رئيس المخابرات الألمانية الأسبق يدافع عن التعاون مع الأنظمة الدكتاتورية

أعرب الرئيس الأسبق لوكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية "بي إن دي"، هانز غيورغ فيك، عن رفضه للاتهامات الموجهة لأجهزة مخابرات غربية بالتعاون مع نظام العقيد الليبي معمر القذافي. ودافع فيك، الذي عمل مع المستشار الألماني الأسبق هلموت كول، في تصريحات لصحيفة "ميتل دويتشه تسايتونغ" الألمانية الثلاثاء (6 سبتمبر/ أيلول 2011)، عن التعاون في المجال الأمني مع الانظمة الدكتاتورية وجمع المعلومات واصفا إياه بـ "الطبيعي". وأضاف فيك أن المخابرات الألمانية لها اتصالات مستمرة بأنظمة مستبدة بغرض جمع معلومات تمس المصالح الأمنية لألمانيا/ مشيرا إلى أن التعاون مع هذا النوع من الشركاء لا يسري وفقاً للقواعد الديمقراطية، بل وفقاً للمصالح.

يأتي ذلك بعد أنباء تحدثت عن عثور الثوار الليبيين على وثائق في مراكز أجهزة المخابرات التابعة للقذافي تكشف عن تعاون وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وجهاز الأمن الخارجي البريطاني "إم آي 6". وتشير إحدى هذه الوثائق إلى أن الاستخبارات الأمريكية أرسلت أشخاصاً يشتبه في تورطهم في الإرهاب إلى ليبيا للتحقيق معهم، وفي مقابل ذلك ساعدت القذافي في تعقب واعتقال معارضيه. وكان بيرند شميدباور، المنسق الاستخباراتي للحكومة الألمانية في عهد المستشار الأسبق هيلموت كول، قد أكد أن بلاده حصلت على معلومات من طرابلس في إطار مكافحة الإرهاب.

تباين في ردود فعل المعارضة الألمانية

وفي إطار ردود الفعل السياسية الألمانية على هذه التصريحات، قال عضو البرلمان الألماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة الألمانية، فريتز رودولف كوربر، في مقابلة مع راديو ألمانيا، إن وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية ليست متورطة في أي من العمليات التي أدارتها المخابرات الأمريكية أو البريطانية في ليبيا. يشار إلى أن كوربر عضو في اللجنة البرلمانية المختصة بمراقبة عمل وكالة المخابرات.

من جانبه أعلن النائب عن الحزب اليساري المعارض، فولفغانغ نيسكوفيتش، أنه سيطالب اللجنة البرلمانية المختصة بعمل وكالة المخابرات بتقديم إيضاح لأوجه تعاونها مع النظام الليبي السابق. وأضاف نيسكوفيتش أن "أي تعاون لأجهزة الاستخبارات الألمانية مع أنظمة تمارس التعذيب مرفوض تماماً"، معتبراً أنه من غير المستبعد أن تكون الاستخبارات الألمانية قد قدمت معلومات لنظام القذافي عن المعارضين الليبيين المقيمين في ألمانيا، عملاً بمبدأ "خذ وأعطِ".

(ي.أ/ د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: أحمد حسو