1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رجل إشارة المرور

٢٠ أكتوبر ٢٠١١

د ب أ لم يكن كارل بيغلاو يهدف لخلق شعار طائفة عندما صمم "أمبل منشن" أو رجل إشارة المرور ، وهي العلامة التي استخدمت في أنوار المشاة في ألمانيا الشرقية.

https://p.dw.com/p/Rs16
رجال شارات المرورصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

عمل بيجلاو كأخصائي نفسي في هيئة النقل بألمانيا الشرقية. وأدى النمو السريع لحركة السير في نهاية فترة الخمسينيات من القرن الماضي إلى مخاوف بشأن سلامة المشاة. وتتذكر هيلدغارد بيغلاو، أرملة المخترع: "كانت لدينا فكرة واحدة ترشدنا: أنه عندما يفهم المشاة رمزا مروريا ويحبونه، فحينها فقط سيتبعونه". وصمم كارل بيغلاو شخصية "امبل منشن" في وقت فراغه، وكان يهدف فقط إلى أن يكون أكثر من مجرد خط مضيء على لافتة كما كان يستخدم في برلين الغربية في عام 1957 . ولم يستغرق بيجلاو وقتا طويلا لرسم الرجل الصغير ممتلئ الجسم لكن رسم رأس الشخصية كان مبعث القلق، وفقا لما ترويه هيلدغارد بيغلاو. أثار وجود فرق في الشعر ذكريات عن أدولف هتلر، بينما اعتبر الشعر المجعد بصورة كبيرة ينتمي للجنوب الأوروبي. في نهاية المطاف، استقر بيجلاو على قبعة. وقدم "امبل منشن" للجمهور في ألمانيا الشرقية عبر شاشات التليفزيون في 13 تشرين أول/أكتوبر 1961. ومع هذا، استغرق الأمر ثمانية أعوام أخرى من البيروقراطية حتى ثبتت أول إشارة مرور مضيئة تحمل "امبل منشن" في وسط برلين الشرقية.

أمبل منشن بعد الوحدة

بعد عام 1990 وتوحيد ألمانيا، بدأ "امبل منشن" في الاختفاء من شوارع ألمانيا الشرقية حيث استبدلت إشارات المرور القديمة بإشارات المرور الجديدة من ألمانيا الغربية. لكن قبل أن إزالة آخر إشارة "لامبل منشن" قام رجل من ألمانيا الغربية بإنقاذها. وماركوس هيكهاوزن هو مصمم نجح في منح الرمز مجموعة من المريدين. وقال هيكهاوزن/50 عاما/ والذي حضر في أوائل فترة التسعينيات من القرن الماضي إلى برلين بعد إنهائه دراسته، "أعتقد أنه كان مروعا أن يتم استبدال رمز رائع كهذا ببساطة". وبدأ في جمع إشارات "امبل منشن" التي تم الاستغناء عنها وترميمها وبيعها للجمهور. وكان هذا في عام 1996 . ولا يزال هيكهاوزن إلى اليوم يبيع إشارات "امبل منشن" بنحو 110 دولار للقطعة. وخلقت شركة هيكهاوزن في العام الماضي سوق تجارية بقيمة 5ر9 مليون دولار من خلال إشارات "امبل منشن" وسلع أخرى تعتمد على الرمز.

يمكن للسائحين اليوم شراء آنية الورد التي تحمل "امبل منشن" وملابس السباحة وحتى الحلويات من متاجر هيكهاوزن الأربعة في برلين. ويعتقد هيكهاوزن أن الأشخاص الذين ولدوا في ألمانيا الشرقية يمثل لهم "امبل منشن" جزء من هويتهم ، أما بالنسبة للسائحين فإنه مجرد هدية ممتعة من العاصمة الألمانية. وتقول هيلدغارد بيغلاو /86 عاما/ إنه " بدون هيكهاوزن وشركته، فلم يكن يكتب لأمبل منشن النجاة". وكان زوجها متشككا عندما التقى هيكهاوزن للمرة الأولى في عام 1996 واقترح عليه وضع الرمز على أكواب وقمصان تى شيرت. لكن بيجلاو اقتنع، وأحضره هيكهاوزن إلى شركته حيث حصل على نسبة من الأرباح. ويقول هيكهاوزن إن كارل بيجلاو كان بمثابة شخصية الأب بالنسبة للمشروع حتى وقت وفاته في عام 2009. وظل الرجلان مرتبطين على الرغم من إقامة دعوى قانونية شهدت نجاح هيكهاوزن فى حماية حقوقه المتعلقة بأمبل منشن في مواجهة صانع إشارات المرور. وساهمت المنتجات العديدة المزينة في الوقت الحالي بصورة "امبل منشن" في زيادة شعبية الشخصية ومنعت من اختفائها من الطرق الألمانية. وأعيد تثبيت إشارات "امبل منشن" منذ عام 1997 في نواصي الشوارع، على الرغم من وجود نظرائها من الإشارات الألمانية الغربية. وفي مدن مثل كولونيا ودريسدن هناك حتى "امرأة المرور" تلبس تنورة وتهندم شعرها على شكل ضفيرة. وانتشرت شعبية "امبل منشن" لأبعد من الحدود الألمانية ويمكن العثور عليها بعيدا في أسيا. ويقول هيكهاوزن إن اليابانيين هم من أكبر زبائنه. ويعشق اليابانيون الرمز "لأنه ظريف". ويعتزم هيكهاوزن إنتاج أغنية لأمبل منشن وتطبيق للهواتف المحمولة. كما أن فكرة تجسيد الشخصية في فيلم سينمائي من إنتاج هوليود من ضمن اهتماماته.

وكالة الأنباء الألمانية د ب أ

مراجعة وتحرير ملهم الملائكة