1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةالصين

رحلات الفضاء الخاصة محور تنافس بين الصين وأمريكا

٨ يونيو ٢٠٢٤

الفضاء موضع تنافس حاد بين واشنطن وبكين. فهل يتكرر حال سوق السيارات الكهربائية -بعد تفوق مبيعات بي واي دي الصينية على تيسلا- أيضا في قطاع الفضاء لتتفوق شركات فضاء صينية خاصة على شركة سبايس إكس المملوكة كتسيلا لإيلون ماسك؟

https://p.dw.com/p/4gok9
صورة من الأرشيف - "مركبة الفضاء دراغون في اثنان" .
صورة من الأرشيف - "مركبة الفضاء دراغون في اثنان".صورة من: Reuters/M.Anzuoni

يشكل الإنجاز غير المسبوق في العالم الذي حققته الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائتة الأحد 02 / 06 / 2024 -والمتمثل بجمع مسبارها عينات من الجانب البعيد من القمر- مؤشرا إلى التقدم الكبير الذي حققته في المجال الفضائي الدولة الآسيوية التي تأمل أن تصبح شركاتها الخاصة قادرة على منافسة "سبايس إكس" الأمريكية المملوكة لإيلون ماسك. ولا شك في أن الشركات الناشئة الصينية متأخرة جداً عن الشركات الأمريكية العملاقة من أمثال "سبايس إكس" التي نفذت قبل أمس الخميس (السادس من يونيو / حزيران 2024) الرحلة التجريبية الرابعة لصاروخها "ستارشيب" الأكبر في العالم. لكن الفارق بين الجهتين آخذ في التقلص، لأن الصين تدعم بشكل نشط راهناً قطاعها الفضائي الخاص، وتسمح له بتعزيز قدراته، على ما يؤكد خبراء لوكالة فرانس برس.

ويقول المتخصص في البرنامج الفضائي الصيني تشين لان -في حديث إلى وكالة فرانس برس- إنه "في غضون خمس سنوات ستبدأ سبايس إكس باستشعار الضغط". ويوضح أن "الوضع الحالي في سوق السيارات الكهربائية قد يتكرر في قطاع الفضاء"، في إشارة إلى شركة "تيسلا" المملوكة أيضا لإيلون ماسك والتي تفوقت عليها من حيث المبيعات أخيرا منافستها الصينية "بي واي دي" BYD. ويرى أن "الأسد" الكبير "سبايس إكس" قد يضطر كما حصل مع "تيسلا"، إلى مواجهة "قطيع من الذئاب" متمثلة في الشركات الصينية الخاصة.

وفتحت الصين قطاعها الفضائي أمام رؤوس الأموال الخاصة في نهاية عام 2014. ومُنذئذٍ سارعت مئات الشركات نحو هذا المجال. على سبيل المثال أطلقت شركة "غالاكتيك إنرجي" -يوم الخميس- صاروخها "سيريس 1" مُحمَّلاً بثلاثة أقمار اصطناعية إلى المدار، وهي واحدة -ليس إلاَّ- من عشرات عمليات الإطلاق المماثلة المرتقبة خلال هذا العام 2024 في الصين.

ويقول مؤسس شركة "أوربيتال غيتواي كونسالتينغ" بلين كورسيو إن "قطاع الفضاء التجاري الصيني مدهش من حيث الحجم والعمق". ويشير إلى أن "سبايس إكس في حال بقيت متقدمة بفارق كبير" عن القادة الرئيسيين في القطاع الخاص الصيني "فيُحتمل أن تكون الصين متقدمة" بين الشركات الثانوية. وتمتلك الصين محطة فضائية، كما سبق أن أنزلت مركبات على القمر والمريخ، في حين تخطط لإرسال رحلات مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 وإلى المريخ بحلول 2033. 

السباق نحو القمر

إنجاز صيني غير مسبوق عالمياً

ونجحت الدولة الآسيوية الأحد 02 / 06 / 2024 في سحب عينات من الجانب البعيد للقمر، وهو إنجاز غير مسبوق عالمياً. ويُرتقب أن يعود المسبار الذي أنجز هذه المهمة إلى الأرض في نهاية يونيو / حزيران 2024. ويصب القطاع الخاص الصيني حالياً اهتمامه على إطلاق أقمار اصطناعية في مدارها. ويصل عدد الأقمار الاصطناعية الصينية الموجودة راهناً في المدار إلى مئات الآلاف. وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية إلى أنّ سرعة نشر الأقمار الاصطناعية مسألة مهمة جداً، لأنّ المشاريع الصينية تواجه منافسة من دول أخرى وقيوداً تتعلق بعدد المركبات الفضائية في المدار والترددات المتاحة.

ويشكل الفضاء موضوع تنافس حاد بين واشنطن وبكين، إذ تتهم كل منهما الأخرى بالرغبة في إخفاء أهداف عسكرية وراء تطوير هذا المجال. وكان مسؤول أمريكي سابق قال أخيرا إن العقد المقبل سيكون "الأكثر أهمية" في التاريخ من ناحية المنافسة مع الصين في المجال الفضائي، وقال: "يجب ألا نسمح بالخسارة".

ويصب القطاع الخاص الصيني حالياً اهتمامه على إطلاق أقمار اصطناعية في المدار. وتتمتع الشركات الصينية بقدرة كبيرة في ما يتعلق بعمليات الإطلاق، وهو أمر ضروري لتمكين المشاريع الحكومية من إنشاء مجموعات ضخمة من الأقمار الاصطناعية، على ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية (CCTV) في أبريل / نيسان 2024. وتبتكر الصين شبكتين من هذا النوع هما "غوانغ" و"جي 60 ستارلينك". ويُفتَرض أن تضم الأولى 13 ألف قمر اصطناعي والثانية 12 ألفاً.

وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية إلى أن سرعة نشر الأقمار الاصطناعية مسألة مهمة جداً، لأن المشاريع الصينية تواجه منافسة من دول أخرى وقيوداً تتعلق بعدد المركبات الفضائية في المدار والترددات المتاحة. فصواريخ "فالكون 9" من شركة "سبايس إكس" تُستخدم حالياً من وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، فيما تغطي كوكبة الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" عشرات البلدان.

ويشير مؤسس شركة "أوربيتال غيتواي كونسالتينغ" بلين كورسيو إلى "روابط وثيقة" بين الدولة والشركات الخاصة في الصين، لأن عددا كبيرا من هذه الشركات أسسها موظفون سابقون في وكالات رسمية أو باحثون في معاهد حكومية. ويؤكد أن العلاقة لم تكن دائماً بسيطة "لأن الدولة مترددة في التخلي عن احتكارها" لهذا القطاع، كما أن لِنطاق عمل الشركات الخاصة حدوداً.

هل نستطيع رؤية النجوم من على سطح القمر؟

سباق مع الزمن

لكن خلال اجتماع لكبار القادة الصينيين في ديسمبر / كانون الأول 2023، دعا هؤلاء إلى "تنمية" قطاع الفضاء الخاص، واصفين اياه بـ"الاستراتيجي". ونفذت شركات تجارية صينية ما مجموعه 26 عملية إطلاق في العام 2023 -بحسب وسائل إعلام رسمية- من بينها العملية التي نفذها صاروخ Zhuque-2 من تصميم شركة "لاند سبايس" الخاصة، وهو أول صاروخ في العالم يصل إلى المدار بمحركات تعمل بالميثان السائل، وهي تكنولوجيا واعدة تساعد على خفض التكاليف.

ويشير تشن لان إلى أن "الخطوة الكبيرة التالية" للشركات الصينية الخاصة "ستكون تصميم صاروخ من نوع فالكون 9 (مثل سبايس إكس) وإتقان تقنية إعادة استخدام الطبقة الأولى" من الصاروخ. ويتوقع أن يحقق عدد كبير من الشركات هذين الهدفين خلال السنة الجارية.

ومن المنتظر أن ينفذ القطاع الخاص سنة 2024 نحو 30 من قرابة مئة عملية إطلاق مخطط لها في الصين. وعلى سبيل المقارنة، نفذت "سبايس إكس" خلال السنة الفائتة 98 من أصل 109 عمليات إطلاق أمريكية، بحسب عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل، مما يؤكد التفوق الأمريكي في هذا القطاع خلال المرحلة الراهنة.

ع.م/خ.س (أ ف ب)