1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حصاد 2021.. أكثر 10 أخبار زائفة انتشرت في مواقع التواصل

٢٧ ديسمبر ٢٠٢١

معلومات كاذبة ومضللة حول كورونا، ومزاعم مغرضة عن فيضانات ألمانيا وأخبار زائفة عن وقوع هجمات لم تقع، لقد تسببت الأخبار الزائفة بمخاوف لدى كثير من الناس في عام 2021. DW تستعرض أكثر هذه الأخبار فجاجة وما الذي يقف خلفها.

https://p.dw.com/p/44bIh
دمية لطفل وقد غرست فيها إبر خلال مظاهرة لمناهضي اللقاح في بروكسل
كثير من الأخبار الزائفة والمعلومات المغلوطة مصدرها مناهضو اللقاحاتصورة من: Nicolas Landemard/Le Pictorium/dpa/picture alliance

ثلث المواطنين الألمان، أو بعبارة أخرى واحد من كل ثلاثة ألمان لا يتعرف على الأخبار الكاذبة، ويعتقد أنها معلومات حقيقية. كانت هذه هي نتيجة استطلاع رأي، أجري عبر الإنترنت، وشمل 4000 مشارك فوق سن 18 عاما، أجرته مؤسسة فكرية اسمها "Stiftung Neue Verantwortung" (مؤسسة مسؤولية جديدة). وعليه فإن الأخبار الكاذبة هي مشكلة حقيقية في الديمقراطيات ذات معايير التعليم المرتفعة أيضا.

وإلقاء نظرة يومية على شبكات التواصل الاجتماعي تكفي في الواقع لإدراك أنها تعج بالادعاءات الكاذبة والشائعات والمعلومات المضللة المتعمدة، معظمها الآن حول جائحة "كوفيد-19" واللقاحات المضادة لكورونا. ولذلك فلا عجب أن ثلثي سلسة مقالات "DW تتقصى الحقائق"، التي نشرتها DW في عام 2021 كانت مخصصة لهذا الموضوع.

هنا نستعرض عشرة من أكثر الأخبار الكاذابة فجاجة، والتي انتشرت على نطاق واسع هذا العام، عام 2021:

كلّا، اللقاحات المضادة لكورونا لا تصيب النساء بالعقم

زعمت العديد من مقاطع الفيديو أو الرسائل الإخبارية أن الأجسام المضادة، التي تشكلت بعد أخذ التطعيم يمكن ألا تلتصق فقط ببروتين سبايك بفيروس كورونا، ولكن أيضًا ببروتين مشابه يسمى سينسيتين -1. ويلعب هذا الأخير دورا في بناء المشيمة في الرحم. وإذا حدثت إعاقة لبروتين سينسيتين -1 عن طريق الاستجابة المناعية بعد التطعيم، فإن هذا يؤدي إلى العقم، بحسب حجة مروجي الإشاعات. لكن كلامهم خطأ.

بمساعدة البروفيسور أودو ماركرت، رئيس مختبر المشيمة في مستشفى جامعة ينا (Jena) بشرق ألمانيا، توصلت DW في أحد مقالاتها من سلسلة "DW تتقصى الحقائق" إلى أن التشابه بين البروتينين ضئيل جدا، بحيث لا يمكن للتطعيم أن يتسبب في العقم. كما استبعد علماء جمعية الخصوبة البريطانية العلاقة بين التطعيم ضد فيروس كورونا وبين الخصوبة.

كلّا، اللقاحات لم تتسبب في ظهور متحور دلتا

نظرًا لانتشار سلالات جديدة من فيروس كورونا مثل دلتا أو أوميكرون، تتزايد الادعاءات بأن تلك المتحورات تشجعها عمليات التطعيم التي تم تنفيذها.

وقد تعامل فريق تقصى الحقائق في DW بشكل مكثف مع السلالات المتحورة من كورونا، وخلص إلى أن الفيروسات تتحور باستمرار، وعادة ما تسود السلالة المتحورة الأقوى، أي الأشد عدوى مثلا. ووفقًا لآراء علماء فيروسات بارزين، فليس من تلقوا اللقاح هم السبب في نشأة أو انتشار أنواع جديدة من الفيروس، وإنما السبب هم الأشخاص المصابون غير المحصنين، الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة في البلدان ذات معدل التطعيم المنخفض.

أخبار زائفة حول اللقاح على مواقع التواصل الاجتماعي

كلّا، لقاحات "mRNA" لا تغير الحمض النووي البشري

اللقاحات الجديدة، مثل موديرنا وبيونتيك/ فايزر، التي تعتمد على مرسال الحمض النووي الريبوزي أو ما يعرف بـ"ام آر ان ايه" (mRNA)، يجري اتهامها مرارًا وتكرارًا من قبل مستخدمي الإنترنت أو من يسمون أنفسهم بخبراء، بأنها تغير في الحمض النووي لدى الإنسان أو ما يعرف اختصارا باسم "DNA" (دي ان ايه). لكن هذا خطأ. وباختصار، لقاحات "ام آر ان ايه" لا تصل إلى نواة الخلية، وهناك فقط يمكنها نظريا تغيير الحمض النووي.

التشابه بين المختصرين "DNA" و "RNA" يحدث بلبلة لدى كثير من الناس، وكلاهما مادة وراثية على نحو ما. لكن لكل واحدة منهما وظائف مختلفة: فمادة "RNA" مسؤولة عن بناء البروتينات في خلايا جسم الإنسان وفقًا لخطة الـ DNA الموجودة في نواة الخلية. وتتكون المادة الوراثية لفيروس SARS-CoV-2، أي فيروس كورونا المستجد، أيضًا من الحمض النووي الريبوزي.

ما هي تقنية الريبوزي المرسال؟

ويستخدم التطعيم هذا لجلب نُتفَة صغيرة من الفيروس إلى أجسامنا، أي جلب جزء من مرسال الحمض النووي الريبوزي، الذي يعمل كدليل لبناء بروتين سبايك غير الضار. ويتم تجميع هذا في الخلايا بعد التطعيم. وبهذا يتعلم الجسم الدفاع عن نفسه ضد الدخيل من خلال قدرته على بناء الأجسام المضادة المناسبة. وبالمناسبة، يرمز "mRNA" إلى "messenger RNA"، أي مرسال وليس لـ " مُحَوَّر" (modified) كما يزعم غالبًا أولئك الذين يعارضون اللقاحات.

بلى، أوغور شاهين مؤسس "بيونتيك" تلقى اللقاح

من بين كل الناس، يجري الزعم أن الرئيس التنفيذي لشركة "بيونتيك" أوغور شاهين، الذي شارك في إنتاج وتطوير أول وأنجح لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، يرفض التطعيم "لأسباب تتعلق بالسلامة".

وهذا الادعاء جرى نشره في أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2021، بما في ذلك عبر فيديو، على موقع YouTube وفي شبكات التواصل. وقد تم استخدام مقابلة أجرتها DW قبل عام مع أوغور شاهين كـ"دليل" على صحة الفيديو.

وفي الواقع، قال شاهين في المقابلة مع DW في ذلك الوقت إنه لا يزال غير محصن. لكن في وقت المقابلة (21 ديسمبر/ كانون الأول 2020) لم يكن بمقدوره تلقي التطعيم، فوفقًا لأولويات التطعيم المعمول بها في ألمانيا، لم يكن من حق شاهين، الذي كان عمره آنذاك 55 عاما، تلقي التطعيم.

أما الآن وبعد عام من المقابلة فإن أوغور شاهين تلقى التطعيم بالكامل (في يناير/ كانون الثاني 2021)، ليس هذا وحسب، بل إنه تلقى جرعة تنشيطية أيضا، كما أوضحت متحدثة باسم بيونتيك بناءً على استفسار من قبل DW.

وبعد أيام قليلة من نشر تقرير لـ"DW تتقصى الحقائق"، قام شاهين بنشر صورة لتطعيمه أرفق بها شرحا توضيحيا مناسبا.

 

كلّا، لم تطف 600 جثة تعود لأطفال في منطقة الفيضانات بألمانيا

وإذا تركنا وباء كورونا جانبا، فسنجد أيضا معلومات زائفة وأخبارا مضللة انتشرت في مواقع التواصل كالنار في الهشيم. فقد رافق الفيضانات القاتلة في غرب ألمانيا منتصف يوليو/ تموز 2021 فيضان من الرسائل الإخبارية الكاذبة والمعلومات الزائفة.

وأحد أكثر هذه الأخبار الكاذبة عبثية كان يتم تداوله خارج ألمانيا على وجه الخصوص، حيث جرى الزعم أن 600 جثة لرضع وأطفال جرفتها المياه في منطقة الفيضانات. وتم استخدام مقطع من تقرير تلفزيوني لمحطة "n-tv" الإخبارية الألمانية كدليل على ذلك. وكان مراسل المحطة قد تحدث في جملة واحدة عن التجارب المؤلمة التي عاشها سكان في منطقة الكارثة، زعموا أنهم وجدوا جثث أطفال جرفتها المياه داخل منازلهم.

ولم يرد ذكر لعدد 600 جثة طفل ورضيع في المقطع. ولم يتم الإبلاغ عن جثث بهذا العدد، وفقًا للشرطة، حتى وإن كان بعض الأطفال قد راحوا ضحايا لتلك الفيضانات. ومع ذلك، استمر كثير من الأشخاص المصدومين في مشاركة الخبر الكاذب؛ على الرغم من دحضه منذ فترة طويلة من خلال تقارير تقصي الحقائق كتلك التي نشرتها DW.

كلّا، هذه الطفلة لم تمت في النزاع بين إسرائيل وغزة

كما تم التلاعب بمشاعر الناس خلال تصعيد الصراع بين إسرائيل وغزة في مايو/ أيار 2021. وقد جد فريق تقصي الحقائق في DW عدة حالات تم فيها استخدام صور مفجعة للأطفال لتشويه سمعة الجانب الآخر. ومع أن بعض الصور كانت أصلية فعلا، إلا أنها جاءت من صراعات أخرى أو يعود تاريخها إلى عدة سنوات مضت.

وكانت حالة واحدة مختلفة تمامًا: فهذه الطفلة (التي تظهر في الصورة على اليمين)، طبقا لمنشورات في مواقع التواصل، قتلت في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة. بيد أنه باستخدام عملية البحث العكسي عن الصور، تمكنت DW من إثبات أن الصورة تظهر بالفعل طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات من روسيا، نشرت والدتها صورتها على موقع إنستغرام قبل بضع سنوات (الصورة على اليسار). والطفلة مازالت على قيد الحياة، ووفقًا لإنستغرام أصبح لها شقيق أو شقيقة مؤخراً.

تقصي الحقائق، صورة قديمة لطفلة روسية زعم أنها لطفلة فلسطينية في مايو/ أيار 2021
استخدم كثير من رواد تويتر صورة صورة قديمة طفلة الروسية (على اليسار) على أنها طفلة فلسطينية قتلت في هجمات إسرائيلية على القطاع في 2021

كلاّ، صور المعارك هذه ليست حقيقية وإنما ألعاب كمبيوتر

كما تم نشر معلومات مضللة وأخبار زائفة أيضا عندما وصلت طالبان إلى السلطة من جديد في أفغانستان. فعلى سبيل المثال، اتضح أن إطلاقًا مزعومًا للنار على طائرة باكستانية من قبل مقاتلي المقاومة في وادي بنجشير، والذي تم نشره على موقع تويتر، وكان يهدف إلى إثبات تورط باكستان، كان مزيفا في الواقع، إذ اتضح أنه مقطع فيديو من لعبة كمبيوتر اسمها "أرما 3".

فيديو كاذب انتشر في تويتر عن معارك في أفغانستان في خريف 2021، سبق وأن انتشر في انستغرام قبل ذلك بأعوام.
على اليسار الفيديو الكاذب حول معارك مزعومة في أفغانستان انتشر على موقع تويتر في خريف 2021، وعلى اليمين نفس الفيديو وقد سبق ذلك بسنوات نشره على موقع انستغرام. صورة من: Twitter/Instagram

كلا، راينر فينكلارسون ليس منفذ اعتداء كونغسبرغ

الأخبار الكاذبة يمكن أن تلحق الأذى بالأشخاص المقصودين وتضر بسمعتهم بشكل خطير. وكان على اليوتيوبر الألماني راينر فينكلار (وليس فينكلارسون) أن يكتشف ذلك أكثر في أكتوبر/ تشرين الأول. فبعد وقت قصير من الهجوم الذي وقع في كونغسبرغ بالنرويج، والذي قتل فيه رجل مسلح بقوس وسهام خمسة أشخاص، نشر شخص ما على تويتر اسم وصور القاتل المزعوم قائلا إنه "راينر فينكلارسون".

وقد تم الزعم أن فينكلارسون أظهر مهاراته في الرماية على موقع "يوتيوب" قبل أيام من الهجوم وأعلن عن تنفيذ تلك الأفعال، حسبما زعمت حسابات على موقع تويتر. وقد تبنت عدة وسائل إعلام دولية هذه المزاعم دون التحقق منها. لكن استقصاءً قامت بـ DW أظهر كيف تم إقحام اسم فينكلار بزعم أنه القاتل وما هي الحيل التي تم استخدامها في ذلك.

فراينر فينكلار نفسه هو ضحية للكراهية والتحريض على شبكة الانترنت وفي العالم الحقيقي منذ سنوات. فالهجمات في ميونيخ عام 2016 وأوتريخت عام 2019، تم ربط اسمه بها زورًا وبهتانًا، وقد ذكرت وسائل إعلام ذلك أيضا بناء على أخبار كاذبة.

كلا، أنالينا بيربوك لم ترد قط منع الحيوانات المنزلية

كما هو متوقع، كانت أيضا الانتخابات البرلمانية الألمانية في سبتمبر/ أيلول هدفًا لحملات التضليل والتزوير عبر ملصقات دعاية انتخابية مزيفة واقتباسات ملفقة وادعاءات كاذبة حول التصويت بالبريد. والمتضرر من ذلك كله بشكل خاص كان حزب الخضر.

ووفقًا لتحقيق أجرته منظمة "Avaaz" (آفاز) غير الحكومية، كانت مرشحة لحزب الخضر للمستشتارية أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية حاليا، هي الهدف الأكثر شيوعًا للمعلومات المضللة.

فقد استهدفتها 72 في المائة من جميع الأخبار الكاذبة حول المرشحين لمنصب المستشار. وقد جرى الزعم أن بيربوك أعلنت أنها ستحظر تربية الحيوانات المنزلية لأنها تطلق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. والحقيقة هي أن بيربوك لم تقل ذلك قط، ولا يوجد أساس لمثل هذه الادعاءات في برنامج حزب الخضر أيضًا.

أجل، التغيير المناخي سببه الإنسان

بينما تظاهر الكثير من الشباب من أجل المزيد من الحماية للمناخ في عام 2021، وبينما كذلك حقق العالم نجاحًا جزئيًا على الأقل في مؤتمر المناخ العالمي في غلاسكو، استمر المشككون في نشر حكاية أن الاحتباس الحراري ليس من صنع الإنسان وإنما عملية طبيعية تمامًا. لكن هذا الافتراض خاطئ، فالغالبية العظمى من العلماء متفقون على أن تغير المناخ ناجم عن البشر.

صحيح أن الأرض شهدت فترات أكثر دفئًا وبرودة في تاريخها، إلا أنه منذ بداية دراسة التغيرات في درجات الحرارة على الكوكب، وجد الباحثون أنه منذ ثمانينيات القرن الماضي فصاعدًا، يحدث الاحترار بشكل أسرع من ذي قبل. ويرجع الارتفاع الحاد المفاجئ في درجة حرارة الكوكب في القرن العشرين إلى انبعاثات غازات الدفيئة، التي يتسبب فيها الإنسان، والتي نمت بشكل كبير بسبب استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة للصناعة.

تيتيانا كلوغ/ ص.ش