سوق السيارات في ألمانيا يتنفّس الصعداء بعد أزمة خانقة
٣ أبريل ٢٠٠٩
يشهد سوق السيارات الألماني، الذي كان يعاني من ركود بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، حراكاً جديدا. ويعود هذا الرواج في الوقت الحالي إلى برنامج التشجيع الحكومي، الذي تم إعداده خصّيصا بهدف النهوض بحركة البيع في قطاع السيارات. ويقضي البرنامج الحكومي بصرف مكافأة مالية قدرها 2500 يورو لصاحب السيارة التي مرّ على إنتاجها تسعة أعوام على الأقل عند تسليمها واقتناء سيارة جديدة صديقة للبيئة. ورصدت الحكومة لهذا البرنامج نحو 1.5 مليار يورو، تكفي لتغطية 600 ألف طلب تسليم للسيارة القديمة.
الإقبال على السيارات الصغيرة والصديقة بالبيئة
ونظرا لتزايد إقبال المواطنين على الانتفاع من البرنامج للحكومي للتحفيز على شراء سيارات جديدة، تزايدت المطالب في ألمانيا برفع الحكومة للنسبة المخصّصة لهذا البرنامج. وطبقا لما أعلنته مصادر الرابطة الدولية لشركات إنتاج السيارات يوم أمس الخميس (2 أبريل/نيسان) فإن عدد السيارات الجديدة، التي تم بيعها في ألمانيا خلال الشهر الماضي، قد بلغ 401 ألف سيارة.
وبالتالي فقد ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 40 بالمائة مُقارنة بمبيعات نفس الشهر من العام الماضي. وقد تمّ تسجيل إقبال المستهلكين الألمان على شراء السيارات الصّغيرة لتوفير الوقود وحماية المناخ، وهو ما ساهم في ارتفاع مبيعات الشركات الأجنبية. وشهدت مبيعات السيارات الصغيرة من فئة "ميني" خلال الربع الأول من العام الحالي زيادة بنسبة 129 بالمائة تليها فئة السيارات الصغيرة بنسبة 75 بالمائة ثم فئة السيارات الكبيرة بنسبة 8 بالمائة فقط. وأشارت الإحصائيات إلى أن الفئات الثلاثة تمثّل نحو ثلثي مبيعات السّيارات الجديدة في ألمانيا.
رواج السيارات الأجنبية في ألمانيا
وفي المقابل تراجعت مبيعات السيارات الفارهة والسيارات متوسطة المستوى خلال الرّبع الأول من العام الحالي بمقدار الربع تقريبا، حيث تراجعت مبيعات مرسيدس (Mercedes) بنسبة 21 بالمائة والبورش (Porsche) بنسبة 18 بالمائة، وبي.إم.دبليو (BMW) بنسبة 13 بالمائة. في الوقت نفسه حقّقت مبيعات شركات السيارات الأجنبية في السّوق الألماني خلال الفترة نفسها رواجاً كبيراً حيث زادت مبيعات كيا (Kia) بنسبة 71 بالمائة وهيونداي (Hyundai) بنسبة 149 بالمائة وسوزوكي (Suzuki) 110 بالمائة.
كما استطاعت شركة فيات (Fiat) أن تضاعف مبيعاتها خلال الربع الأول من العام الحالي في ألمانيا لتصبح ثالث أقوى ماركة سيارات في السوق الألماني بعد فولكسفاغن وأوبل. وعلى الرّغم من تحقيق مجموعة فولكسفاغن زيادة في مبيعاتها بنسبة 16 بالمائة، إلاّ أن هذه النسبة بقيت دون المتوسّط العام لنمو السّوق الداخلية ومن ثمّ فقدت قدراً من نسبة استحواذها على السوق الداخلية.
(ش.ع / دب أ)
تحرير: عماد م. غانم