1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

روني شكيد: مفاوضات من أجل المفاوضات

١٤ سبتمبر ٢٠١٠

في مقابلة مع دويتشه فيله يبدو المحلل السياسي الإسرائيلي روني شكيد متشائما جدا من إمكانية نجاح المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، معزياً ذلك إلى وجود حكومة يمينية في إسرائيل وإلى ضعف حكومة عباس وانعدام الثقة بين الشعبين.

https://p.dw.com/p/PC0w
المحلل السياسي الإسرائيلي روني شكيدصورة من: Ronni Shaked

دويتشه فيله: في آخر استطلاع للرأي نشر صباح اليوم الثلاثاء في إسرائيل، قال 56 بالمائة من الإسرائيليين إنهم يعتقدون أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليس جاداً في ما يتعلق بالمفاوضات المباشرة، هل أنت واحد من هؤلاء؟

روني شكيد: مع كل الأسف أنا واحد منهم، ومع كل الأسف أنا متشائم جدا جدا بالنسبة لما يجري اليوم (14 سبتمبر/ أيلول) في شرم الشيخ. فالفجوة الموجودة بين الإسرائيليين والفلسطينيين كبيرة جدا، والواقع على الأرض كالفاصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والعمل الاستيطاني رفع عدد المستوطنين خلال السنوات الأربع أو الخمس الأخيرة إلى 300 ألف مستوطن، إضافة إلى وجود حكومة يمينية في إسرائيل والتي لا تضم نتنياهو فقط وإنما أيضا ليبرمان وبيغن ويعالون... كل هذا لا يعطي أملا بإمكانية التوصل إلى حل يحقق السلام بين الشعبين خلال سنة كما يريد الأمريكان.

أنت تقول بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير قادرة على صنع السلام، فهل المخرج إذاً هو في قدوم حكومة إسرائيلية جديدة تريد السلام؟

نحن لدينا ديمقراطية في إسرائيل والشعب هو الذي يختار الحكومة، ومع كل أسف، الشعب هو الذي اختار الحكومة اليمينية. وأنا لا أعرف إن كان حزب كاديما سيكون لديه القوة الكافية للنجاح في انتخابات قد تجرى بعد ستة شهور أو سنتين. وأنا أعرف أن حزب العمل اليوم ليس لديه أي قوة، وليس هناك أمل عند الناس بأن يعزز هذا الحزب موقعه ويزداد قوة لدخول الحكومة. ومع كل الأسف فإن الشعب الإسرائيلي لا يؤمن بالسلام ولذلك فهو يصوّت لصالح اليمين.

لماذا لا يؤمن الشعب الإسرائيلي بالسلام إذاً؟

ذاكرة الشعب الإسرائيلي قصيرة جدا، قبل سنتين ثلاثة كان عندنا حرب مع لبنان وغزة، واليوم وأمس أطلقت على إسرائيل خمسة صواريخ، الناس لا يؤمنون بأن الشعب الفلسطيني بأكمله يريد السلام.

لكن هناك حديث عن إمكانية إرسال قوات من حلف الناتو للمرابطة على الحدود بين إسرائيل وفلسطين لبناء الثقة بين الشعبين ولطمأنة الإسرائيليين..هل يمكن أن يكون هذا هو الحل؟

أولا هذا يقتضي حصول اتفاق بشأن الحدود، وإذا ما تم اتفاق على الحدود فلن يكون هناك مشكلة. المشكلة هي في عدم الاتفاق على الحدود، وأنا لا أعتقد بأن نتنياهو مستعد لقبول حدود 1967. هذه مشكلة كبيرة، كما لا أعتقد أنه مستعد للقبول بسيطرة فلسطينية على غور الأردن. نتنياهو ليس أولمرت، أولمرت تحدث مع أبو مازن وكان هناك اتفاق بشأن الأرض وحدود 67، لكن الأمور الآن تغيرت.

قال مسؤولون فلسطينيون إن مفاوضات شرم الشيخ هي استكشافية لاستطلاع الآراء، هل تعتقد أن هذه المفاوضات ستنتقل إلى مرحلة مفوضات حول قضايا الحل النهائي، أم ستبقى مفاوضات من أجل المفاوضات؟ لماذا ذهب نتنياهو إلى شرم الشيخ؟

أريد أن أقول لك شيئا: نتنياهو يريد مفوضات من أجل المفاوضات، والفلسطينيون يريدون مفوضات من أجل النتيجة. من جهة أخرى، كل طرف يعرف الطرف الآخر حتى آخر ذرة. وأريد أن أضيف شيئا آخر: أبو مازن بعث رسالة إلى نتنياهو مع الوسيط الأمريكي جورج ميتشيل ووضع فيها كل النقاط من أجل بدء المفاوضات. لكن كل الفلسطينيين يعرفون من هو نتنياهو وماذا يريد وكيف يفكر بالنسبة لقضايا القدس والحدود واللاجئين والمياه والأمن. هذه ليست هي المشكلة، المشكلة أننا ومنذ 15 عاما نتفاوض بدون نتيجة لأن القرار السياسي غير موجود. مع كل الأسف هذا هو السبب الذي يجعل المفوضات تكون من أجل المفاوضات، ومع كل الأسف أقول: حمّام بلا ماء.

وما هو انتقادك للطرف الفلسطيني؟ أنت تبدو متشائما فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية، هل لديك نفس التشاؤم إزاء الحكومة الفلسطينية؟

أنا أفكر بشكل أكثر تشاؤما بالحكومة الفلسطينية لأنها تعتقد أن الناس لا يعرفون ماذا يجري بين الضفة الغربية وقطاع غزة، بين الفكر الليبيرالي الذي يمثله أبو مازن وبين الفكر العنصري والإسلامي المتطرف الموجود في غزة.

من جهة أخرى يعرف الفلسطينيون ماذا يريدون في المستقبل: هل تعرف أن هناك حديثا قويا عن دولة واحدة مع إسرائيل على هذه الأرض؟

هناك مشاكل كثيرة لدى الفلسطينيين، هل يمثل أبو مازن جميع الفلسطينيين؟ وهل يثق الفلسطينيون بقيادتهم؟ هناك مشاكل كثيرة، ومع كل الأسف يبدو أن الشعبين لا يفهمان حتى اليوم أنه يجب تحقيق السلام من أجل مستقبلنا.

أجرى الحوار: عبد الرحمن عثمان

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد