رحيل الطاهر وطار سفير الأدب الجزائري
١٣ أغسطس ٢٠١٠توفي الكاتب الجزائري الطاهر وطار يوم أمس الخميس (12 آب/ أغسطس) في العاصمة الجزائرية عن 74 عاما بعد معاناة وصراع طويل مع مرض عضال. ويعد الطاهر وطار من أشهر الكتاب الجزائريين ويعتبر رحيله خسارة كبيرة "للساحة الثقافية الجزائرية، وخاصة النخبة المعربة في الجزائر التي تفقد برحيله واحداً من أشد المدافعين عن ثوابتها وعن قضاياها"، حسب رأي الكابت والصحافي الجزائري سعيد حمودي في حواره مع دويتشه فيله.
وقال حمودي إن رحيل وطار خلف حزناً كبيراً بين من عرفوه، فقد كان كاتبا "مثقفاً ومناضلاً سياسياً". وما يميز وطار عن جيله من الكتاب الجزائريين أنه كتب بالعربية في الوقت الذي كان الكثيرون غيره يكتبون بالفرنسية مثل الروائيين محمد ديب ومولود فرعون. ومن هنا يعد وطار مؤسس الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية نظراً أيضا لتأهيله العلمي العربي في جامعة الزيتونة في تونس.
حدود العالمية
وعن دور الراحل في نشر الثقافة والأدب الجزائري خارج البلاد يقول سعيد حمودي إن للراحل وطار دورا كبيرا في ذلك، إذ "قام خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي بجولات كثيرة في العديد من الدول العربية والأوربية، بالإضافة إلى ترجمة أعماله إلى لغات أجنبية عدة"، حيث ترجمت أعماله إلى الانكليزية والفرنسية والألمانية والروسية واليونانية وغيرها.
هذا ولم يكن الطاهر وطار الروائي أسير الأدب بعيداً عن عالم السياسة وهمومها، حيث كتب في السياسة من خلال عمله الصحفي إلى جانب نشاطه السياسي في صفوف جبهة التحرير الوطني سواء قبل الاستقلال أم بعده. وكان للسياسة تأثير على أدبه أيضاً، وفي هذا السياق يقول الكاتب والصحافي الجزائري حمودي في حواره مع دويتشه فيله بأن وطار كان "يقارب السياسة بالثقافة ويكتب الأدب بوعي سياسي كبير".
حياة أدبية حافلة
وخلف الطاهر وطار إرثاً أدبياً كبيراً، حيث ألف عدة روايات لاقت رواجاً كبيراً في الجزائر وخارجها، ومن أبرز رواياته: اللاز، الزلزال، الحوات والقصر، تجربة في العشق، العشق والموت في الزمن الحراشي، عرس بغل، الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي. كما نشر ثلاث قصص طويلة هي: دخان من قلبي، الطعنات، الشهداء يعودون هذا الأسبوع. وكتب مسرحيتي: على الضفة الأخرى، والهارب.
ولد الطاهر وطار في الخامس عشر من آب/أغسطس عام 1936، في ولاية سوق أهراس شرقي الجزائر. وقد أسس عدداً من الدوريات منها: صحيفة "الأحرار" الأسبوعية السياسية التي أصدرها فيما بعد باسم "الجماهير"، وأسس عام 1989 الجمعية الجاحظية الأدبية. كما تم تكريمه بمنحه عدداً من الجوائز المحلية والعالمية والعربية، لعل أبرزها جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للثقافة العربية عام 2005، وجائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للقصة والراوية في 2010.
عارف جابو
مراجعة: هشام العدم