1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سنة الأرقام القياسية في عالم صناعة السيارات

١٤ ديسمبر ٢٠١١

سبب مزدوج للاحتفال: فبالتزامن مع الاحتفالات بمرور 125 عاما على اختراع السيارة تحقق كبريات الشركات المصنعة للسيارات أرقام مبيعات غير مسبوقة. ولكن بعض الغيوم بدأت تلوح في الأفق مع تطورات الأزمة المالية العالمية.

https://p.dw.com/p/13RQN

هذا المكان له طابع مميز: خلال معرض فرانكفورت الدولي للسيارات 2011 قام رئيس مجموعة فولكس فاغن مارتن فنتركورن، بصحبة عدد كبير من الموظفين، بزيارة جناح شركة تصنيع السيارات الكورية الجنوبية هيونداي. وهناك قام بتفحص سيارة غولف المنافسة الجديدة من موديل آي 30، وتفاجأ رئيس الفولكس فاغن بما شاهده، وخاصة مقود السيارة الذي لا يصدر أي صوت عند الإغلاق أو الفتح أو التحريك، مما حدا بفنتركورن إلى القول لمدير التصميم في الشركة: "بي إم دبليو لا يقدرون على إنجاز مثل ذلك، ونحن لا نقدر أيضا. فلماذا ينجح هذا معهم (الكوريين)؟" كان هذا ما التقطته كاميرا أحد زوار المعرض، وقام بوضع المقطع على اليوتيوب مما جلب أكثر من مليون ونصف مشاهدة للمقطع.

أفضل نتيجة على الإطلاق

هذه الدعاية المجانية غير الطوعية للمنافس ستكون مؤثرة على نتيجة اختيار السيارة الأفضل لعام 2011. العام الذي يحتفل فيه بمرور 125 سنة على انطلاق السيارة ويحتفل فيه بتحطيم كل الأرقام القياسية في مبيعات السيارات. ويؤكد فيرديناند دودنهويفر، مدير مركز أبحاث السيارات في جامعة دويسبورغ – إيسن، في تصريح لدويتشه فيله، على أن هذا العام سيحمل "بالتأكيد أفضل نتائج رأيناها حتى الآن لمصنعي السيارات وكذلك للشركات الموردة للقطع". وخاصة الشركات الألمانية فولكس فاغن وبي إم دبليو ودايملر (المصنعة للمرسيدس) ستحقق أرباحا غير مسبوقة لتبدأ العام الجديد بملاءة مالية أكبر. ويقدر دودنهويفر الأرقام بـستين مليون سيارة جديدة تم بيعها في أرجاء العالم.

Screenshot Youtube Martin Winterkorn VW Hyundai IAA 2011
مقطع الفيديو الذي يظهر فيه رئيس مجموعة فولكس فاغن مارتن فنتركورن وهو يتفحص سيارة هيوندايصورة من: youtube.com

أكبر مُصنع لعام 2011، بحسب تقديرات الخبراء، هو العملاق الأمريكي جنرال موتورز ببيعه تسعة ملايين سيارة جديدة. وفي المركز الثاني يأتي فولكس فاغن بثمانية ملايين سيارة جديدة يليه المتصدر السابق تويوتا من اليابان ببيعه قرابة سبعة ملايين سيارة جديدة. ولكن اليابانيين واجهوا مشاكل في جودة السيارات إضافة إلى الكوارث الطبيعية: كزلزال اليابان وفيضانات تايلاند، ويرى فيرديناند دودنهويفر بأن "المنتج تويوتا كان كالمصارع الجريح في هذا العام، جريح للغاية، ولا ينتظر أن يحقق الرياضي الجريح أي أرقام قياسية".

فولكس فاغن تلحق بالركب

وبالمقابل يمضي المصنّع الألماني فولكس فاغن قدما ويقترب من تحقيق هدفه الأكبر في أن يصبح المصنع رقم واحد في العالم بحلول عام 2018، بعد أن حققوا لقب أكبر مصنّع في أوربا. وفي ألمانيا تمكنت شركة فولكس فاغن من تحقيق رقم جديد، حيث بينت إحدى الدراسات بأن ثلاثة من سيارات فولكس فاغن تحتل المراكز الثلاثة الأولى في السيارات الأكثر مبيعا في ألمانيا لهذا العام، عبر موديلا غولف وباسات وبولو. وستحقق مجموعة فولكس فاغن التي تمتلك ماركات مهمة مثل أودي وبورشه نسبة 37 بالمائة من السوق.

فرانك شفوبه، خبير شؤون السيارات من مجموعة نورد إل بي، يرى، في حوار مع دويتشه فيله، بأن الصراع على قمة إنتاج السيارات في العالم سيبقى منحصرا بين فولكس فاغن وجنرال موتورز، دون الاستخفاف بالمنافسين الآخرين أي تويوتا ورينو/ نيسان وهيونداي/ كيا. وعلى المدى المتوسط لن يكون مستبعدا بأن تدخل إحدى الشركات الصينية في نادي الخمسة الأوائل.

"أكبر مصنّع للسيارات في العالم" هو مجرد لقب للتباهي بين الشركات، وليس له ذلك التأثير الكبير على الزبون، "الذي لن يقرر شراء سيارة ما فقط لأن مصنعها هو الأكبر في العالم". والأمر الأهم من مسألة لقب المركز الأول هو لماذا كل هذه الأرباح والأرقام الكبيرة في المبيعات، وخاصة في العام القادم، حيث يجمع الخبراء بأن انفجار الأرباح هذا لن يستمر.

انخفاض متوقع

VW will Absatz in Südchina verdreifachen
تتطلع فولكس فاغن إلى مضاعفة صادراتها إلى منطقة جنوب الصين خلال الفترة القادمةصورة من: picture-alliance/dpa

وفي أوربا وحدها من المتوقع أن ينخفض بيع السيارات بحوالي 300 ألف إلى 400 ألف سيارة بسبب أزمة الديون في منطقة اليورو وتداعياتها، كما يخمن الخبير فيرديناند دودنهويفر. وكذلك في الولايات المتحدة لن تنمو سوق السيارات. المتوقع هو أن ترتفع الأرقام في الصين، ولكن بسبب مشاكلها الداخلية كالتضخم فلن يكون هذا الارتفاع كبيرا كما في الماضي. وهذا التوقع المحبط لدودنهويفر: "كل هذه المشاكل مجتمعة ستؤدي بحسب تقديراتنا إلى أن السوق في عام 2012 لن تشهد أي نمو في قطاع صناعة السيارات".

ولكن الأمر المؤكد هو أن الشرق الأقصى، وتحديدا الصين، ستبقى سوقا كبيرة للسيارات، فرغم تعثر النمو إلا أن هناك الكثير من الأموال هناك. وللمقارنة مثلا: بينما تم تقدير عدد السيارات التي بيعت في ألمانيا في هذا العام بحوالي 3 ملايين سيارة، يقدر العدد بـ 14 مليون سيارة في الصين. وفي عام 2017 يتوقع أن يقفز الرقم إلى 28 سيارة في السنة.

أفخم الموديلات للصين

واستفادت الموديلات العريقة، تحت شعار "صنع في ألمانيا"، من هذا الصعود الكبير في أرقام المبيعات. فمرسيدس استطاعت، خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام 2011، أن تزيد ما تورده إلى الصين بنسبة 33 بالمائة، وباعت 135 ألف سيارة. أما بي إم دبليو فقد باعن أكثر من 177 ألف سيارة، وبزيادة 46 بالمائة. وكذلك فعلت آودي التي باعت 226 ألف سيارة إلى الصين بنمو نسبته 30 بالمائة.

وحتى لو حدث تباطؤ في نمو سوق السيارات في الصين، فإن الوضع لن يصل إلى حد إشباع السوق هناك خلال السنوات القادمة. فرانك شفوبه، خبير شؤون السيارات من مجموعة نورد إل بي يحسب الأمر، "فعدد سكان الصين هو 1.3 مليار نسمة، وإذا ما قدرنا الأمر بالمتوسط المعيشة في الغرب، أي 550 سيارة لكل ألف مواطن، فإن ذلك يعني أنه ما زال هناك حاجة كبيرة جدا للسيارات في الصين؛ أكثر من 600 مليون سيارة". 600 مليون سيارة، أي عشرة أضعاف ما أنتجه العالم من سيارات خلال عام 2011.

السيارات الكهربائية

Frank Schwope NordLB.
فرانك شفوبه، خبير شؤون السيارات من مجموعة نورد إل بيصورة من: NordLB

يعتبر العام 2011 "تاريخيا" بالنسبة لفيرديناند دودنهويفر، وذلك لأنه شهد إطلاق موديلات جديدة تعمل بمحركات كهربائية، لكن هذا النوع من السيارات مزال باهظ الثمن فضلا عن أن بطارياتها ما زالت ذات سعة صغيرة. ويقدر الخبراء عدد السيارات الكهربائية التي تم بيعها خلال 2011 بحوالي 70 ألف إلى 80 ألف سيارة.

ولكنها مسألة وقت فقط حتى تتقدم السيارات الكهربائية نحو المقدمة، كما يرى شتيفان براتسل من مركز أبحاث السيارات في جامعة بيرغش غلادباخ في حديث مع دويتشه فيله: "ستكون هناك ثورة في مجال صناعة السيارات. ولكنها لن تحدث بين ليلة وضحاها، وإنما ثورة على شكل حرب الثلاثين عاما". فيتوقع براتسل أن يتم تطوير أنظمة أمان جديدة في السيارات من أجل تخفيض أرقام الحوادث المرورية. ولكن الأمر الأهم هو حماية البيئة عبر المحركات الكهربائية، وعبر تحديث المحركات الأخرى لتصبح أكثر صداقة للبيئة.

الباحث دودنهويفر من جامعة دويسبورغ – إيسن يبدو مقتنعا بأن قطاع صناعة السيارات سيبقى أحد أهم الصناعات الرئيسية في العالم، فمصطلحات "سهولة الحركة والنمو والرفاهية" هي أمور لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وإذا ما تم نقل الرفاهية إلى القارة الأفريقية والصين والهند، فلا يمكن الاستغناء عن السيارات.

كلاوس أولريش/ فلاح الياس

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد