1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةروسيا الاتحادية

حلفاء روسيا المخلصون ـ حكام معزولون ومستبدون على شاكلة بوتين

هنري أليك
٢٢ يونيو ٢٠٢٤

عززت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة إلى كوريا الشمالية وفيتنام تصور مفاده أن حلفاءه هم حكام وقادة مستبدون، وهذ الأمر بات جليا منذ غزو روسيا لأوكرانيا. فما التقاطعات والمصالح المشتركة بين موسكو وهذه الدول؟

https://p.dw.com/p/4hLvs
وقعت روسيا وكوريا الشمالية اتفاقية دفاع مشترك تنص على دعم كل طرف للآخر عسكريا في نشوب حرب.
وقعت روسيا وكوريا الشمالية اتفاقية دفاع مشترك تنص على دعم كل طرف للآخر عسكريا في نشوب حرب.صورة من: Gavriil Grigorov/dpa/picture alliance

باتت تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الساحة الدولية محدودة عقب قرار غزو أوكرانيا  وما تلى ذلك من فرض الدول الغربية عقوبات على موسكو وإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضده.

ومنذ ذلك، قام بوتين، الذي فاز في مارس / آذار الماضي بولاية خامسة في انتخابات لم تتسم بالنزاهة والشفافية، بخمس زيارات خارجية شملت بيلاروسيا وأوزبكستان والصين وكوريا الشمالية وفي الوقت الراهن فيتنام.

ورغم أن الدعم الدولي لروسيا  يؤثر على مسار العقوبات الغربية على موسكو، إلا أن بوتين ما زال بإمكانه الاعتماد على عدد من حلفاء يتحدثون علانية وبقوة عن تحالفهم مع روسيا.

ويسلط التقرير التالي الضوء على قائمة حلفاء روسيا الرئيسيين على الساحة الدولية أو حلفاء بوتين الذين يمكنه الاعتماد واللجوء إليهم إذا دعت الضرورة ذلك. بيد أن اللافت أن القائمة تظهر مدى اتساع عزلة روسيا دوليا.

الصين

قبل غزو روسيا جارتها أوكرانيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ عن "شراكة بلا حدود" إيذانا ببدء "حقبة جديدة" في العلاقات الدولية فيما تزايدت وتيرة النشاط التجاري بين البلدين بعد التوغل العسكري الروسي في أوكرانيا رغم تأثير ذلك سلبيا على اقتصاد الصين  وصورتها الدولية.

استقبل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو آلاف الجنود الروس في بلاده
استقبل الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو آلاف الجنود الروس في بلادهصورة من: Pavel Byrkin/Sputnik/AP/picture alliance

وفي السياق ذاته، اعتبر مراقبون موقف بكين من الحرب في أوكرانيا بأنه لا يتسم بالحيادية على الإطلاق خاصة بعد تقارير تحدثت عن انخراط الصين في جهود دبلوماسية لإقناع الدول بعدم حضور قمة السلام السويسرية الأخيرة بشأن أوكرانيا.

الجدير بالذكر أنه لم تتم دعوة روسيا  إلى القمة ولم تبد هي الأخرى أي اهتمام بالمشاركة مما دفع الصين إلى مقاطعة المحادثات.

وفي خضم الصراع في أوكرانيا، بذلت الصين قصارى جهدها لإبقاء الاقتصاد الروسي واقفا على قدميه فضلا عن أنها تلعب دور وسيط لحصول روسيا على معدات عسكرية خاضعة للعقوبات الغربية ما يعني الحفاظ على استمرارية آلة الحرب الروسية.

وينظر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين إلى روسيا باعتبارها شريكا استراتيجيا لمواجهة النظام العالمي الذي وضعته الولايات المتحدة وحلفاؤها. وبهدف تعزيز العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين، زار بوتين الصين في مايو/أيار الماضي فيما قصد شي جين بينغ روسيا في مارس /آذار العام الماضي.

كوريا الشمالية

رغم أن  كوريا الشمالية  باتت تحت قيادة كيم جونغ أون معزولة عن العالم، إلا أنها انخرطت في تحالف مع روسيا إذ وقعت البلدان "شراكة دفاعية" لترسيخ ما وصفه زعيم كوريا الشمالية بـ "التحالف" القوي الذي ينص على أن التعهد بدعم كل طرف للآخر عسكريا في نشوب حرب.

ويشير مراقبون إلى أن روسيا في حاجة إلى أي مساعدات عسكرية من أي دولة فيما تظل كوريا الشمالية ذات القوة العسكرية القوية الحليف الذي سيوفر لروسيا أسلحة بلا قيد أو شرط. ومن وجهة نظر كيم، فإن وجود حليف يصطف إلى جواره أفضل من عدم وجود أي حليف خاصة في ظل عزلة بلاده المتنامية دوليا.

ومازالت  كوريا الشمالية  واحدة من أكثر الدول التي ألقت بثقلها وراء الحرب الروسية في أوكرانيا إذ صوتت بيونغ يانغ ضد أي قرار أممي يدين أو يدعو لوقف الحرب الروسية في أوكرانيا وذلك على النقيض من الصين التي قررت الامتناع عن التصويت رغم كونها الحليف القوي لبوتين.

بيلاروسيا

يُنظر إلى بيلاروسيا  باعتبارها الحليف الأقرب والأكثر إخلاصاً لروسيا فيما يذهب البعض إلى القول بأن حكومتها ليست سوى "دمية أو من صنعية" بوتين. ووقعت مينسك على معاهدات واتفاقيات عديدة مع موسكو التي تعد أكبر شريك اقتصادي لبيلاروسيا.

ويقول خبراء إنه من الإنصاف القول بأن بيلاروسيا تعتمد على روسيا كثيرا بداية من استيراد النفط والغاز الروسيين وحتى الدعم الاقتصادي فضلا عن تمركز قوات ومعدات عسكرية روسية في بيلاروسيا التي كانت بمثابة إحدى نقاط انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.

وفي دلالة على قوة  العلاقات الثنائية، سمح زعيم بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو لروسيا بوضع أسلحة نووية على أراضي بلاده.

إيران

على غرار روسيا، وقعت إيران تحت طائلة عقوبات دولية شديدة فرضتها دول غربية. وعلى وقع ذلك، انخرطت الدولتان في تحالف اقتصادي وعسكري قوي فيما أشارت تقديرات الاستخبارات الأمريكية إلى أن موسكو وطهران قامتا بتعزيز تعاونهما العسكري بشكل قوي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وخلال زيارة بوتين الأخيرة إلى هانوي، تعهدت فيتنام بتعزيز علاقات مع روسيا
وخلال زيارة بوتين الأخيرة إلى هانوي، تعهدت فيتنام بتعزيز علاقات مع روسياصورة من: NHAC NGUYEN/AFP/Getty Images

وفي هذا الصدد، قامت إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة وعتاد عسكري بما في ذخائر تعتبر بالغة الأهمية للجيش الروسي على جبهات القتال. وتجلت قوة العلاقات بين البلدين في اختيار بوتين لطهران لتكون محطة لإحدى جولات الخارجية النادرة منذ بدء الحرب في أوكرانيا.

وعقب وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مايو/أيار الماضي، أرسل بوتين تعازيه حيث اعتبره "شريكا حقيقا قدم مساهمات كبيرة" في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين.

سوريا

تعد سوريا نقطة التمركز الروسي الرئيسية في الشرق الأوسط فيما يعد الرئيس بشار الأسد من أشد المعجبين ببوتين. وتعتمد الحكومة السورية بشكل كبير على الدعم العسكري الروسي منذ إرسال روسيا قواتها لدعم الأسد مع استمرار الحرب الأهلية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد (موسكو 13/9/2021)
تعد سوريا نقطة التمركز الروسي الرئيسية في الشرق الأوسط فيما يعد الرئيس بشار الأسد من أشد المعجبين ببوتين. صورة من: Mikhail Klimentyev/AP/picture alliance

وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أشاد بها الرئيس السوري ووصفها بأنها "تصحيح للتاريخ مع استعادة التوازن الدولي الذي فقده العالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي".

وفي السياق ذاته، صوتت دمشق ضد القرارات الأممية الداعية لوقف الحرب في أوكرانيا على غرار مينسك وبيونغ يانغ.

فيتنام

تعد فيتنام تحت حكم الحزب الشيوعي أحدث الدول التي عمدت إلى تعزيز العلاقات مع روسيا. وقعت هانوي اتفاقية دفاعية استراتيجية مع روسيا في ضخم جولة بوتين الآسيوية التي حاول من خلالها تحسين نفوذ بلاده الدولي ومناقشة القضايا التجارية والدفاعية والحرب في أوكرانيا.

وعقب مباحثاتهما في هانوي، صدر بيان مشترك لبوتين ونظيره الفيتنامي تو لام جاء فيه أن فيتنام "ترحب بإعادة انتخاب بوتين رئيساً لبلاده لفترة جديدة وتشيد بما حققه من استقرار سياسي داخلي". من جانبه، شدد بوتين على أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع فيتنام "تعد من أولويات" حكومته.

وفي تكرار لمواقف حلفاء بوتين، امتنعت فيتنام عن إدانة العدوان الروسي في أوكرانيا.

أعده للعربية: محمد فرحان