1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"حل الدولتين لا يحق أن يظل خياراً مستقبلياً غير ملزم"

٢٢ سبتمبر ٢٠١١

يتطلع الفلسطينيون الى رفع مستوى وضعهم داخل الأمم المتحدة، والهدف المنشود هو دولة فلسطينية مستقلة. وهذا الهدف له ما يبرره، كما يعتقد خبير دويتشه فيله راينَر زوليش.

https://p.dw.com/p/12eYg
صورة من: ap

كلما فكر المرء في قضية الاعتراف بدولة فلسطينية، كتب أحد المعلقين لصحيفة "دي فيلت" الألمانية المحافظة مؤخراً، بدت أكثر مخاطر العواقب الناجمة عن ذلك: " كل عنف، واي عمل ارهابي ضد اسرائيل قد تمارسه حماس ضد إسرائيل سيقابل فورا في حال رد فعل إسرائيلي انتقامي بالشجب كحادثة بين دولتين، وستترتب عنه عواقب دولية غير محددة المعالم"، حذر الكاتب في تعليقه.

هذا صحيح مثل الكثير من الأمور التي يدفع بها هذه الأيام كذخيرة ضد مبادرة الفلسطينيين. صحيح أن الفلسطينيين يقدمون على هذه الخطوة بشكل انفرادي . وصحيح أنهم يناضلون اليوم من أجل انتزاع حل كانوا يرفضونه بأنفسهم عقب الحرب العالمية الثانية: يعني حل الدولتين على أرض فلسطين تحت الانتداب سابقا.

كل هذا صحيح - لكنه لا يمكن أن يكون حجة ضد مبادرة الفلسطينيين.

Deutsche Welle Rainer Sollich
راينر زوليش: خبيرشؤون الشرق الأوسط ومدير القسم العربي بدويتشه فيله ، اذاعة وأونلاين في بونصورة من: DW

ومثلما أنه لا يحق أبدا التشكيك في حق وجود إسرائيل، يجب مقابل ذلك التوضيح للفلسطينيين بأن تأسيس دولتهم بجانب اسرائيل ليس خيارا مستقبليا غير ملزم. المجتمع الدولي بما في ذلك الأوروبيون والولايات المتحدة يعترفون بأحقية هذا الهدف، وكذلك إسرائيل نفسها. غير أن حكومة اسرائيل الحالية لا يمكن اقناعها بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة أو الموافقة على حل على أساس حدود عام 1967 . واذا تم هنا على الأقل بشكل رمزي زيادة الضغط، فان ذلك لا يعد من الناحية السياسية خطأ رغم كل المجازفات.

عزلة إسرائيل المتزايدة في خضم الثورات العربية وعودتها الى مربع الكائن المكروه في المنطقة يجب أن يسبب لنا نحن الأوروبيين بالذات القلق. الهجمات ضد السفارات الإسرائيلية أو المشاعر المعادية لليهود، التي يواظب عليها متطرفون في العديد من البلدان العربية، لا يمكن ولا يحق أن نقبل بها أبدا. وينطبق ذلك على ما يسمى "المقاومة" التي تمارسها جماعات مثل حماس أو الجهاد الإسلامي، والتي هي غالبا في الحقيقة إرهاب ضد مدنيين. غير أن مبادرة القيادة الفلسطينية هي تعبير عن نفاد صبر مبرر: فإلى متى يريد المجتمع الدولي الانتظار، والى متى تريد إسرائيل نفسها الانتظار حتى تعترف أخيرا بمنح الشعب الفلسطيني أفقا ذا مصداقية لتأسيس دولة في أجل قريب؟

المسألة ليست مرتبطة بمن يرفع حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي أو أن يرضى الفلسطينيون في خطوة أولى بوضع على نموذج دولة الفاتيكان. الأمر مرتبط فقط بتحقيق تقدم ملموس في القضية. قيام دولة للفلسطينيين سيكون من المنظور الإسرائيلي ـ مثل أي دولة حديثة تنبثق عن نزاع معقد ـ وكذلك من زاوية دولية واقليمية بلا شك عملا جريئا. وقد تُشكِل هذه الدولة بالفعل "خطرا أمنيا"، كما قال معلق صحيفة "دي فيلت". بل ان الوضع الحالي القائم على الاحباط وتنامي مشاعر الكراهية والغضب هو أكثر خطورة من ذلك .

حجة عربية وحيدة تعترض هنا مبادرة الفلسطينيين الحالية: وهي أن المبادرة تصرف تركيز الاهتمام الدولي وتحجب بذلك الأنظار عن التعامل الوحشي المستمر للحكام السوريين ضد شعبهم، كما تحجب الأنظار عن النقص الحاصل في احراز تقدم ديمقراطي في مصر ما بعد الثورة.

تعليق: راينر زوليش

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد