول الإفريقية، وخاصة من الدول النامية على نطاق واسع، ولكن بعد أن تأسست حركة YOUNGO نستطيع الآن دعم هؤلاء الشباب ماديا حتى يمكنهم على سبيل المثال تغطية نفقات السفر. صحيح أن الشباب يقومون في الواقع بدور كبير داخل أوطانهم، ولكننا نريد أيضا أن يكون صوتهم مسموعا في المؤتمرات الكبرى" .

Priti Rajagopalar bei der UN-Klimakonferenz in Bonn. Copyright: DW/Greta Hamann 14.05.2012, Bonn, UN-Klimakonferenz SBI
الشابة الهندية بريتي راجاغوبالار عضوة نشطة في حركة المناخ الدولية الشبابيةصورة من: DW/G.Hamann

جولات حول العالم من أجل حماية المناخ

يشارك الشباب من 42 دولة في مواجهة التغير المناخي ومن أجل إحراز تقدم في مفاوضات الأمم المتحدة. وقد انضموا إلى مبادرة الشباب الإفريقي لمواجهة التغير المناخي المعروفة باسم (AYICC)، ويرأس جان بول برايس البالغ من العمر 24 المبادرة حاليا بشكل تطوعي. وقد كان هو أيضا في العام الماضي رئيسا فخريا لحركة المناخ الشبابية الدولية YOUNGOوكان على اتصال دائم بأمانة الأمم المتحدة لشئون المناخ. جان بول من الكاميرون وكانت خلفيته الشخصية حاسمة بالنسبة له، وهي ما دفعته إلى العمل لمواجهة التغير المناخي حيث يقول: "لقد اتخذت قراري بمواجهة التغير المناخي، لأنني لمست العواقب بنفسي في بلدي. وقتها كنت لا أعرف ما هو التغير المناخي، ولكنني رأيت أن الكثيرين في بلدي لا يعبئون بالبيئة."

لقد ناضل جان بول وقتها ضد نوبات الفيضان المنتظمة التي كانت تغرق منزله. وهو اليوم يمثل شباب العالم في المؤتمرات الدولية، وقد حطت الطائرة بجان بول حاليا في البرتغال حيث كان يمثل حركة YOUNGOفي الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية ويقضي الأيام الثلاثة القادمة في مؤتمر ينعقد في مدينة لشبونة يتحدث خلاله لأقرانه من الشباب عن خبراته، بعدها يعود مجددا إلى نيويورك ومن هناك مباشرة إلى ريو دي جانيرو حيث ينعقد مؤتمر Rio+20التابع للأمم المتحدة ويتواجد جان بول هناك لتمثيل الشباب دوليا.

Jean Paul Brice präsentiert die Afrikanische Jugend AYICC. Jean Paul Brice präsentiert bei einem Sideevent der Klimakonferenz in Bonn 2011 die afrikanische Jugendklimakoalition. Copyright: Christian Schwarzer Juni, 2011, Bonn
جان بول يستعرض أثناء المؤتمر جهود مبادرة الشباب الإفريقي لحماية المناخصورة من: Christian Schwarzer

ليال بلا نوم وبدون مقابل

لا يحصل جان بول على أي راتب مقابل عمله ولا ُيدفع له سوى تكاليف السفر والإقامة، ولكن الشاب لا يفكر في هذا الأمر إلا نادرا، فليس لديه سوى القليل جدا من الوقت، فخلال لحظات قليلة يقوم بإمداد الشباب في جميع أنحاء العالم بمعلومات عن الحملات الجديدة وإمكانيات المشاركة. وقد أسس منظمته الخاصة في الكاميرون ونادرا ما يشعر بالتعب.

ويقول جان بول : "ما يحفزني أن أعمل بجد والتضحية بنفسي هو معرفتي أن شبابا كثيرين غيري يفعلون نفس الشيء في جميع أنحاء العالم، ويقضون ليال لا يذوقون فيها النوم ويدبرون مواردهم الخاصة حتى يستطيعوا الدخول إلى الانترنت والاتصال بالناس. ويفعلون هذا كله دون أي مقابل مادي لأنهم جميعا متطوعون، عندما أفكر في هذا أدرك أنني لست وحيدا."

وبينما ينطق جان بول بهذه العبارات الأخيرة ينقر على الكمبيوتر المحمول الخاص به ليكتب النص التالي وبعدها بدقيقة يقوم مصطفى مدحت بتحميل تدوينة جديدة على البلوغ الخاص به. الشباب في حالة نشاط وحركة، وهم مستعدون لمكافحة التغير المناخي، وعليهم الآن فقط أن ينجحوا في تحفيز السياسيين للمشاركة.

غريتا هامان/ صلاح شرارة

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد