1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حوار على طريق ردم الفجوة بين الحاكم والمحكوم في الغرب والعالم العربي

كلاوديا منده / علي المخلافي١ ديسمبر ٢٠١٢

في حوار عالمي فريد عبر شاشات الفيديو بعنوان "رسم خريطة الديمقراطية"، ناقش خبراء من العالم العربي والغرب واقع الحركات الاحتجاجية في ظل فقدان الثقة بالنظام الديمقراطي في الغرب ومرحلة الانتقال الديمقراطي في العالم العربي.

https://p.dw.com/p/16ssb
صورة من: Reuters

في تجربة حوارية عالمية فريدة حول الديمقراطية ضمَّت مؤخراً عدداً من الخبراء من مختلف الجنسيات، تواجدوا بشل متزامن في مُدن مختلفة في أنحاء العالم، وتواصلوا عبر شاشات الفيديو، خلُصَ المشاركون إلى أنَّ الديمقراطية هي مبدأ مثالي مُعَرَّض للخَطَر لم يتم بلوغه بشكل كامل على المستوى العالمي. فعدم رضا الشعوب عن السياسيين موجود حتى في الغرب، أما في الشرق كما في حالة مصر ما بعد الثورة فإن الديمقراطية تمُر في مرحلتها الثانية من التطور.

وفي إطار هذه الفعالية، ناقش فنانون وخبراء من القاهرة ومدريد وميونخ مستقبل مشاركة الشعوب في الديمقراطية وفي السياسة وأشكال الحركات الاحتجاجية العالمية. وحضر للمشاركة هذه الفعالية عدد من الزوّار الألمان في مسرح "كامَرشبيلِن" الشهير في مدينة ميونخ، حيث طرحوا أسئلتهم على مديرة الحوار "جيارلدين دو باستيون" وأيضاً غَرّدوا باستفساراتهم عبر تويتَر. وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرة "رسم خريطة الديمقراطية" العالمية، التي يرعاها معهد غوته الألماني، ويُدلي فيها المشاركون بدلوهم حول الديمقراطية، بشكل متزامِن عبر وسائل الاتصال المرئية. وتناول الحوار واقع الديمقراطية في الشرق والغرب.

مسرح "كامَرشبيلِن" في ميونخ: جانب من فعالية "رسم خريطة الديمقراطية" التي يرعاها معهد غوته . المشاركون من مدريد والقاهرة يتواصلون مع محاوريهم في ميونخ عبر كاميرات الفيديو.
مسرح "كامَرشبيلِن" في ميونخ: جانب من فعالية "رسم خريطة الديمقراطية" التي يرعاها معهد غوته . المشاركون من مدريد والقاهرة يتواصلون مع محاوريهم في ميونخ عبر كاميرات الفيديو.صورة من: Judith Buss

الفجوة بين الحاكِم والمحكوم

ففي مصر، أظهرت الاحتجاجات الجديدة في ميدان التحرير مدى هشاشة عملية الانتقال الديمقراطي. إذْ لم يتم التوافُق، لأشهر عديدة، على دستور للبلاد. كما تم حَلّ البرلمان المصري المنتخب، وذلك بقرار من المجلس العسكري في يونيو 2012. وعلى منصة الحوار في القاهرة، اتفقت الفنانة المصرية هالة جلال ومصممة الرقصات كريمة منصور على أن الديمقراطية ليست هدفاً في حد ذاتها، بل إنها وقبل كل شيء أداة يشارك من خلالها جميع المصريين في تشكيل حاضر ومستقبل بلدهم.

ومن الأمثلة التي حدثَت لِكريمة منصور، المديرة الفنية لمركز الرقص المعاصر في القاهرة، أنها انضمت إلى مجموعة من الفنانين المستقلين الذين سعوا معاً إلى العمل على إعادة هيكلة وزارة الثقافة المصرية، لكنهم اصطدموا بحائط الرفض. فقد تم رفض مطالبهم من قِبَل مسؤولي الوزارة بشأن الشفافية وحرية معرفة المعلومات حول الميزانية المخصصة للفعاليات الثقافية التي تقيمها الوزارة.

لكن كريمة منصور ترى أن هذه الفجوة بين الشعب والسلطة الحاكمة موجودة في جميع أنحاء العالم، وليست محصورة على مصر فقط، وتقول في منتدى الحوار العالمي بهذا الشأن: "أعتقد أننا جميعاً نتحدث عن الشيء نفسه، حتى لو كنا نستخدم في بعض الأحيان مصطلحات مختلفة. المسألة تتعلق في التغلب على هذه الفجوة العميقة بين مؤسسات الحكومة والشعب".

تظاهرات في العاصمة الإسبانية مدريد ضد سياسات التقشف المالية
تظاهرات في العاصمة الإسبانية مدريد ضد سياسات التقشف الماليةصورة من: AP

الديمقراطية تفقد بريقها في الغرب

أما في أوروبا، وبالتحديد أثناء الأزمة المالية، فإنّ الناس فَقَدوا إيمانهم بالطاقة الإبداعية للديمقراطية. ففي العقود الماضية كان الناس في الغرب متعودين على وجود أحزاب سياسية ذات برامج انتخابية مختلفة، ومنها أحزاب مُحَافِظة وأخرى يسارية. لكنّ المواطنين في الغرب باتوا حالياً يرون برامج كل الأحزاب على سوية واحدة دون أي اختلاف بينها. وأضحى " السياسيون يتهافتون على الأسواق المالية ومنطقها المثير على المستوى العالمي"، كما يقول الباحث السياسي الإسباني خوردي فاكير فانيس.

وفي مواجهة ذلك، قامت إحدى مجموعات الاحتجاج في إسبانيا مثلاً واسمها M15بتحقيق نجاح كبير في استحداث أشكال جديدة من الاحتجاج، في مجابهة الأحزاب السياسية والبنوك والشركات. في حين يرى المخرج المسرحي الألماني شتيفان كايجي أن المسرح هو شكل من أشكال الاحتجاج، ويقول: "حينما كنتُ في الأرجنتين عام 2001 في ظل الأزمة هناك، كان الناس يقبلون على المسارح بشكل كبير. فالمسارح كانت تعرض قضاياهم وتهيئ لهم الأجواء لمناقشتها، والانطلاق بذلك من المسرح إلى الواقع المعاش".

أما في ألمانيا فإن عالِم الاجتماع الألماني هارتموت روزا لا يجد أن وسائل التواصُل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، قد ساهمت كثيراً في تغيير المسار السياسي. لكنه أشار إلى الاستياء الشعبي الواسع النطاق الذي تسببت به السياسة المالية المحلية بشكل خاص، وهو ما أدى إلى اندلاع احتجاجات للمواطنين الألمان ضد تكاليف بناء محطات سكك حديدية ومطارات جديدة، وكان أكثر ما يدفع باتجاه هذه الاحتجاجات هو الخشية من التفريط بالثروة الموجودة في البلاد بسبب السياسات المالية الخاطئة من وجهة نظر المحتجين.