رسالة لقمة المناخ.. اتفاق أمريكي صيني لخفض الانبعاثات
١٠ نوفمبر ٢٠٢١كشفت الولايات المتحدة والصين، أكبر مساهمين في العالم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، النقاب عن اتفاق لزيادة التعاون بينهما لعلاج آثار التغير المناخي، بما يشمل خفض انبعاثات الميثان والتخلص التدريجي من استهلاك الفحم وحماية الغابات.
وأعلن عن الاتفاق الإطاري كل من جون كيري المبعوث الأمريكي لملف المناخ ونظيره الصيني شي شينهوا في مؤتمر المتحدة للمناخ المنعقد في غلاسكو واعتبره الاثنان وسيلة لدفع القمة صوب النجاح.
وقال شي اليوم الأربعاء (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021) للصحافيين خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ "يقر الطرفان (الصين والولايات المتحدة الأمريكية) بالفارق القائم بين الجهود الحالية وأهداف اتفاق باريس، وبالتالي سنعمل معا على تعزيز التحرك حيال المناخ".
وشدد شي على أن الاتفاق "يثبت أن التعاون هو السبيل الوحيد للصين والولايات المتحدة"، في وقت انعكس التوتر بين البلدين مؤخرا على ملف المناخ.
وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على الاتفاق الصيني الأميركي معتبرا أنه "خطوة هامة في الاتجاه الصحيح". وكتب غوتيريش الموجود في غلاسكو، في تغريدة "أرحب بالاتفاق اليوم بين الصين والولايات المتحدة على العمل معا لاتخاذ تدابير أكثر طموحا من أجل المناخ خلال هذا العقد"، مشيرا إلى أن معالجة "أزمة المناخ تتطلب تعاونا وتضامنا دوليين".
والصين هي الدولة الأولى من حيث انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة، تليها الولايات المتحدة في المرتبة الثانية. ويمثل البلدان معا حوالي 40% من إجمالي التلوث بالكربون. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر إلى غلاسكو بمناسبة انعقاد المؤتمر الأسبوع الماضي، اعتبر أن غياب نظيره الصيني شي جينبينغ عن كوب26 "خطأ كبير".
وقال الموفد الصيني "على الصين والولايات المتحدة بصفتهما القوتين الكبريين في العالم، أن تتحملا مسؤولية العمل معا ومع الأطراف الآخرين لمكافحة التغير المناخي".
من جهته، أعرب الموفد الأميركي للمناخ جون كيري في تصريحات أدلى بها بعد نظيره الصيني، عن ارتياحه لـ"خارطة الطريق" الرامية إلى تحديد "الطريقة التي سنعتمدها للحد من الاحتباس الحراري والعمل معا لتحقيق الطموحات على صعيد المناخ".
ويتعهد البلدان بحسب نص الاتفاق المنشور على الإنترنت، بالعمل ضمن كوب26 من أجل "تسوية طموحة ومتوازنة وجامعة في مسألة الحد (من الانبعاثات) والتكيف والدعم" المالي. وتعهدا بصورة عامة بـ"اتخاذ تدابير معززة لتحقيق الطموحات خلال سنوات 2020" مؤكدين تمسكهما بأهداف اتفاق باريس على صعيد الاحتباس الحراري.
كما رحب نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانز تيمرمانس بالاتفاق معلنا لوكالة فرانس برس "بمعزل عن مؤتمر كوب، هذا مهم للعالم أجمع". وتابع "إن كانت الولايات المتحدة والصين، مع كل الصعوبات التي تواجهانها في مسائل أخرى، تبعثان رسالة مفادها أن هذه المسألة تتخطى المسائل الأخرى، أنها تتعلق باستمرارية البشرية، فهذا يساعد الأسرة الدولية بشكل كبير على الإقرار بأن علينا التحرك الآن".
لكنه أشار إلى أنه ينبغي "إنجاز الكثير من العمل" من أجل التوصل إلى اتفاق خلال قمة "كوب26".
ع.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز)