1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ربيع أبو خليل: لا أتمسك بتقاليد موسيقية افتراضية

١ ديسمبر ٢٠١٠

يعتبر ربيع أبو خليل من أشهر مبدعي ومجددي موسيقى الجاز في أوروبا. دويتشه فيله حاورت الفنان اللبناني الأصل على هامش حفل موسيقي له في مدينة مولهايم الألمانية حول موسيقاه وطريقة مزجه بين مختلف العناصر الموسيقية.

https://p.dw.com/p/QF1A
مزج موسيقي غير مألوف: عازف العود والملحن ربيع أبو خليل ومغني الفادو البرتغالي ريكاردو ريبيرو.صورة من: Rickmann-Wunderlich

عروض ربيع أبو خليل الموسيقية على المسرح لا تتسم بالعزف المبدع على آلة العود وحسب، بل وأيضاً بروح الدعابة التي تضحك الجمهور وتشوقه لسماع المزيد. فقبل كل أغنية أو قطعة يعزفها مع فرقته، يروي ربيع أبو خليل مفارقة أو قصة قصيرة مضحكة عن الصدفة أو السبب الذي جعله يؤلف القطعة الموسيقية.

ولكن ليس بالهين وصف الموسيقى التي يعزفها أبو خليل، لأن الملحن، حسب قوله، لا يلتزم بقيود أو تقاليد موسيقية أياً كانت. وهو لا يريد أن يقيد نفسه بفئات أو تصنيفات غير مجدية، بل يحاول أن "يدمج أجناساً مختلفة من الموسيقى" في ألبوماته وأن يحافظ بالرغم من ذلك على طابع خاص يميز موسيقاه ويجعل ألحانها متميزة. هذا الموسيقى يمكن وصفها بجرأة الأسلوب وتخطي الحدود الفاصلة بين الثقافات. وفي أحد آخر ألبوماته لحن عازف العود اللبناني الأصل قصائد باللغة البرتغالية، ألفها لهذا الغرض خصيصاً مدير المسرح الوطني في مدينة بورتو البرتغالية، وغناها مغني الفادو البرتغالي المعروف ريكاردو ريبيرو. والفادو (Fado) هو ضرب من ضروب الغناء التقليدي في البرتغال، يتميز بالألحان والكلمات الحزينة وتأثر أيضاً بالموسيقى العربية.

مزج مدروس وغير عشوائي للموسيقى

ويمزج ربيع أبو خليل في مقطوعاته عناصر موسيقية من مختلف أنحاء العالم كالموسيقية الشرقية والموسيقى الكلاسيكية والجاز، مستخدماً أيضاً آلات موسيقية متنوعة كالعود والكمان والبيانو وآلة الدودوك التقليدية من أرمينيا. ويقول أبو خليل إنه لا يمزج أنواع الموسيقى المختلفة عشوائياً ببعضها البعض، بل إنه يحرص على درس الموسيقى والآلة التي ينوي مزجها في مؤلفاته وفهمها قبل أن يدمجها في قطعه. وما يقود أبو خليل إلى هذه الإبداعات الموسيقية هو، كما يضيف، سماعه المستمر لمختلف أنواع الموسيقى وتواصله مع الموسيقيين من مختلف أنحاء العالم. وهو بذلك يتعرف على موسيقيين يتعاون معهم ويُشركهم في أعماله الموسيقية: "ولكنني في هذه الحالة أنظر إلى الأداء الموسيقي والشخصية الموسيقية للأشخاص الذين أتعاون معهم، وليس إلى انتمائهم العرقي أو جنسيتهم"، كما يقول

هذا البحث الدؤوب عن اتجاهات جديدة للموسيقى ومزجها مع الموسيقى ذات الطابع الشرقي جلب النجاح للموسيقار أبو خليل وجعله من موسيقيي الجاز والموسيقى العالمية المعروفين في أوروبا، حيث أصدر العديد من الألبومات الناجحة وألف قطعاً موسيقية لفرق عزف معروفة مثل اوركسترا البي بي سي وفرقة العزف المعروفة عالمياً Ensemble Modern.

Rabih Strand
ربيع أبو خليل ... موسيقار متنقل بين الحضارات.صورة من: Dorn

التمسك بتقاليد افتراضية يضر بالموسيقى

ربيع أبو خليل الذي وُلد في بيروت في عام 1957 ونشأ فيها في ستينات وسبعينات القرن الماضي، شديد التعلق بالموسيقى العربية بشكل خاص والثقافة العربية بشكل عام. لكنه يرى "أن على الموسيقى العربية في وقتنا هذا أن تكون منفتحة تجاه تأثير موسيقى الثقافات الأخرى." وكثيراً ما يُسأل الفنان في بلده لبنان عن عدم عزفه الموسيقى العربية التقليدية، حينها يجيب أبو خليل: "أية موسيقى عربية تقليدية هي المقصودة هنا؟ ما نعتبره الآن موسيقى عربية تقليدية، كان في يوم من الأيام ثورة وتجديداً للموسيقى، مثل موسيقى محمد عبد الوهاب، وسيد درويش، وأم كلثوم، وغيرهم. هذا التمسك بتقاليد موسيقية افتراضية يضر بالحياة الثقافية. يتوجب على الثقافة والموسيقى أن تكونا منفتحتين".وهذا الانفتاح الثقافي والمرونة في مزج العناصر الموسيقية هما الصفتان اللتان تتميز بهما موسيقى أبو خليل. ولكنه كملحن وكعازف عود يقول إنه يرفض أن يؤلف موسيقى تحمل رسالة سياسية، ولكنه مقتنع بأن "الحضارة العربية قابلة للامتزاج والحوار فنياً وفكرياً مع الحضارات الأخرى، وأن بإمكانها أن تتأثر بها وأن تؤثر عليها." وينتقد أبو خليل العرب في هذا السياق، قائلاً إن العالم العربي في الوقت الحاضر قد نسي قدرة حضارته على التأقلم والاندماج مع الحضارات الأخرى. كذلك الأمر يحزنه الوضع السياسي "المبلبل" في وطنه لبنان وحالة الفوضى السياسية التي تسود العديد من الدول العربية.

الموسيقى تربط بين الثقافات

لكن هذا الوضع لا يثني أبو خليل عن المثابرة في تأليف الموسيقى الحديثة ومزج الجاز والموسيقى الكلاسيكية الأوروبية مع الألحان العربية وموسيقى العود. وقد حصل آخر ألبوم له، الذي سجله مع المغني ريكاردو ريبيرو، وسماه „Em Portugues“ أي ما يعني "بالبرتغالية"، على إعجاب المستمعين والنقاد وخصوصاً في العاصمة البرتغالية لشبونة، مدينة موسيقى الفادو.

هذا النجاح الذي حظي به ربيع أبو خليل في مغامرته الموسيقية مع موسيقى الفادو يشجعه علي المضي قدماً في إبداعاته الفنية. فهو يرى في أعماله الموسيقية فرصة لربط الثقافات وتعزيز التواصل ما بينها: "برأيي أن هنالك دائما روابط بين الثقافات، وأشخاص بمقدورهم أن يبنوا الجسور بينها. ليس هنالك جدران بين الثقافات وحسب، بل وأيضاً أبواب، ونحن علينا أن نجد هذه الأبواب ونفتحها."

نادر الصراص

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد