رئيس الصليب الأحمر في سوريا واستمرار عمليات القتل والقمع

قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن تسعة أشخاص قتلوا بينهم ضابط وخمسة ضباط صف في كمين مسلح صباح اليوم، الأحد (4/9)، في وسط سوريا. ونقلت (سانا) عن مصدر عسكري مسؤول أن "مجموعة إرهابية مسلحة" فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عند الساعة السابعة بتوقيت سوريا المحلي على باص يقل عددا من الضباط وصف الضباط والعاملين المدنيين بالقرب من محردة (وسط سوريا). وأضاف المصدر أن الكمين أسفر عن "استشهاد ضابط وخمسة صف ضباط وثلاثة موظفين مدنيين يعملون في الرحبة وإصابة 17 آخرين بجروح مختلفة بعضها خطرة". ويذكر أن الحكومة السورية لا تسمح بتغطية صحافية مستقلة وطردت وسائل الإعلام الأجنبية، لذلك يصعب التأكد من دقة المعلومات حول مجريات الأوضاع في سوريا.

من جهته ذكر الناطق الرسمي للجان التنسيق المحلية عمر أدلبي لوكالة "فرانس برس" أن "أربعة قتلى بينهم امرأة سقطوا اليوم، وجرح آخرون خلال عمليات أمنية شمال غرب البلاد". وكان اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أفاد أن "قوات الأمن مدعومة بقوات الجيش قامت بمداهمة بلدة خان شيخون وبمحاصرة المشافي لمنع وصول الجرحى إليها لمعالجتهم".

وفي حمص (وسط) ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "15 شخصا أصيبوا صباح اليوم، الأحد (4/9)، بجروح إثر إطلاق رصاص كثيف خلال عمليات أمنية وعسكرية مستمرة منذ مساء أمس في البساتين غرب حي بابا عمرو", مشيرا إلى أن" جروح أربعة منهم خطرة". وكانت تظاهرة خرجت مساء أمس السبت في حي الخالدية الواقع في حمص حيث عمدت قوات الأمن إلى تفريقها بإطلاق الرصاص قبل أن تقوم مدرعات باقتحام الحي, بحسب المرصد.

وفي ريف حمص قال المرصد إن "شابا من مدينة تلبيسة توفي صباح الأحد (4/9) متأثرا بجروح أصيب بها يوم الجمعة إثر إطلاق قوات الأمن النار على المظاهرة التي خرجت في البلدة". وأضاف أن "مواطنا من مدينة سراقب (شمال غرب) كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية منذ 20 يوما توفي اليوم تحت التعذيب". كما "نفذت أجهزة الأمن السورية منذ صباح اليوم حملة مداهمة واعتقالات في حي الحويقة في مدينة دير الزور (شرق) شملت اعتقال 23 شخصا".

"الصليب الأحمر" و"الجامعة العربية" في سوريا

وبالتزامن مع ذلك, وصل رئيس الصليب الاحمر الدولي بعد ظهر أمس، السبت (3/9)، الى العاصمة السورية التي يزورها ليومين يلتقي خلالهما بالخصوص الرئيس السوري بشار الأسد, حسب ما أفادت رئيسة بعثة الصليب الأحمر في دمشق ماريان غاسر لوكالة "فرانس برس".

كما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أنه سيزور دمشق "غالبا هذا الأسبوع" بعد أن تلقى موافقة سوريا على الطلب الذي تقدم به بناء على تكليف من وزراء الخارجية العرب. وقال العربي في مؤتمر صحافي إنه تم إبلاغه بأن "الحكومة السورية ترحب بزيارة الأمين العام للجامعة العربية ونحن بصدد تحديد موعد وسيكون غالبا هذا الأسبوع".

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك ضمانات بأن مهمته لن تستخدم كوسيلة لشراء الوقت من قبل السلطات السورية, قال نبيل العربي "لا ضمانات, الأمين العام عندما يقوم بمهمة لا يطلب ضمانات". وأضاف العربي أنه سينقل "القلق العربي" و"سيستمع" إلى المسؤولين السوريين. وأكد دبلوماسي عربي رفيع أن المبادرة التي يحملها الأمين العام للجامعة "لا تخرج عن مطالب المجتمع الدولي وتدعو إلى وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح المعتقلين وبدء إجراءات الإصلاح السياسي".

وكان العربي انتقد بشدة في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية الذي عقد مؤخراً قمع التظاهرات في سوريا وإن بشكل ضمني. وقال إن التجارب أثبتت "عدم جدوى المنحى الأمني واستعمال العنف" ضد "الثورات والانتفاضات والتظاهرات التي تطالب بإحداث التغييرات الجذرية في العالم العربي", معتبرا أنها "مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي الواعد ولا بد من أن نتجاوب مع هذه المطالب دون تأخير"، وشدد على أن "التجاوب مع هذه المطالب والإسراع في تنفيذ مشروعات الإصلاح هي التي تقي من التدخلات الأجنبية".

وأسفرت أعمال القمع في سوريا عن سقوط أكثر من 2200 قتيل منذ منتصف آذار / مارس بحسب الأمم المتحدة، فيما يؤكد الناشطون السوريون أن عدد المعتقلين يتجاوز 10 آلاف شخص.

(س ج / أ ف ب، رويترز)

مراجعة: حسن زنيند