حزب الخضر الألماني: كلام الرئيس فولف عن المسلمين والأتراك واقعي
١٩ أكتوبر ٢٠١٠بمناسبة زيارة الرئيس الألماني كريستيان فولف الرسمية الأولى إلى تركيا رحّب رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر المعارض يورغن تريتين بالتصريحات الإيجابية التي سبق للرئيس الألماني أن أدلى بها في الذكرى العشرين للوحدة الألمانية في موضوع المسلمين والهجرة والاندماج في المجتمع الألماني وحضّه على تشجيع المسؤولين الأتراك على مواصلة نهج الديمقراطية والتحديث والتقرب من أوروبا.
"كلام فولف اعتراف بالواقع المعاش"
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "دويتشلاند فونك" الألمانية قال تريتين إن فولف أوضح في خطاب الوحدة بأنه كرئيس للبلاد يتفهم كل مواطن له جذور أجنبية أو تركية يأتي إلى ألمانيا بقناعات دينية كمسلم ويصبح مواطنا ألمانيا مؤكدا أنه يعتبر نفسه رئيسا أيضا لهؤلاء المسلمين المهاجرين. ورأى تريتين أن لا حاجة للرئيس الألماني لتبرير نفسه أمام الرأي العام التركي إذا قارن أقواله بأقوال أعضاء آخرين في الحكومة الألمانية في تلميح واضح إلى تصريحات بعضهم السلبية وبينهم المستشارة أنغيلا ميركل.
وعما إذا كان كلام تريتين هذا يعني دعما كاملا للرئيس فولف المنتمي إلى الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم قال رئيس الكتلة النيابية للخضر، إنه يعتبر كلام فولف "اعترافا بالواقع الذي نعيشه منذ عشرات السنين". وأضاف "نحن بلد هجرة منذ زمن بعيد، لكننا أصبحنا أيضا من جديد ـ حتى ولو أن (رئيس حكومة ولاية بافاريا هورست) زيهوفر لا يعي ذلك تماما ـ بلد هجرة معاكسة حيث الذين يغادروه أكثر من أولئك الذين يأتون إليه". ورأى ترتين أن رسالة الرئيس فولف في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر الحالي عكست هذه الواقعية والقضايا المعقدة لمجتمع يتواجد فيه أناس من أصول مختلفة، والسعي إلى إيجاد حلول مناسبة.
"تركيا حققت شروطا عدة وعليها بذل المزيد من الجهد"
وعن جهود تركيا للإنضمام إلى الاتحاد الأوروبي والحد الذي وصلت إليه على طريق اكتساب العضوية فيه قال تريتين إن تركيا "حققت العديد من الشروط وأثبتت أنها بلد ينمو بسرعة كبيرة ومثيرة للانتباه، أيضا على الصعيد الاقتصادي". وإذ أشار إلى أن ذلك ساعد على حلّ القطاع الاقتصادي الحكومي الذي يهيمن عليه العسكر، لفت إلى أنه لا يزال على تركيا بذل المزيد من الجهد في مجال القضاء وحقوق الإنسان. كما أوضح أنها لم تحل حتى اليوم مشكلة الأقليات فيها، خصوصا المشكلة الكردية.
وأضاف أن لتركيا "وجهات نظر مختلفة مع الاتحاد الأوروبي كما في قضية قبرص علما أن هذه المسائل لا يمكن حلّها بين ليلة وضحاها، ولكنها ممكنة الحل بالتأكيد". وزاد أن محاولة حلّها أدى إلى تطورها ديمقراطيا بفضل أفق انتسابها إلى الاتحاد الأوروبي ودينامكية التغيير الكبيرة الحاصلة فيها.
"من يدعو لوقف الانضمام يخدم التطرف"
وعن محاذير ازدياد تأثير الإسلاميين المتشددين في تركيا الذي ينعكس على زيادة تحجب المرأة ومنع شرب الخمر في البلاد وتعارض ذلك مع قيم الاتحاد الأوروبي قال رئيس الكتلة النيابية لحزب الخضر إن من أسس الاتحاد الأوروبي احترام قيمه وقواعده المرسومة التي تعتبر المعيار الأهم. وأضاف: "كيف ستتصرف تركيا في هذه العملية المتضمنة تناقضات بالطبع، وكيف ستتطور حيث أن الخوف من الحداثة يؤدي إلى تراجع ونكسات، أمر لا يمكن معرفته اليوم، ولهذا فانها مسألة على تركيا اتخاذ القرار فيها وتحديد ما إذا كانت تريد السير في اتجاه أوروبا والقيم الأوروبية". وتابع تريتين أن من يدعو اليوم إلى وقف عملية الانتساب عليه أن ينظر إلى السرعة التي ستتطور فيها الراديكالية في هذا البلد، الأمر الذي لن يكون في مصلحة أوروبا أو الغرب وصدقيتهما.
وأردف ترتين أن هذا ما دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الحث على متابعة عملية تقارب تركيا مع الاتحاد الأوروبي، وهذا لا يتم إلا من خلال الابقاء على أفق الانتساب، والابقاء على الافق المذكور لا يعني أن تركيا حققت كل الشروط المطلوبة منها.
توبياس أرمبروستر/اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند