1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

زيارة الصليب الأحمر لسورية بين المهمة الإنسانية والتوظيف السياسي

٦ سبتمبر ٢٠١١

أعرب نشطاء سوريون عن شكوكهم إزاء نوايا نظام الرئيس الأسد فيما يتعلق بوعوده بفتح مراكز الاعتقال أمام الصليب الأحمر الدولي. فهل يسمح نظام الأسد بالإطلاع على حقيقة الأوضاع داخل المعتقلات الرسمية و"السرية" والمستشفيات؟

https://p.dw.com/p/12U2k
مظاهرات في سورية تطالب بحماية دولية للمحتجينصورة من: dapd

أبدى جاكوب كلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر تفاؤله بتعاون السلطات السورية في الفترة المقبلة فيما يتعلق بالسماح للمنظمة الإنسانية الدولية بزيارة كل المعتقلين في سورية، معتبرا أن زيارته الأولى من نوعها للسجن المركزي في دمشق"خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة لأنشطتنا الإنسانية".

لكن نشطاء سوريين يبدون شكوكهم إزاء النوايا الحقيقية لنظام الرئيس بشار الأسد، وقال بسام جعارة الإعلامي والناشط السوري المعارض، في حوار مع دويتشه فيله من لندن، إنه" لا يريد استباق نتائج زيارة وفد الصليب الأحمر الدولي لكن مقدمات هذه الزيارة لا تبعث على الاطمئنان"، موضحا أن السجن الذي زاره الوفد أغلب نزلائه من سجناء الحق العام، بينما يوجد المعتقلون في قضايا سياسية في أماكن أخرى والآلاف منهم في أقبية المخابرات ومدارس وملاعب رياضية، وهنالك تقديرات تشير إلى وجود 120 ألف معتقل في سورية، كما يقول الناشط السوري.

ومن جهته قال الدكتور حسان النجار الممثل الرسمي لهيئة أطباء المهجر في العالم والرئيس السابق لاتحاد الأطباء العرب في أوروبا، وهو ناشط سوري معارض، إن المعارضة السورية ترحب بأي مبادرة تقوم بها الهيئات الدولية سواء كانت أوروبية أم أميركية "لكننا نشك في نوايا النظام السوري لأننا ندرك أنه لن يسمح بالكشف عن الحقيقة المُرَّة التي يعانيها الشعب السوري".

"نظام الأسد يحاول توظيف زيارة وفد الصليب الأحمر"

England London Bassam Jaara
بسام جعارة، الاعلامي والناشط السياسي السوري المعارضصورة من: DW

وقد أعرب جاكوب كلينبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إثر زيارته للسجن المركزي في دمشق عن أمله بأن تعقب زيارة وفد المنظمة الإنسانية الدولية للسجن المركزي بدمشق زيارات إلى مراكز احتجاز أخرى وأشاد بما وصفه "التعاون الكبير والتسهيلات الكثيرة التي قدمتها الحكومة السورية للوفد للوصول إلى مدن ومناطق متعددة وتقييم الأوضاع فيها وزيارة مراكز الاعتقال". ومن جهته أبدى الرئيس السوري بشار الأسد، حسب ما نقلت عنه وكالة سانا الرسمية، ترحيبه "بعمل اللجنة طالما أنها مستقلة وتعمل بموضوعية بعيدا عن التسييس".

ومن جهته أوضح الدكتور حسان النجار في حوار مع دويتشه فيله، أنه حتى في حالة زيارة وفد من الصليب الأحمر الدولي لمراكز اعتقال كبيرة مثل سجن صيدنايا أو غيره من المعتقلات التي يوجد بها آلاف السجناء، فإنه "لا يتخيل أن نظام الأسد سيترك الأمور على حالها في تلك المعتقلات بما فيها من انتهاكات وتعذيب، كي يطلع عليها وفد الصليب الأحمر الدولي"، مضيفا أن الأمر يتعلق بعملية تمويه يقوم بها نظام الأسد بهدف توظيفها إعلاميا أكثر مما تفيد المعارضة، معربا عن أمله بأن لا تنطلي هذه الأمور على أعضاء وفد الصليب الأحمر.

وبرأي الناشط بسام جعارة فإن"نظام الأسد لن يسمح بزيارة المواقع التي يوجد بها معتقلون لأنها ستكشف حجم الفظاعات التي ترتكب كل يوم في سورية"، مشيرا إلى أن النظام رفض السماح لقناة فضائية ووسائل إعلام بتغطية الاحتجاجات فما بالك بالكشف عن حقيقة ما يجري في المعتقلات. وأضاف أن السلطات السورية منعت في الآونة الأخيرة لجنة أوفدتها الأمم المتحدة من الوصول إلى أماكن المظاهرات. وقال جعارة إن المعارضة تطالب بتواجد مراقبين عرب أو أجانب في أماكن المظاهرات بمختلف المدن السورية، لكن النظام يرفض هذه المطالب لأنه يدرك أن كشف حقيقة ما يرتكبه من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان سينتج عنه إدانة دولية وإحالته على محكمة الجنايات الدولية.

أوضاع إنسانية وصحية مزرية

وقال بيان للجنة الدولية للصليب الدولي في ختام زيارة وفدها إلى سورية، إن"احد اهتماماته الرئيسية هو ضمان حصول الجرحى والمرضى على الرعاية الطبية اللازمة". وكانت منظمة العفو الدولية قد ذكرت أن 88 شخصا قضوا في السجون السورية خلال الأشهر الستة الماضية منذ تفجر الانتفاضة ضد نظام الأسد.

Protest gegen Bashar Assad in Syrien Flash-Galerie
الأطفال والنساء في مقدمة ضحايا انتهاكات حقوق الانسان في سوريةصورة من: picture-alliance/dpa

وقال الناشط المعارض بسام جعارة، إن "إشادة أحد أعضاء وفد لجنة الصليب الأحمر الدولي بدور الهلال الأحمر السوري في تقديم المساعدة للجرحى وتأمين احتياجات السكان من العناية الصحية، هذه تصريحات لا تبعث على الارتياح وتثير تساؤلات حول هذه الزيارة لكن دون الذهاب إلى حد الطعن في مصداقية لجنة الصليب الأحمر". وتساءل الناشط السوري عن مغزى الإشادة بالهلال الأحمر السوري بينما "المشافي الخاصة أُغلق معظمها والمستشفيات العامة لا تستقبل جرحى المظاهرات، والجريح الذي يصل إلى هناك يُختطف، كما اعتقل عشرات الأطباء لأنهم حاولوا إنقاذ وإسعاف المصابين في بيوتهم"، موضحا أن أكثر من 40 طبيبا اعتقلوا في الأيام الأخيرة ومعظمهم في مدينة دير الزور لأنهم حاولوا إسعاف جرحى في بيوتهم.

وقد أوضح الدكتور حسان النجار، وهو طبيب جرّاح وزار أخيرا مخيمات للاجئين السوريين في منطقة أنطاكيا التركية على الحدود السورية، بأن أوضاع اللاجئين الفارين من سورية تكشف حجم ما كان يعانيه هؤلاء داخل سورية قبل فرارهم، مشيرا بهذا الخصوص إلى "أوضاع الأطفال التي تدمي القلب"، إضافة إلى الآلاف الذين يعيشون في الغابات داخل سورية ويفتقدون الحد الأدنى الضروري للحياة.

وقال الدكتور النجار إنه "رغم المساعدات التركية السخية والتبرعات التي يتم جمعها من أوروبا وغيرها، فإن اللاجئين لا يزالون بحاجة للعناية الصحية والمساعدات". واعتبر النجار أن "ما يُقدم لللاجئين السوريين من طرف حكومة رجب طيب أردوغان والهلال الأحمر التركي وهيئات إنسانية غير حكومية مثل منظمة "اتش، اتش، آي" الخيرية، لا تقدمه أي دولة عربية للأسف الشديد".

وأعرب النجار عن أسفه لغياب ضغوط دولية وعربية "جدية" على نظام الأسد لثنيه عن "أعمال البطش ضد المتظاهرين"، وقال إن "نظام الأسد لا يستطيع أن يصمد أمام ضغط حقيقي من المجتمع الدولي، وخصوصا أوروبا وأميركا، لكن العواصم الغربية للأسف الشديد لا تقوم بذلك بالشكل المناسب بسبب مخاوفها المبالغ فيها من المعارضة السورية". وبرأي بسام جعارة فإن"السبيل لحماية الشعب السوري من بطش نظام الأسد يتم عبر تدخل دولي، وإذا كان النظام يخشى التدخل فعليه إيقاف عمليات قتل السوريين، بدل الاستمرار في اتهاماته للمعارضين بالخيانة".

منصف السليمي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد