حين تلتهب الشمس.. جولة مصوّرة
١٥ يونيو ٢٠١١
الغليان الشمسي
إنه منظر طبيعي خلاب، لكنه يثير الرعب في قلوب الكثيرين على الأرض. يطلق العلماء على هذه الظاهرة اسم "الانبعاث الإكليلي" وهي تحدث حين تطلق الشمس كميات هائلة من الجسيمات المشحونة في الفضاء. ويمكن لمثل هذه الرياح الشمسية والمواد المنبعثة من هكذا انفجار أن تصل إلى كوكبنا.
مشاكل على الأرض
إذا وصلت الجسيمات المشحونة إلى الغلاف الجوي للأرض، يمكنها أن تعطل الأقمار الاصطناعية عن العمل وبذلك يمكن أن يتعطل نظام GPS لتحديد المواقع على الأرض. كما يمكن أن تتعطل الاتصالات اللاسلكية وإمدادات التيار الكهربائي. وفي عالم اليوم الذي تغزوه التكنولوجيا، يمكن للعواصف الشمسية أن تلحق أضرارا كبيرة.
ولادة في البقع الشمسية
يوُلَدُ الانفجار الشمسي وما ينجم عنه من انبعاث إكليلي في البقع الشمسية الداكنة التي يمكن حتى رؤيتها من الأرض. وتحدث هذه الظاهرة حين تنخفض درجة حرارة سطح الشمس من 6000 درجة مئوية إلى 4000 درجة مئوية. هذه البقعة الشمسية الظاهرة في الصورة متوسطة الحجم، ورغم ذلك فهي تساوي مساحة كوكب الأرض.
مراحل البقع الشمسية
يتذبذب ظهور البقع الشمسية في دورة تحدث مرة كل 11 عاما. فحين تكون الشمس أقل نشاطا قد تمضي أيام أو شهور دون أن تظهر البقع على سطح الشمس، لكن حين يزداد نشاطها تظهر مئات البقع على سطحها. وفي هذه الحالة تكون الشمس أكثر نشاطا، ويتوقع العلماء أن يبلغ نشاط الشمس ذروته في عام 2013.
يوجد بين سطح الشمس وغلافها الجوي الخارجي طبقة رقيقة تسمى "المتكوِّر الملوَّن"/ كروموسفير، وعلى سطحها توجد البقع الشمسية. وفي نقاط وجود هذه البقع، تحدث أحيانا انفجارات في الحقل المغناطيسي للكروموسفير فيجعل هذا الانفجار خطوط المجال المغناطيسي واضحة للعيان، كما يظهر في هذه الصورة. والمتكور الملون/الكروموسفير هو المكان الذي تحدث فيه الانفجارات الشمسية.
الرحلة الطويلة
حين يحدث انفجار شمسي تنطلق من الشمس أنواع مختلفة من الأشعة في الفضاء الخارجي: ضوء الشمس هو الأسرع ويصل إلى كوكبنا خلال ثماني دقائق فقط. أما الجسيمات المشحونة فتحتاج إلى نصف ساعة كي تقطع المسافة بيننا وبين الشمس، وهذه المسافة تبلغ 150 مليون كيلومترا. أما العاصفة الجيومغناطيسية فتحتاج إلى زمن أطول، وتصلنا بعد 46 ساعة من حدوث الانفجار الشمسي.
أضواء قطبية ملونة
تظهر العواصف والرياح الشمسية على الأرض على شكل أضواء في القطب الشمالي. وتنشأ هذه الظاهرة الطبيعية الفريدة من نوعها عندما تصطدم الجسيمات المشحونة بالغلاف الخارجي للكرة الأرضية. وإلى جانب اللون الأخضر يظهر الضوء باللون الأحمر ونادرا ما يكون أزرق اللون .
درجات حرارة تفوق الخيال
تصل درجة حرارة باطن الشمس إلى ملايين الدرجات المئوية، أما السطح فأبرد من ذلك بكثير. ويطلق علماء الفلك على شمسنا اسم "النجم الساطع القزم الأصفر". فشمسنا التي يبلغ قطرها مليوناً وثلاثمائة وتسعين ألف كيلومتر، تعتبر شمسا متوسطة الحجم مقارنة بالنجوم الأخرى في نظامنا الشمسي. أما عمر الشمس فهو أربعة مليارات و570 مليون سنة.
نظرة على الشمس من الداخل
تستمد الشمس طاقتها من الانصهار النووي. ويحدث ذلك حين تنصهر أربع ذرات هيدروجين إلى ذرة هيليوم واحدة في باطن الشمس، فينجم عن ذلك كميات هائلة من الطاقة يصل قسم ضئيل منها إلى الأرض ويجعل الحياة ممكنة عليها.
الشمس هي المركز
كل الكواكب تدور حول الشمس، وترتيبها حسب قربها من الشمس هو: عطارد والزهرة والأرض والمريخ وتسمى بالكواكب الداخلية. يلي ذلك في الكواكب الخارجية وهي: المشتري وزحل وأورانوس ونبتون. أما بلوتو فيعتبر كوكبا قزما منذ عام 2006 وهو أصغر حجما من قمرنا.
الرياح الشمسية تجتاح الزهرة
على عكس الأرض، لا يوجد لكوكب الزهرة مجال مغناطيسي. لذلك يمكن للرياح الشمسية أن تتفاعل مع الطبقات الخارجية للغلاف الجوي للزهرة، كما يظهر في هذه الصورة، لدى تعرض الكوكب لعاصفة شمسية. وهذه الرياح الشمسية تكون مشبعة بالطاقة، وهذا يسمح لجسيمات الغلاف الجوي بالانفلات والهروب إلى الفضاء الخارجي.
هيلغا هانزن/ عبد الرحمن عثمان
مراجعة: عارف جابو