1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"رفض شعبي وفصائلي في غزة للمفاوضات المباشرة"

٢ سبتمبر ٢٠١٠

تنطلق المفاوضات المباشرة في واشنطن بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية، وسط رفض واسع لها في الشارع الفلسطيني بقطاع غزة، إذ اعتبرت عدة فصائل أنها غير ملزمة للشعب الفلسطيني كونها خارج الإجماع الفلسطيني، حسب رأيها.

https://p.dw.com/p/P2bM
أجواء من التشاؤم والرفض تسيطر على غزة عشية انطلاق المفاوضات المباشرةصورة من: Shawgy Al-Farra

"أنا بظن أن المفاوضات حتقدم بعض التنازلات، بس مش كل التنازلات انشا الله تكون خير علينا، وأنا مع المفاوضات اللي بتجيب نتيجة، مش مفاوضات عالفاضى وضحك على الذقون". كانت هذه كلمات احد الباعة المتجولين في حي الشجاعية شرق غزة، وتعبر بعفوية عن التشاؤم الذي يسود الشارع الفلسطيني في غزة عشية انطلاق المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في واشنطن اليوم الخميس (2 سبتمبر/أيلول 2010).

ويعود جانب من الإحباط الفلسطيني كما يتضح من كلمات البائع إلى الخوف من الموافقة على "تنازلات مجحفة"، وهو خوف عبر عنه أبو عصام من المستقلين في خان يونس قائلا لدويتشه فيله "أشفق على الرئيس عباس لأن اوباما وبعض الزعماء العرب سيورطونه أكثر مما هو متورط، وسيدفعونه نحو تقديم المزيد من التنازلات والقبول بالشروط الإسرائيلية، وعدم فرض شروط فلسطينية".

من جانب آخر ينتقد بعض الفلسطينيين غياب أي أجندة فلسطينية واضحة في المفاوضات، وذهاب الرئيس عباس إلى واشنطن دون أن يحظى بدعم واسع من باقي الفصائل الفلسطينية، المثقف اليساري من غزة مضيوف أمين عبر عن ذلك قائلا "نحن مع عملية السلام، لكن لم نكن نتوقع أن توافق السلطة الفلسطينية على مفاوضات مباشرة دون أجندة أو شروط فلسطينية". لذلك فهو يرى أن هذه المفاوضات ستؤدي إلى مزيد من الضغوط من أجل تغليب الشروط الإسرائيلية.

حركة فتح بين مؤيد ورافض

Demos in Gaza gegen Friedensverhandlungen in Washington
جانب من المسيرات التي نظمتها حماس في غزة احتجاجا على المفاوضات المباشرةصورة من: DW

ويبدو أن حركة فتح نفسها منقسمة بشأن الموافقة على المشاركة في المفاوضات المباشرة التي ترعاها واشنطن، فقد صرح أحد قادتها في غزة لدويتشه فيله طالبا عدم ذكر اسمه قائلا "لا إجماع في اللجنة المركزية لحركة فتح أو المجلس الثوري للحركة على الموافقة على المفاوضات المباشرة".

لكن الناطق الرسمي باسم حركة فتح فهمي الزعانين نفى وجود انقسام وقال في بيان صحفي "إن حركة فتح تجمع على مساندة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتعزيز موقفه وإعانته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف الزعانين أن "المفاوضات المباشرة نوقشت لفترات طويلة ومن كافة أوجهها برغم الابتزاز والضغوط المختلفة التي تعرضت لها السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسها".

أبو المعتصم عبدا لله أحد أنصار فتح يثق في المفاوض الفلسطيني وقال لدويتشه فيله " لقد أثبت المفاوض الفلسطيني علي مدار السنوات الماضية انه الأقدر والأحرص علي الثوابت الوطنية وعلى مصلحة الوطن. وفشل المفاوضات المتكرر هو بسبب تمسك المفاوض بالحق الفلسطيني وثوابته غير القابلة للتصرف أو التنازل، فثوابتنا واضحة نذهب بها إلي المفاوضات والي أي مكان في العالم".

وبشأن نجاح المفاوضات أو فشلها أضاف أبو المعتصم قائلا "إذا نجحت سنكون حصلنا علي ما نتمناه: دولة فلسطينية علي حدود 67 وقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين وإنهاء الاستيطان، وان فشلت فلن نخسر شيئا بل نكون أكدنا علي ثوابتنا أمام العالم، وأظهرنا الوجه الحقيقي لإسرائيل".

تنديد ورفض فصائلي

Madiouf Amin Bank Beamter Gaza
مضيوف أمين يعتقد أن الرئيس عباس ذهب إلى المفاوضات دون "أجندة فلسطينية"صورة من: DW

أما مواقف باقي الفصائل الفلسطينية الرئيسية في غزة فكانت أقرب إلى رفض المشاركة في المفاوضات المباشرة. فقد هددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتجميد عضويتها في منظمه التحرير الفلسطينية، إذ أكد القيادي فيها جميل المجدلاوي "أن الجبهة بصدد قرار لتعليق عضويتها بمنظمة التحرير الفلسطينية وهي تدرس القرار بالداخل في غزة والضفة، والخارج والسجون وذلك احتجاجا على ذهاب عباس للمفاوضات المباشرة".

وقد رأى أحد عناصر الجبهة أن هذه الخطوة جاءت متأخرة لكنه أضاف لدويتشه فيلله "أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي أبداً، لكشف الغطاء عن عباس، فما يقوم به لا يمثل الشعب الفلسطيني ولا يلزم أحد".

من ناحيتها لم تنفك حركة حماس منذ بداية الإعلان عن المفاوضات عن مهاجمه السلطة والرئيس عباس منددة بالمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، واصفة قمة واشنطن بـ"المؤامرة الكبرى على الشعب الفلسطيني". وفي هذا السياق قال رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية خلال حفل إفطار جماعي مساء أمس الأربعاء في غزة "لا نريد أن نخدع من ذات الأشخاص ولا أن نلدغ من ذات الجحر مرتين، نرفض المفاوضات لأنها تقوم على أسس فاشلة على شروط إسرائيلية، وجاءت دون غطاء وطني فلسطيني وتحت إكراه وضغط أمريكي وبالتالي ستفشل".

محمد النمروطى أحد عناصر حماس أعرب لدويتشه فيله عن رفضه للمفاوضات قائلا "إن المفاوضات جاءت للحفاظ على السلطة كذراع أمني في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية بما يخدم مصلحة الاحتلال واعتباراته الأمنية".

أما حركة الجهاد الإسلامي فرفضت بدورها المفاوضات، وقالت على لسان القيادي فيها محمد الهندي في مؤتمر "الحفاظ على الثوابت الفلسطينية الرابع" الذي انطلق في غزة "إن المفاوضين لا يستندون على أي خيارات أو قوى شعبية ولا يأتمنهم الشعب الفلسطيني للتحدث باسمه، وأن المفاوضات منذ بدايتها جاءت لتقضي على ما تبقى من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي ضحى من أجلها الفلسطينيين".

ويبدو أن رفض المشاركة في المفاوضات المباشرة هو موقف غالبية المواطنين في قطاع غزة. فقد أظهر استفتاء إلكتروني لوكالة أنباء محلية أن الأغلبية الساحقة من المستطلعة آراؤهم تستبعد أن تثمر قمة واشنطن عن انطلاق مفاوضات حقيقية. واعتبر 86.9 في المائة، من المستطلعة آرائهم، أن قمة واشنطن مجرد حفل عشاء أمام الكاميرات. فيما قال 10.4 في المائة، إنها ستؤدي إلى انطلاق مفاوضات حقيقية، بينما 2.7 في المائة عن إبداء رأيهم.

شوقي الفرا - غزة

مراجعة: هيثم عبد العظيم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد