رماة الأمازون - من صيد السمك إلى الأولمبياد
يتميز أطفال شعب الإنديوز (الهنود في أمريكا الجنوبية) بإتقانهم لاستخدام القوس والسهم. والآن تحقق الحلم واستطاع واحد منهم، وهو الفتى دريم براغا، في الالتحاق بالفريق الوطني البرازيلي لرياضة الرماية.
الشاب دريم براغا، 18 عاما، نشأ في منطقة الأمازون في البرازيل. ومنذ صغره وهو يصطاد السمك باستخدام القوس والسهم. فهذه الطريقة يستخدمها جميع أهل قريته لتأمين لقمة العيش. كما أنها هواية يستمتعون بممارستها.
وينتمي الفتى إلى قبيلة كامبيباس التي تعيش في محمية طبيعية في ريو نيغرو في ولاية أمازوناس. الفتى دريم أو إياغوارا (اسمه الأصلي) ذاع صيته في قريته منذ الصغر لمهارته في استخدام القوس ورمي السهام. واسمه "إياغوارا" يعني "صياد الغابة".
وقامت إحدى المؤسسات المعنية بمنطقة الأمازون واستدامتها بمشروع عام 2012 يهدف إلى تنمية المهارات الرياضية للسكان المحليين. وفي إطار هذا المشروع جرى البحث عن رماة يستخدمون القوس ليمثلوا البرازيل في المنافسات الرياضية، بل وحتى الدورات الأولمبية. وقد وقع الاختيار على دريم، ليكون واحدا من بين سبعة رياضيين.
في العام الماضي التحق دريم بهذا المشروع واستغنى عن استخدام قوسه التقليدي ليبدأ في التدرب على جهاز الرمي الأولمبي. وهو يختلف كثيرا عن القوس الذي تعلم عليه منذ صغره. والده كان يصنع له كل أسبوع قوسا جديدا من جريد النخيل. كما اختلفت طريقة التصويب على الأهداف. الآن يجب التركيز على هدف محدد، أما سابقا فكان عليه صيد الأسماك بأي طريقة في المياه الضحلة.
"وتر القوس مختلف، والوزن مختلف، وكذلك قوة الشد مختلفة"، يقول ابن الـ18عاما. "التقنية التي نستخدمها في القوس التقليدي تختلف كذلك عن طريقة التصويب في الجهاز الرياضي الأولمبي". ومع ذلك تمكن دريم براغا من إثبات كفاءته بشكل سريع.
وبعد 3 أشهر من تدربه مع مدربين أولمبيين نجح في الانضمام إلى صفوف الفريق الوطني البرازيلي. أمر لم يكن يتخيله. وهو القادم من منطقة فقيرة تبعد 500 كلم عن أقرب مدينة كبيرة.
لكنه لا يتوقع أن يكون من بين أفضل 3 رماة في الفريق القومي البرازيلي في الأولمبياد عام 2016. لكنه يبقى متفائلا، "أتمنى أن أشارك في يوم من الأيام في الأعاب الأولمبية. ربما ليس في أولمبياد 2016، ولكن ستتبعها بطولات أخرى".