1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سياسة ترامب قد تدفع ألمانيا إلى تولي دور قيادي في العالم

٤ فبراير ٢٠١٧

في ضوء قرارت الرئيس الامريكي ترامب ربما تتجه الولايات المتحدة الأمريكية نحو مرحلة عزلة، وهي تتيح بذلك المجال لدول أخرى من أجل لعب دور أقوى في المجتمع الدولي، كما يقول خبير الشؤون السياسية زيبو يانسين في حوار مع DW.

https://p.dw.com/p/2WubF
Deustchland US-Airbase Ramstein
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wittek

أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتنبى سياسة خارجية انعزالية. وحث دولا أخرى في حلف شمال الأطلسي على تحمل قسطها من المسؤولية في الحلف العسكري. فهل يتيح هذا التراجع مثلا لألمانيا إمكانية لعب دور أكبر في المجتمع الدولي؟

زيبو يانسين: ألمانيا، في بادئ الأمر ألمانيا الغربية والآن البلاد برمتها كانت دائما محمية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد تهديد سوفيتي أو روسي. والولايات المتحدة الأمريكية أكدت دوما أنها تُعنى بهذا التحالف الوثيق مع جمهورية ألمانيا لأنها تحتاج ألمانيا كعامل استقرار في أوروبا وكذلك داخل الاتحاد الأوروبي. وحاليا مع مجيء ترامب لدينا في الحقيقة ما يمكن أن نصفه "بموقف انعزالي عنيف". ترامب يقول أشياء مثل:"لا يهمني ما يحصل في باقي العالم. أنا يهمني فقط القضاء على داعش وما يحصل في الولايات المتحدة".

والتحدي أمام ألمانيا الآن هو أن البلاد ستتولى دورا جديدا ـ ستصبح أكثر استقلالية وتتحمل دورا قياديا داخل الاتحاد الأوروبي والعالم الحر.

هل بإمكان ألمانيا حقا أن تقوم بدورٍ أكبر؟

لدي هنا شكوك. لست متأكدا من قدرة ألمانيا على التعامل مع  موقف جديد قوي ـ نحن لم نتعلم أبدا ذلك ولم نكن نتطلع إليه، وعلى الرغم من ذلك نحن الآن أمام تحديين سياسيين. الأول يتعلق بالاتحاد الأوروبي ـ فألمانيا هي أهم فاعل داخل الاتحاد الأوروبي بما أن تأثير فرنسا سياسيا واقتصاديا في تراجع. كما لدينا دور يزداد قوة داخل المجتمع الدولي. لا أحد هنا في ألمانيا كان يصبو إلى هذا الشيء، نحن فقط انزلقنا الى هذا الدور. كل واحد يعلم أن ترامب سيغير موقف ألمانيا في العالم، ولكن لا أحد يقبل بذلك في هذه الفترة، لأنه لا توجد نماذج سابقة.

Mali Deutschland Ursula von der Leyen besucht Bundeswehr Soldaten in Gao
وزيرة الدفاع الألمانية تتفقد جنودا ألمان في مالي صورة من: Reuters/M.Kappeler

ما الذي وجب على برلين فعله؟

أعتقد أن الاتحاد الأوروبي تحت قيادة ألمانية وبعدها تحت قيادة فرنسية يجب عليه بناء سياسة دفاع وخارجية مستقلة. يجب علينا التشييد اعتمادا على ركيزتين، على الدبلوماسية التي نحن أقوياء فيها، ويجب علينا تقوية القوة العسكرية للاتحاد الأوروبي ليس فقط لألمانيا أو فرنسا.

إذا بدأت أوروبا في إتباع سياسة خارجية خاصة، هل سيؤدي ذلك إلى اصطدام دبلوماسي مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

هذا ما نشهده منذ الآن ـ ليس لدينا أدنى اهتمام هنا مثلا في الاتحاد الأوروبي بزعزعة استقرار أوروبا الشرقية أو الجنوب شرقية، الأمر الذي تحاول روسيا فعله حاليا. فإذا انعزلت الولايات المتحدة بصفة متزايدة، أخشى أن يكون الاتحاد الأوروبي وألمانيا مجبرين على الاعتناء بجوارهما. لا يمكن لنا أن نطلب من الولايات المتحدة أن تقوم بذلك. يجب علينا القيام بذلك بأنفسنا، لأن ترامب سبق وأن قال بأنه لا يريد التصعيد في النزاع مع روسيا.

وإذا حاولت روسيا مثلا تقوية  دورها في أوكرانيا وجنوب شرق أوروبا وجورجيا، فعلينا الرد على ذلك في دول البلطيق. يجب على الاتحاد الأوروبي أن يرد إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لفعل ذلك. لا يمكن لنا قبول ما فعله بوتين في غالبية أقطار الشرق وجنوب شرق أوروبا.

سبق وأن تحدثنا عن بناء العسكر ودعم الجهود الدبلوماسية. أية إصلاحات تطالبون بها كرد فعل على دونالد ترامب والسياسة الأمريكية الجديدة؟

أعتقد أننا بحاجة إلى مقر في الأمم المتحدة لكافة دول الاتحاد الأوروبي. ستكون إشارة واضحة لباقي العالم ـ في اتجاه روسيا والولايات المتحدة والصين ـ بأن الاتحاد الأوروبي يجتمع لسياسته الخارجية وليس لمصالحه الوطنية. لكن المشكلة تكمن في أننا نعايش انهيار الاتحاد الأوروبي على الجانب الآخر. فهو يضعف باستمرار. لدينا كثير من المشاكل الداخلية والخارجية، ويكفي هنا فقط إلقاء نظرة إلى بولندا والمجر وتشيكيا وسلوفاكيا وانسحاب بريطانيا من الاتحاد.

نحن الآن في مفترق طرق. يمكن لنا التقدم أكثر في اتجاه الاتحاد الأوروبي وتقويته عندما يتعلق الأمر بالسياستين الخارجية والدفاعية. أو يمكن لنا فقدان التأثير في العالم عندما نتخلى عن أوروبا الشرقية وأقطار أخرى في العالم لصالح سياسات دول مستبدة مثل الصين أو روسيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية.

+ البروفيسور زيبو يانسين خبير ألماني في الشؤون السياسية ومؤرخ مهتم بالولايات المتحدة الأمريكية وجنوب شرق أوروبا، وهو يحاضر بجامعة كولونيا.

أجرى الحوار: يانيفيتش داركو

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد