125 Jahre Auto Bedeutung
٢٥ يناير ٢٠١١للانتقال من حالة الفتوة إلى حالة الرشد لا بد من حصول ثلاثة أمور: إكمال الثامنة عشرة من العمر، الحصول على دفتر قيادة، وشراء سيارة. ومرّت في هذا الوضع أجيال عديدة في ألمانيا مثل هيريبرت شرودر الذي يبلغ حاليا سن الخمسين. ويقول شرودر إن الشعور، الذي اجتاحه عندما أصبح في سن الرشد واشترى سيارة ب 150 مارك، هو "شعور من امتلك الحرية".
"شراء سيارة برنامج بيولوجي داخل الألماني"
وكانت رغبة الألماني الجامحة للحصول على سيارة تفسَّر لدى القائمين على شركات السيارات الألمانية على أنها نوع من "برنامج بيولوجي" داخل الفرد الألماني يسيَّر بصورة آلية بمجرد أن ينضج الوقت اللازم. لكن هذا الكلام بدأ في التراجع منذ بضع سنوات بعدما لمست هذه الشركات بأن علاقة الألماني بالسيارة حاليا تغيّرت جذريا عن الماضي.
وفي أعوام التسعينات من القرن الماضي أنزلت شركة المرسيدس طرازا جديدا أسمته "أ" بهدف لفت اهتمام الشباب وتشجيعهم على شرائه كمدخل لهم لشراء طراز أكثر كلفة في المستقبل، لكن الذي حدث هو أن الجيل الصاعد لم يلتفت إلى هذا الطراز الذي لقي في المقابل تجاوبا كبيرا لدى الكبار في السن.
خبير ألماني: رمزية السيارة انتفت وتحولت إلى أي فون وفيسبوك
وذكر شتيفان براتسل، مدير مركز التسيير في المدرسة المهنية العليا للاقتصاد في مدينة بيرغش كلادباخ القريبة من كولونيا، أن السيارة لم تعد تشكّل للشباب الألماني "رمزية عالية المستوى"، ولم يعد يعتبرها "سلعة لا غنى عنها" كما كانت الحال في الماضي. وأضاف أن السيارة لم تعد تلعب حاليا أي دور كبير لدى 30 إلى 40 في المائة من الشباب، كما لم تعد تدغدغ مشاعرهم وخيالاتهم.
وإذا كان 16,4 في المائة من السيارات الجديدة المباعة عام 1988 اشتراها أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة فقد انخفض هذا المعدل في عام 2008 إلى 7,6 في المائة فقط. وزاد على ذلك أن قسما من الشباب وصل إلى حدّ التخلي عن الحصول على رخصة قيادة، ما يفسّر هبوط نسبة من يملك رخص القيادة من جيل الشباب بين 18 و 25 سنة من 89,4 إلى 75,5 في المائة.
وتابع براتسل أن البديل عن السيارة اليوم أصبح "أي فون"، و"أي باد" مشيرا إلى أن الشبكة الاجتماعية الالكترونية الدولية "فيسبوك" تعتبر التحول الأهم الذي حصل اليوم بين الشباب.
"شركات السيارات استفاقت بعد نوم طويل"
من هنا على شركات السيارات أن تنتظر اليوم الذي يصبح فيه دخل الشباب كبيرا بما فيه الكفاية لكي يشعروا برغبة في شراء سيارة. وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: أي سيارة سيشتري هؤلاء؟. وأوضح الخبير الألماني بارتسل بأن نسبة كبيرة من شباب اليوم ترغب بشراء سيارة عادية عملية وغير مكلفة. وأعرب الخبير عن اعتقاده أيضا بأن على صناعة السيارات الألمانية أن تفعل شيئا ما لمواجهة هذا الأمر، وإلا فإنها ستواجه خطر تراجع اهتمام الشباب بها. ورأى أن المطلوب هو إنتاج المزيد من السيارات العاملة على البطارية الكهربائية وجعلها أكثر جاذبية ملاحظا أن الشركات الألمانية غطّت طويلا في نومها، لكنها بدأت الآن العمل في هذا الاتجاه.
يوتّا فاسّرراب/ اسكندر الديك
مراجعة: أحمد حسو