1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رحلة معاناة النازحين السودانيين من دارفور إلى تشاد

٢٣ أغسطس ٢٠٢٣

بعدما لازموا منازلهم لأسابيع، فر لاجئون سودانيون من إقليم دارفور في السودان سيرا على الأقدام إلى تشاد المجاورة حاملين أطفالهم سعيا إلى الأمان، في مشاهد من المعاناة والحرمان، في وقت تنعدم فيه أي آفاق لإنهاء الحرب.

https://p.dw.com/p/4VTPv
مشهد جوي لمخيم للاجئين السودانيين من دارفور (تشاد، 25 يوليو 2023)
مشهد جوي لمخيم للاجئين السودانيين من دارفور (تشاد، 25 يوليو 2023)صورة من: ZOHRA BENSEMRA/REUTERS

يؤوي مركز أورا لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري في شرق تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان، آلاف اللاجئين في خيم من القماش مقدمة من منظمات ومجموعات الاغاثة الدولية، في وقت تدور حرب على السلطة في السودان منذ 15 نيسان / أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وربطت الشابة السودانية حواء موسى طفلها الصغير إلى ظهرها وامسكت بيد طفلها الآخر وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من أربعة أشهر، متوجهة إلى الحدود التشادية. تمكنت موسى البالغة 30 عاما من الهرب في حزيران / يونيو، وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد. تجلس موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها، وتروي لوكالة فرانس برس فرانس برس فرارها قائلة "كنت حاملا آنذاك". وتضيف "ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر". وكان القتال مستعرا يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.

 

وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فرّوا من دارفور أن الإقليم شهد مجازر ارتُكبت في حقّ مدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها خصوصاً قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية عربية متحالفة معها. وسبق أن شهد إقليم دارفور حربا ضارية العام 2003، هاجم خلالها عناصر مليشيات الجنجويد التي سبقت تشكّل قوات الدعم السريع، المدعومة من حكومة الرئيس عمر البشير، متمرّدين من أقليات عرقية. وامتدت الحرب زهاء عقدين من الزمن مخلفة نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح، بحسب الأمم المتحدة.

ووجهت المحكمة الجنائية الدولية تهم ارتكاب جرائم حرب إلى البشير ومسؤولين آخرين إلا أن مشتبها واحدا فقط سلم نفسه ويخضع للمحاكمة. وتحدثت المحكمة عن "إبادة جماعية" في ذلك الحين، وهي تحذر الآن من أن يكرر التاريخ نفسه، ما دفعها إلى التحقيق مجددا فيما يجري من جرائم في المنطقة.

قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 نيسان / أبريل كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليونا يقيمون في إقليم دارفور، الإقليم الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا. ووفر معظم لاجئي أورا من الجنينة عاصمة غرب دارفور حيث تقدّر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة جراء هجمات قد ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية". وقد تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير، إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والانترنت.

إلى ذلك، تحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة سواء في العاصمة أو في دارفور. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش مطلع الشهر الحالي مجلس الأمن الدولي إلى حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما "تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى".

تروي السودانية سعاد إبراهيم (41 عاما) باكية معاناة أسرتها حينما قررت الفرار من الجنينة سيرا على الأقدام حتى أدري في تشاد. وتقول "تجولنا حفاة حول الجنينة لمدة سبعة أيام .. ورغم اطلاعنا على طريق للخروج، أصيب أربعة منا". وتؤكد ابراهيم التي كانت في شهور حملها الأخيرة "لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر أربع سنوات على ظهري وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة"، لمسافة 35 كيلومترًا.

هذه الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر خصوصا على النساء، إذ يخشين العنف الجنسي إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات في السودان منذ عقود. وكانت هيومن رايتس ووتش "وثقت 78 ضحية أو ناجية من الاغتصاب بين 24 نيسان / أبريل و26 حزيران / يونيو" في مدينة الجنينة وفي الطريق إلى تشاد.

ولفتت إلى إن المهاجمين يستهدفون النساء من إثنية المساليت، إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور. ويقول السوداني آدم هارون البالغ من العمر 39 عاما ، وقد انضم حديثا إلى أسرته في مخيم النازحين بتشاد "زوجتي وأطفالي غادروا قبلي إلى تشاد". ويضيف "هاجمهم الجنجويد وهم في الطريق .. وأصيبت زوجتي برصاصة في ساقها"، لافتا إلى أن إحدى مجموعات الإغاثة تقدم لها الرعاية الطبية حاليا.

ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات