رفض عربي لخطة أولمرت في ختام قمة الخرطوم

أُختتمت اليوم الأربعاء، 29 آذار/مارس 2006، أعمال القمة العربية التي عقدت في العاصمة السودانية الخرطوم بإعلان "رفض" القادة العرب لخطة زعيم حزب كاديما الإسرائيلي بترسيم الحدود من جانب واحد والدعوة إلى العودة إلى المفاوضات متعددة الإطراف تحت إشراف دولي. وجددت القمة العرض العربي بالسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي المحتلة منذ حرب عام 1967، وهو العرض الذي كانت قد تقدمت به المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002 والذي عرف "بمبادرة الأمير عبدالله"، لكن إسرائيل رفضته آنذاك. ودعا القادة العرب المجتمع الدولي إلى احترام الخيار الديموقراطي للشعب الفلسطيني في إشارة إلى الحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكلتها حركة حماس مطالبين بالاستمرار في تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني.

تمويل القوات الأفريقية في دارفور

وفي الشأن السوداني والمتمثل في أزمة دارفور، والتي شكلت إحدى أكثر المسائل تعقيدا على جدول أعمال القمة، أعلن القادة العرب دعمهم للسودان وتعهدوا بتمويل القوات الأفريقية في دارفور، لكنهم لم يذهبوا إلى حد رفض قرار مجلس الأمن الذي دعا إلى إحلال سريع قوات تابعة للأمم المتحدة محل القوات الأفريقية. وأكد القادة العرب في قرارهم على استعدادهم لتحمل تكلفة قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور لمدة ستة شهور، مع تأكيدهم في الوقت ذاته على إعطاء الأولوية للحل السلمي الشامل والعمل على التحرك السياسي والدبلوماسي السريع مع كل الأطراف المعنية بمسالة دارفور.

ودور عربي في العراق

أما فيما يتعلق بالوضع في العراق فقد أكد القادة العرب على أهمية "الدور العربي في أي مشاورات حول مستقبل العراق" داعيين إلى احترام سيادة العراق، وضرورة سرعة تشكيل حكومة عراقية" تمهد لخروج القوات الأجنبية". ومن القضايا الأخرى التي تضمنها إعلان الخرطوم المطالبة بالتضامن مع لبنان في حفاظه على سيادته وحقه في المقاومة، ومع سوريا إزاء العقوبات الدولية.

يذكر أن القادة العرب أقروا بالإجماع التجديد للامين العام للجامعة العربية لخمس سنوات أخرى في منصبه.

حضور ضعيف للقادة العرب

وكانت القمة قد بدأت أعمالها أمس الثلاثاء في ظل غياب عشرة من القادة العرب على رأسهم العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيسين المصري حسني مبارك والعراقي جلال طالباني. هذه المشاركة الضعيفة كانت أمر محبطاً للحكومة السودانية المستضيفة للقمة والتي كانت تأمل بأن تكون القمة عرضاً للتضامن في مواجهة الانتقادات الدولية للأسلوب الذي يتبعونه في معالجة الازمة في دارفور. في هذا الصدد ذكرت مصادر دبلوماسية أن المخاوف الأمنية كانت من بين الأسباب الرئيسية، التي أدت إلى عدم اشتراك بعض الزعماء العرب في القمة، بالإضافة إلى خلاف هؤلاء مع حكومة الدولة المضيفة للقمة من ناحية ولتجنب استغلال حكومة الخرطوم لحضورهم كمظهر من مظاهر الدعم لها في مواجهة الضغوط الدولية الممارسة عليها بسبب أزمة دارفور.