1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير ألماني: "الوجود العسكري الغربي في العالم الإسلامي من أسباب تطرف الشباب المسلم"

١٣ ديسمبر ٢٠١٠

عقب العملية الإرهابية في ستوكهولم، التي نسبت إلى شاب عراقي الأصل، يطرح السؤال لماذا يقدم شبان من أصول مسلمة على ذلك؟ خبير ألماني يقول لدويتشه فيله إن للإنترنت والتجارب الشخصية داخل المجتمعات الأوروبية دورا في التطرف.

https://p.dw.com/p/QXNq
ما الذي يدفع شبابا مسلما في مقتبل العمر إلى الانزلاق إلى التطرف والإرهاب؟

يومان بعد الانفجارين اللذين ضربا العاصمة السويدية ستوكهولم مساء السبت، تداولت وسائل الإعلام أن منفذ العملية هو شاب اسمه تيمور عبد الوهاب من مواليد عام 1981 وقدم من العراق رفقة عائلته عام 1992 للعيش في السويد قبل أن ينتقل عام 2001 للدراسة في انجلترا. ولتسليط الضوء على دوافع هذا الشاب في تنفيذ هجمات إرهابية في بلد نشأ فيه أجرت دويتشه فيله حوارا مع الصحفي والخبير في شؤون الإرهاب ألبريشت ميتسغر.

دويتشه فيله: السيد ميتسغر، حسب رأيك ما الذي يدفع شابا مثل تيمور عبد الوهاب، يعيش كما يبدو حياة مريحة نوعا ما مقارنة بالكثيرين في وطنه الأصلي، العراق، حيث تتواصل دوامة العنف، ما الذي يكون دفعه إلى ارتكاب هذا الاعتداء؟

ألبريشت ميتسغر: "أعتقد أنه فيما يتعلق بهذه الحالة، فيمكن القول أن العملية، التي نفذها الانتحاري، جاءت كرد فعل على الحرب في العراق وفي أفغانستان. هناك البعض من الشباب المسلمين من يرون في التواجد العسكري الأوروبي والغربي في أفغانستان والعراق أمرا غير مقبول، ذلك أنهم يرونه على أنه اعتداء على أرض مسلمة وشعب مسلم. ومن شأن ذلك أن يدفع بالبعض إلى التطرف إلى درجة الإقدام على تفجير أنفسهم."

هل هذا الدافع الذي ذكرته ينطبق على آخرين أيضا أم هو خاص بمنفذ انفجاري ستوكهولم؟

"نعم، هو دافع للكثيرين من الإسلاميين المتطرفين والذين نفذوا عمليات انتحارية، فتواجد قوات عسكرية أمريكية وأوروبية في الشرق الأوسط يعتبر محركا مهما للإرهاب الإسلاموي. وهناك أشخاصا عاشوا لفترة طويلة في دول أوروبية، حيث كانوا مندمجين في مجتمعاتها، قبل أن يتحولوا إلى متطرفين.

هل هناك دوافع أخرى تدفع هؤلاء إلى التطرف، كصعوبة الاندماج في المجتمع الأوروبي مثلا أو معاناة البعض من التمييز والعنصرية؟

"هذه الدوافع تلعب أيضا دورا في تطرف البعض، الذي لا يشعر باندماجه في مجتمع أوروبي ويشعر بعدم القبول به، أو أنهم قد عايشوا حالات إذلال. هذه التجارب التي يعيشها بعضهم تدفعهم إلى الارتباط أكثر بثقافتهم ووطنهم الأصلي. وكذلك قلة الاندماج وعدم الاعتراف بالمواطنة الكاملة للكثيرين من المسلمين والعرب في أوروبا، تدفع البعض إلى رفض الآخر والتطرف."

منفذ عملية ستوكهولم قدم كمهاجر أو كلاجئ رفقة عائلته إلى السويد. برأيك هل الذين نفذوا من قبل عمليات إرهابية من المقيمين في أوروبا، قد تحولوا إلى متطرفين في أوروبا؟ أم أنهم يحملون أفكارا متطرفة حتى من قبل مجيئهم إلى أوروبا على شكل خلايا نائمة؟

"لم يتمكن أحد حتى الآن من إثبات أن هناك عناصر إرهابية نائمة أو خلايا إرهابية نائمة في أوروبا بانتظار الحصول على أوامر لتنفيذ عمليات إرهابية. أنا لم أسمع حتى الآن بحالة من هذا النوع أو عن أشخاص تم إرسالهم من دولهم الأصلية للعيش لمدة سنوات طويلة في دولة أوروبية كأعضاء إرهابيين نائمين، أي يعيشون حياة عادية قبل أن يتحولوا إلى ناشطين إرهابيين. أعتقد أن الأغلبية قد تطرفوا في أوروبا كرد فعل محتمل على الصعوبات التي يواجهونها في مجتمع غريب عنهم ثقافيا ودينيا وكذلك على الظروف السياسية."

إذا تذكرنا هجمات الحادي من أيلول/ سبتمبر من عام 2001، على الأقل أربعة من منفذي ومدبري هذه الهجمات كانوا ينحدرون من عائلات ميسورة ماديا وكانوا يدرسون في ألمانيا ومندمجين في محيطهم الجامعي. ما الذي يدفع شبان مثل اللبناني زياد الجراح والمصري محمد عطا إلى القيام بعمليات إرهابية؟

"لدى هؤلاء تكونت صورة ثنائية الشكل عن العالم بين الحق والباطل، أي أنه قد تكونت لديهم نظرية الخير والشر. وعلى الرغم من اندماجهم في المجتمع الألماني إلا أن رؤيتهم للكثير من المشاكل في العالم الإسلامي من خلال هذا المنظور الثنائي: أي من جهة الغرب، الذين يرونه على أساس أنه مصدر الشر والباطل، ومن جهة أخرى يرون أن الإسلام هو الخير والحق الذي يتعين الدفاع عنه ضد الشر. هذه النظرية تحولت إلى دافع قوي للتطرف. ولكن يجب القول إن الدافع وراء أي عملية إرهابية له أيضا طابع فردي وبالتالي تدخل عوامل شخصية أيضا في الحسبان."

تحريات السلطات السويدية تفيد أن الانتحاري قد نفذ الهجوم في ستوكهولم بشكل فردي دون، هل يمكن الحديث عن إستراتيجية جديدة في تنفيذ عمليات داخل أوروبا؟

"هذا النوع من الإرهابيين، الذي يقوم بهجمات دون إيعاز مباشر من طرف ثالث، موجود منذ فترة طويلة وليس بالأمر الجديد. وما يثير قلق السلطات الأمنية هو تلك العمليات الفردية من جهاديين استمدوا أفكارهم المتطرفة عبر الانترنت.

أنت تحدثت الآن عن الانترنت، فأي دور تلعب الشبكة العنكبوتية في تطرف بعض الشبان المسلمين في أوروبا؟

"الانترنت من خلال المواقع الالكترونية لبعض الداعين إلى ما يسمى بالجهاد والإرهاب تعتبر محركا للتطرف نظرا لصعوبة مراقبتها."

ما الذي يسعى إليه هؤلاء من خلال تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا؟

"هؤلاء يريدون نشر الخوف وبث الذعر في صفوف المواطنين وبالتالي حمل الحكومات الأوروبية على تغيير سياسياتها وسحب قواتها من أفغانستان."

ما الذي يمكن فعله للحد من ظاهرة التطرف إلى درجة تنفيذ عمليات إرهابية في صفوف المهاجرين المسلمين في أوروبا؟

"يمكن محاولة ذلك من خلال تشديد الإجراءات الأمنية، بيد أنه يجب القول هنا إنه من الصعب مكافحة التطرف من خلال رفع درجات التدابير الأمنية. ومن جهة أخرى، من الصعب مراقبة الانترنت التي تلعب دورا كبيرا في نشر الفكر المتطرف.

هل تعتقد أن الحكومة الألمانية ستشدد من التدابير الأمنية وإجراءات المراقبة عقب عملية ستوكهولم؟

التدابير الأمنية في ألمانيا عالية جدا في الوقت الحالي، بحيث نرى التواجد المكثف لرجال الشرطة في محطات القطارات والمطارات وعلى الحدود. وأعتقد أن الحكومة ستبقي على هذه الدرجة نظرا لأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.

أجرت الحوار شمس العياري

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد