حملة شرسة على الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود.. فما السبب؟
٥ نوفمبر ٢٠٢٤بينما يحتفي الإعلام الغربي عموما والفرنسي خاصة بحصول الكاتب الفرنسي ذي الأصول الجزائرية كمال داود على جائزة غونكور الأدبية عن روايته "الحوريات"، يتعرض هذا الأخير لحملات شرسة في بلده الأم حتى منذ إعلان اسمه كواحد من أقوى المرشحين لنيلها.
كثيرون يعتبرون أن مضمون الرواية والفترة التي تتحدث عنها هي السبب في الهجوم الذي يتعرض له داود، إذ تتطرق الرواية الفائزة بالجائزة، لفترة الحرب الأهلية في الجزائر بين 1992 و2002 التي يطلق عليها "العشرية السوداء". وهي فترة يرى البعض أن السلطات في الجزائر تريد طي ملفها تماما.
الكاتب الجزائري الفرنسي الشهير بتعبيره عن مواقفه وآرائه السياسية التي لطالما أثارت ردود فعل في كلا البلدين، يتعرض حاليا لحملة لم تهدأ، تبتعد في كثير من الأحيان عن النقاش الأدبي، لتنحاز نحو التنقيب في حياته الشخصية، والحديث عن حادثة اتُهم فيها بالاعتداء عن زوجته السابقة.
في الحقيقة انطلقت الحملة على داود قبل إعلان اسمه رسميا كفائز رسميا بالجائزة. فقد تعرض للهجوم ضمن أحد البرامج على قناة وان تيفي الجزائرية، حيث تم وصفه من قبل أحد المشاركين بـ"المراهق" الذي يتحدث ويكتب عن فترة صعبة من تاريخ بلاده بطريقة غير لائقة وسط إجماع باقي المشاركين في الحلقة.
صحفيون جزائريون، فتحوا النقاش على صفحاتهم متسائلين عن سر منح الجائزة لكاتب من أصول جزائرية في فترة تشهد فيها العلاقة بين البلدين توترا حادا. كما طالت الانتقادات فرنسا، إذ اعتبر المهاجمون أن منحه الجائزة كان لأسباب سياسية محضة.
في المقابل، كثير من الجزائريين، أشادوا بما حققته رواية من إبداع ابن مستغانم الجزائرية، معتبرين أن من يشنون الحملة عليه هم مجرد "غيورين" من النجاح الذي حققه.
كما أشار آخرون إلى أن الجزائر منعت حضور دار النشر غاليمار التي أصدرت الرواية إلى الجزائر خلال فعاليات معرض الكتاب الدولي المزمع انعقاده بين 6 و16 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
يُذكر أن داود حصل على ستة من أصوات أعضاء أكاديمية غونكور العشرة، في مقابل اثنين للكاتبة الفرنسية إيلين غودي وواحد لكلّ من مواطنتها ساندرين كوليت والفرنسي من أصل رواندي غاييل فاي الذي حصل على جائزة رونودو، بحسب رئيس أكاديمية غونكور الكاتب فيليب كلوديل.
وقد وصف رئيس الأكاديمية الرواية بقوله "هو كتاب تتنافس فيه القصائد الغنائية مع التراجيديا، ويعبّر عن العذابات المرتبطة بفترة مظلمة من تاريخ الجزائر، وخصوصا ما عانته النساء".
وهذه هي الرواية هي الثالثة لكمال داود، والأولى التي تصدر عن دار غاليمار للنشر، ولم تطرح للبيع في الجزائر ولم تُترجم إلى اللغة العربية.
كما كتب المؤلف في روايته، يحظر القانون الجزائري أي إشارة في الكتب إلى الأحداث الدامية التي وقعت في"العشرية السوداء"، وهي الحرب الأهلية بين السلطة والإسلاميين بين عامي 1992 و2002.
ويعتبر الكاتب الجزائري الفرنسي أنه يتعرّض للهجوم في بلده الأم لأنه ليس "شيوعيا ولا ملتزما بمناهضة الاستعمار ولا معاديا لفرنسا"، حسب تصريحاته الإعلامية السابقة.
م.ب