دراسة: اتكال ألمانيا على نجاحاتها السابقة أوقعها في مأزق
١ فبراير ٢٠٢٥أظهرت دراسة دولية أن ألمانيا ظلت تعتمد على نجاحاتها الماضية لفترة طويلة للغاية، ما جعلها الآن في مأزق سياسي واقتصادي. وأشار ما يسمى بـ"مؤشر بيرغرون للحوكمة" إلى أن الرضا عن الذات الذي تم اكتسابه من حقبة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل هو ما يعوض القصور في البلاد حاليا.
وشارك في الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا ومعهد بيرغرون للأبحاث ومدرسة هيرتي وهي جامعة خاصة في برلين. وقال معد الدراسة إدوارد كنودسن في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) نشرتها اليوم السبت (الأول من فبراير / شباط 2025): "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو طبيعة الجذور البنيوية والعميقة للعديد من المشكلات"، موضحا أن الحلول تتطلب وقتا وتغييرات بنيوية، وقال: "استبدال حزب حاكم بآخر ليس بالضرورة هو الحل".
وبحسب تحليل الباحثين فإن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين له تأثير حاسم على الوضع المتأزم الحالي. وأكد كنودسن أن ألمانيا كانت تتمتع في ذلك الوقت بالموارد والوقت والقيادة السياسية المستقرة، وقال: "ولكنها اختارت الترقب بدلا من الاستعداد للصدمات المستقبلية"، موضحا أن هذا هو السبب وراء افتقار ألمانيا إلى المرونة حاليا.
نقص الاستثمار وتباطؤ النمو وتفاقم التفاوت الاجتماعي
ويحدد التقرير أربعة أسباب رئيسية للأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها ألمانيا، حيث أدى نقص الاستثمار إلى تباطؤ النمو وتفاقم التفاوت الاجتماعي. علاوة على ذلك تمثل الهجرة مشكلة غير محلولة ومتناقضة في ألمانيا. فمن ناحية تشكل الهجرة أهمية بالغة للنمو الاقتصادي في مجتمع متقدم في السن، "ومن ناحية أخرى فقد تطور الأمر ليصبح مصدرا مركزيا للصراع السياسي"، بحسب ما حلل الباحثون.
علاوة على ذلك أصبحت ألمانيا -بحسب الدراسة- تعتمد بشكل كبير على بلدان أخرى في السنوات الأخيرة: على سبيل المثال على روسيا فيما يتعلق بإمدادات الطاقة. وقد أدى الركود الاقتصادي الأخير إلى إضعاف التوافق السياسي والتضافر الاجتماعي، وفقا للباحثين.
ويستند التحليل إلى مجموعة متنوعة من البيانات والدراسات. وعلى هذا الأساس قدم التحليل مؤشرات متنوعة على مقاييس تتراوح كل منها بين صفر و100 وانخفض مؤشر ما يسمى بالرقابة الديمقراطية من 100 في عام 2011 إلى 93 في عام 2021.
ع.م / ع.ج (د ب أ)