1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة شولتس لأفريقيا.. مساع لتعزيز العلاقات الاقتصادية

٢ نوفمبر ٢٠٢٣

تحظى أفريقيا بأهمية سياسية استراتيجية واقتصادية متنامية لألمانيا. وفي هذا الإطار، جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى غانا ونيجيريا لتعزيز العلاقات الألمانية مع القارة السمراء، فهل تنجح جهوده؟

https://p.dw.com/p/4YKO5
الرئيس النيجيري بولا تينوبو خلال استقباله المستشار شولتس في أبوجا - 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
المستشار شولتس في نيجيريا، هل يصبح هذا البلد الإفريقي أحد أهم مصادر الطاقة بالنسبة إلى المانيا؟ صورة من: Nosa Asemota/Nigeria State House/AP/picture alliance

جاءت زيارة المستشار الألماني أولاف شولتش إلى كلا من نيجيريا وغانا في   منطقة غرب أفريقيا  في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والبلدين الأفريقيين فيما تعد الجولة الثالثة لشولتس إلى أفريقيا خلال عامين. وتئن نيجيريا تحت وضع اقتصادي صعب مع انخفاض قيمة اقتصادها إلى 477 مليار دولار (451 مليار يورو) في عام 2022 من 546 مليار دولار في عام 2015.

وخلال محادثاته مع الجانب الألماني، سعى  رئيس نيجيريا  بولا تينوبو لجذب مستثمرين إلى قطاع التعدين في بلاده الذي لم يحظ بالكثير من التطور منذ عقود، حيث قال إنه ناقش مع شولتس إمكانية تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا. وأضاف تينوبو بأنه تمت مناقشة "إمكانية تسهيل شحن الغاز المسال إلى أوروبا. ولدينا رغبة في إتمام ذلك". وتهدف الشركات الألمانية إلى تعزيز أنشطتها وأعمالها في أفريقيا خاصة في مجالات مثل الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال، فيما أبدى أعضاء جمعية الأعمال الألمانية- الأفريقية استعدادهم للحفاظ على استقرار مستويات الإنفاق في أفريقيا.

زيادة الاستثمارات في أفريقيا

من جانبه، قال شولتس إن قطاع الطاقة يعد أحد المجالات الرئيسية الذي يمكن ضخ استثمارات فيه في المستقبل، مضيفا خلال تواجده في أبوجا أن أحد مجالات التعاون الرئيسية بين بلاده ونيجيريا سيكون "استغلال الفرص الاقتصادية في بلدكم. الغاز والنفط من بين هذه الفرص نظرا لارتبطاهما تقليديا ببلدكم".

المستشار شولتس ورئيس غانا نانا أكوفو-أدو - 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
التقى شولتس برئيس غانا حيث تعد ألمانيا أكبر شريك اقتصادي في منطقة غرب أفريقيا، هل يتم تعزيزها بعد زيارة المستشار؟صورة من: picture alliance/dpa

وتسعى ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، إلى تقليل اعتمادها على  مصادر الطاقة الروسية  منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير / شباط العام الماضي فيما تنظر إلى قطاع الطاقة في أفريقيا باعتباره بديلا محتملا. وخلال محطته الثانية، تمحورت محادثات شولتس مع رئيس غانا نانا أكوفو-أدو حول توسيع العلاقات الاقتصادية في مجالات الطاقة والزراعة والتحول الرقمي بين ألمانيا   وغانا  التي تمتلك ثاني أكبر اقتصاد في منطقة غرب أفريقيا. وبلغت صادرات ألمانيا إلى غانا العام الماضي 314.77 مليون دولار وسط توقعات بإمكانية زيادة حجم التجارة البينية خلال السنوات المقبلة.

وفي ذلك، يعتقد محللون أن ألمانيا تعد الداعم الرئيسي للاتحاد الأفريقي في ضوء نشاط الوكالة الألمانية للتعاون الدولي التي دشنت العديد من البرامج الاقتصادية الفعالة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

ثمار المساعدات الألمانية في أفريقيا

وفي مقابلة مع DW، قال محلل الشؤون الأفرييقية، إيمانويل بنساه، إن زيارة شولتس سوف "تعزز الاستثمارات وتمكن ألمانيا من الاحتفاظ بهذا النوع من النفوذ في أفريقيا." وأضاف "أعتقد أننا جميعا على دراية بمدى نشاط وعمل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي على مدار السنوات العشر الماضية فضلا عن دعمها لمؤسسات مثل الاتحاد الأفريقي  والإيكواس وغيرها من كيانات أفريقية".

وأضاف أن اجتماع شولتس مع رئيسي غانا ونيجيريا سيساعد في الوقوف على مدى تأثير مثل هذه البرامج في البلدين. في سياق متصل أعربت ألمانيا عن دعمها لمسار الديمقراطية في أفريقيا حيث برز ذلك من خلال زيارة شولتس مقر أمانة المجموعة الاقتصادية لدول   غرب إفريقيا  "إيكواس" إذ أعرب عن مخاوفه إزاء موجة الانقلابات الأخيرة في أفريقيا.

بدوره، أشار بول إيجيمي، الخبير النيجيري في الشؤون الدولية، إلى أن استقرار   القارة الأفريقية  سوف يخدم أجندة الدول الغربية وألمانيا.

وفي مقابلة مع DW، أضاف "لن تنفق أي دولة من دول الشمال العالمي أموالها في أي دولة من دول الجنوب العالمي إذ كان يعصفها حالة من عدم الاستقرار، لأن الاستثمار مرتبط بالاستقرار ثم يتبع ذلك جني المكاسب".

صورة من الأرشيف لمشروع الحديقة الوطنية خاودوم في ناميبيا بدعم ألمانيا - مايو/ أيار 2023
ألمانيا تدعم العديد من المشاريع التنموية في القارة السمراء، هل يتعزز هذا الدعم مع توجه ألمانيا لتنويع مصادر الطاقة؟ صورة من: Thomas Imo/photothek/IMAGO

وتعد مبادرة "ميثاق مع أفريقيا" التي أطلقتها ألمانيا إحدى ركائز علاقتها مع القارة حيث ينصب تركيز المبادرة على مجال الهجرة النظامية ودعم إعادة إندماج الأفارقة الذين يرغبون في العودة من ألمانيا وأوروبا إلى بلدانها الأصلية.

وسبق لألمانيا أن دشنت عملية لإصلاح سياسات الهجرة، فيما تأمل في جذب العمالة الشابة الماهرة من  القارة السمراء. وفي ذلك، قال بنساه: "أعتقد أنها فكرة رائعة وفرصة عظيمة لهذين البلدين الواقعين في غرب إفريقيا (نيجيريا وغانا) لإجراء المحادثات مع (ألمانيا التي تعد) أكبر داعم للمؤسسات القارية."

الجدير بالذكر أن برلين سوف تستضيف في 20 نوفمبر / تشرين الثاني اجتماعات مجموعة العشرين وأفريقيا فيما يأمل شولتس في بعث إشارة عن نوايا ألمانيا الإيجابية صوب أفريقيا حيث جاءت جولته الأفريقية الأخيرة في هذا الصدد.

التنمية بأيدي أفريقية

وخلال زيارته إلى غانا، برز لقاء بين المستشار الألماني مع طلاب جامعة آشيسي في شرق البلاد حيث تركزت المداخلات والتفاعل بين شولتس والطلاب حول   إمكانات القارة  حيث يمثل الشباب مفتاح تقدم وتنمية أفريقيا.

وفي حديثها إلى شولتس، قالت الطالبة فاليريا أكون إنه يجب على ألمانيا والغرب تجنب الهوس بالسيطرة والتحكم عند التعامل مع أفريقيا.

وأضافت "بينما نواصل مناقشة مستقبل أفريقيا، أود تسليط الضوء على دور ألمانيا. تميل القوى الخارجية إلى نسيان أن الحلول المحلية موجودة بالفعل في القارة، ونحن لسنا بحاجة إلى منقذ من الدول الغربية. الأفكار موجودة في القارة، لكنها في حاجة إلى تطوير لتمهيد الطريق أمام ازدهارها."

واتفقت في هذا الطرح مع شولتس حيث أكد دعمه  حاجة أفريقيا  إلى امتلاك مسار التنمية والنمو، مضيفا أن أهم ما استخلصه من خلال حديثه مع الطلاب هو أن "القارة يمكنها تحقيق ذلك من خلال المواهب والتقنيات التي يتم تطويرها في أفريقيا.. أعتقد أن هذا الأمر يجدر ذكره".

إيزاك كاليدزي – أكرا / م.ع