1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط.. إعادة اكتشاف منطقة متغيرة؟

١٢ يوليو ٢٠٢٢

يبدأ الرئيس الأمريكي جو بايدن جولة إلى الشرق الأوسط يزور فيها إسرائيل والمناطق الفلسطينية والسعودية، في رحلة قد يشعر فيها بتغيير التحالفات ويضطر للالتفاف حول مواضيع معينة. فما أبرز الملفات المطروحة؟

https://p.dw.com/p/4E1Al
الرئيس الأمريكي جو بايدن يصعد على متن الطائرة الرئاسية (أرشيف)
من المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء (13 تموز/يوليو 2022)صورة من: picture alliance / ZUMAPRESS.com

قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة، تزين الأعلام الأمريكية والإسرائيلية شوارع القدس الغربية. ستكون الإجراءات الأمنية مشددة للغاية في كل مكان بالمدينة، مع نشر أكثر من 15 ألف من رجال الشرطة والمتطوعين.
يقول آفي أفيسانا، أحد المارة، لـDW: "في كل مرة يأتي فيها رئيس أمريكي إلى القدس، يكون هذا شرفًا عظيمًا، لكن بالنسبة لي (من سكان القدس)، فإن ذلك يمثل مشكلة كبيرة أيضًا، لأن المدينة ستُغلق ولن نتمكن من مغادرة المنزل"، ويضيف: "أعتقد أنه من الشجاعة جدًا أن يأتي بعد أيام قليلة من تغيير رئيس الوزراء، فهذا يظهر مدى خصوصية العلاقة (بين البلدين)".

سيتم استقبال الرئيس الأمريكي، الذي يذكر كثيرًا صداقته الطويلة مع إسرائيل، من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية يائير لابيد. فقبل أسبوعين فقط، تنحى نفتالي بينيت، الذي دعا بايدن إلى زيارة إسرائيل، كرئيس للوزراء بعد انهيار حكومته الائتلافية. سيبدأ بايدن جولته في إسرائيل، وسيتوقف لفترة وجيزة في الضفة الغربية ثم يسافر مباشرة من إسرائيل إلى المملكة العربية السعودية.

زيارة بايدن الأخيرة إلى إسرائيل كانت عندما كان نائبًا للرئيس الأمريكي الأسبق باراك اوباما في 2016. ومنذ ذلك الحين شهدت المنطقة تغييرًا جذريًا واحدًا على الأقل: وقعت إسرائيل والإمارات والبحرين ودول أخرى في جامعة الدول العربية اتفاقياتتطبيع، تعرف بـ"اتفاقات أبراهام"، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وبينما تعتبر كل من إسرائيل والولايات المتحدة نفسيهما حليفين مقربين، يرى بعض المراقبين أن الولايات المتحدة تحول مصالحها الاستراتيجية إلى مناطق أخرى.

تقول كسينيا سفيتلوفا، المحللة السياسية والنائبة السابقة في الكنيست (عن حزب العمل): "لا يمكن للولايات المتحدة أن تسمح لنفسها بالانسحاب من المنطقة"، وتضيف: "نحن في طريقنا إلى نقطة تحول مع إيران، وعلى الحلفاء الأمريكيين في المنطقة أن يتعاملوا مع هذا التهديد المتنامي ويُظهروا أن لديهم أمريكا قوية وواثقة، ولن تسمح بخلق فراغ هنا يمكن ملؤه بقوى أخرى".

فالمخاوف بشأن طموحات إيران النووية أرست أرضية مشتركة بين إسرائيل والعديد من دول الخليج على مدى السنوات الماضية. وقال رئيس الوزراء يائير لابيد في اجتماع مجلس الوزراء يوم الأحد (10 تموز/يوليو 2022): "هذه الزيارة ستتناول التحديات والفرص. مناقشة التحديات ستركز أولًا وقبل كل شيء على قضية إيران".

من إسرائيل إلى السعودية
ينصب الكثير من التركيز في إسرائيل على زيارة بايدن المخططة إلى السعودية. يأمل البعض أن يؤدي ذلك إلى بعض التقارب بين إسرائيل والمملكة. ولطالما أكدت السعودية أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة. ولكن مع عدم ظهور حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الأفق، يبدو أن هذا الموقف قد خفت حدته.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوم السبت الماضي (التاسع من تموز/يوليو 2022) مقال رأي بقلم بايدن بعنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية؟"، أشار فيه إلى أنه سيكون أول رئيس أمريكي يطير مباشرة من إسرائيل إلى جدة في السعودية "كرمز صغير للعلاقات الناشئة وخطوات التطبيع بين اسرائيل والعالم العربي الذي تعمل إدارتي على تعميقه وتوسيعه"، على حد تعبيره.

وستمثل زيارة بايدن إلى السعودية تحولًا مثيرًا للجدل في سياسته. فخلال حملته الرئاسية، قال إنه يجب معاملة المملكة كـ"منبوذة" بسبب سجلها الحقوقي ومقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018.

"عصر ذهبي" لإسرائيل ودول عربية
ومع ذك، لا يزال احتمال حدوث تطبيع علني بين السعودية وإسرائيل سابقًا لأوانه. يقول اللواء عاموس جلعاد، رئيس "معهد السياسة والاستراتيجية" في تل أبيب: "الخبر السار هو أنه، على عكس الماضي، فإن المملكة العربية السعودية، وهي دولة مهمة للغاية في الشرق الأوسط، لم تعد تتبع سياسة عدائية ضد إسرائيل".

ويضيف جلعاد أنه كان هناك بالفعل العديد من الاتصالات غير الرسمية بين إسرائيل والسعودية، ويتابع: "نعيش معًا في أفضل فترة. أسميها العصر الذهبي بيننا وبين الدول العربية".

وفضلًا عن ذلك، فقد زاد التعاون الأمني ​​بشكل أكبر منذ أن نقل البنتاغون إسرائيل من "القيادة المركزية الأوروبية الأمريكية" إلى "القيادة المركزية للولايات المتحدة" في عام 2021. وقد وضع هذا التحول الجيش الإسرائيلي في تعاون - مباشر أو مباشر - مع الدول العربية الأخرى، بما في ذلك السعودية ودول عربية أخرى لا تعترف بإسرائيل بعد.

في الفترة التي سبقت زيارة بايدن، اقترحت تقارير إعلامية إسرائيلية عديدة إنشاء "نظام إنذار مبكر" أو "تحالف دفاعي إقليمي" من شأنه دمج إسرائيل في المنطقة. وقال جلعاد: "أحد أهداف (الزيارة) هو تعزيز وتوطيد تحالف غير معلن وغير رسمي ضد التهديدات الرئيسية، وعلى رأسها إيران".


لقاء رئيس السلطة الفلسطينية في بيت لحم
وقبل مغادرته إلى السعودية، من المتوقع أن يزور الرئيس الأمريكي لفترة وجيزة مستشفى فلسطينيًا في القدس الشرقية، كما يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم صباح الجمعة (15 تموز/يوليو 2022). في المدينة الفلسطينية، التي تحظى بتقدير لأنها مسقط رأس السيد المسيح وتعتبر كنيسة المهد فيها وجهة شعبية، تتباين مشاعر الناس حيال الزيارة.

آفاق إقامة دولتهم المستقلة إلى جانب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي (للضفة الغربية) والانقسام الداخلي الفلسطيني، تتضاءل.

يقول سيمون رشماوي، وهو طالب فلسطيني يبلغ من العمر 20 عامًا، لـDW: "الشعب الفلسطيني في حاجة إلى ذلك (الزيارة) حقًا، لأننا نتدهور ونتراجع"، ويضيف: "العالم لا يعيرنا الانتباه، ولا أحد يتطلع إلينا". وتوافقه في ذلك زميلته ميرال عساف أيضًا والتي قالت إنها تأمل أن يرى الرئيس بايدن "الحقائق" على الأرض، وأوضحت: "هناك الكثير من التشويه في وسائل الإعلام لما يجري هنا".

ويتطلع الفلسطينيون والمسؤولون الأمريكيون -على حد سواء- إلى إعادة العلاقات التي تفككت في عهد ترامب. فالرئيس الأمريكي السابق نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أغلق القنصلية الأمريكية في القدس، والتي كانت تتعامل مع الشؤون الفلسطينية مخالفًا بذلك عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية.

وأشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن قضية إعادة فتح القنصلية، والتي وعدت بها إدارة بايدن ورفضتها إسرائيل، لا تزال قضية رئيسية.

في الماضي، دعا بايدن إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات وضرورة العمل من أجل حل الدولتين. ومع ذلك، وبالرغم من أنه قد يتم الإعلان عن بعض الإشارات تجاه السلطة الفلسطينية، لا يبدو أن هناك دفعة كبيرة لمزيد من التقارب.

وفي مقاله في "واشنطن بوست"، قال بايدن: "بالعمل مع الكونغرس، أعادت إدارتي حوالي 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين، بينما مررت أيضًا أكبر حزمة دعم لإسرائيل - أكثر من 4 مليارات دولار - في التاريخ".

مقتل شيرين أبو عاقلة
وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يطغى على زيارة بايدن للفلسطينيين عدم الرضا عن الطريقة الطريقة التي فشلت بها الولايات المتحدة حتى الآن في اتخاذ موقف حازم بشأن التحقيقات في مقتل الصحفية الأمريكية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قُتلت في 11 أيار/مايو أثناء تغطيتها مداهمة إسرائيلية بالضفة الغربية.

ونشرت عائلة أبو عاقلة رسالة مفتوحة إلى جو بايدن أعربت فيها عن خيبة أملها، ودعته إلى المساعدة في إرساء المساءلة والعدالة لابنتهم، فضلًا عن دعوته للقاء أفراد أسرتها خلال زيارته للمنطقة.
تانيا كريمر/م.ع.ح