1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حتى لمزدوجي الجنسية.. "لا طريق للخروج" من غزة!

١ نوفمبر ٢٠٢٣

مع دخول حرب حماس وإسرائيل أسبوعها الرابع، لا تزال المعابر مغلقة أمام الفلسطينيين الراغبين في الفرار. أما مزدوجو الجنسية، فيشعرون بأنه تم التخلي عنهم، بينما ذووهم خارج قطاع غزة يشعرون بالعجز.

https://p.dw.com/p/4YEiY
يشهد معبر رفح على الجانب الفلسطيني تكدسا مع تصاعد الصراع بين حماس وإسرائيل
يشهد معبر رفح على الجانب الفلسطيني تكدسا مع تصاعد الصراع بين حماس وإسرائيلصورة من: Fatima Shbair/AP Photo/picture alliance

في لهفة وبفارغ الصبر، تعيش آسيا مذكور على أمل تلقي اتصال هاتفي يخبرها بأن معبر رفح الحدودي مع مصر بات مفتوحا حتى تتمكن من مغادرة قطاع غزة.

وتعيش آسيا، وهي أم لطفلين وتحمل الجنسية الكندية، مع أسرتها في القطاع منذ عام 2014 فيما انتقلت منذ بدء الصراع إلى العيش قرب مدينة رفح الفلسطينية.

وفي مقابلة مع DW عبر الهاتف، تقول آسيا: "تلقيت اتصالا قبل أسبوعين من السلطات الكندية لإبلاغي بـأن معبر رفح ربما سيتم إعادة فتحه، وأننا يجب أن نذهب إلى المعبر على مسؤوليتنا الخاصة. لكن لم يحدث شيء فالمعبر مازال مغلقا، لذا نشعر بالوحدة وكأن لا أحد يرغب في مساعدتنا."

وليست آسيا الوحيدة في هذه  المعاناة  إذ لم تتمكن أي دولة من إجلاء رعاياها من القطاع بمن فيهم الفلسطينيون الذين يحملون جنسيات أخرى.

ويقول مسؤولون ألمان إن مئات الفلسطينيين ممن يحملون جواز السفر الألماني يعيشون في غزة، لكن دون إعطاء أرقام محددة. في المقابل كشف البيت الأبيض أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن تباحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول ضرورة ضمان مغادرة الرعايا الأجانب والفلسطينيين من مزدوجي الجنسية.

ويعد معبر رفح المنفذ الرئيسي والوحيد لسكان غزة على العالم الخارجي خاصة بعد أن أغلقت إسرائيل معبري ايرز وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي وقرابة 239 رهينة في غزة.

وفي ردها، شنت إسرائيل غارات استهدفت قطاع غزة حيث أفادت السلطات الصحية هناك بمقتل أكثر من 8000 شخص جراء القصف الإسرائيلي.

لكن معبر رفح ما زال موصد الأبواب منذ أن شددت إسرائيل حصارها على القطاع حيث لم يسمح إلا لبعض الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية من الجانب المصري.

تزامن هذا مع توسيع إسرائيل عملياتها البرية والغارات الجوية في القطاع.

كثفت إسرائيل من قصفها لقطاع غزة مع توسيع عملياتها البرية
كثفت إسرائيل من قصفها لقطاع غزة مع توسيع عملياتها البريةصورة من: Abed Khaled/AP Photo/picture alliance

يذكر أن حركة  حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

"قصف متواصل"

وتقول آسيا إنها كانت تعيش في شمال مدينة غزة  قرب الحدود الإسرائيلية، لكن على وقع الحرب، انتقلت عائلتها إلى فندق بوسط مدينة  غزة  وهي منطقة كانت تعتبر آمنة نسبيا خلال موجات الصراع السابقة بين إسرائيل وحماس.

بيد أنه مع تجدد الصراع، أبلغ الجيش الإسرائيلي نزلاء الفنادق بضرورة الإخلاء مع مطالبة سكان شمال غزة بالتوجه جنوبا.

وكباقي الغزوايين، اضطرت آسيا إلى الانتقال إلى مدينة رفح الفلسطينية في أقصى جنوب القطاع حيث أقامت أسرتها مع أقاربهم، ورغم النزوح عن منازلهم، لم تشعر العائلة بأي أمان.

وتضيف قائلة: "كانت الليلة الماضية كالجحيم، إنها الأسوأ منذ مجيئنا إلى مدينة رفح حيث استمر القصف المدفعي بلا توقف، لدرجة إننا نشعر بأن البيت يهتز جراء عمليات القصف القريبة. لا يمكن وصف حالة الرعب".

ومع اضطرارها إلى قبول خيار مغادرة القطاع مع إعادة فتح معبر رفح، تشعر بالقلق حيال مصير سكان القطاع ممن لا يحملون جنسيات أخرى.

وفي ذلك، تقول آسيا "أشعر بالأسف لأن كثيرين يطلبون مني مساعدتهم بسبب كوني من مزدوجي الجنسية، لكن لماذا لا يهتم بهم العالم؟"

"أرواحنا في غزة"

وفي البلدة القديمة في  القدس الشرقية  التي ضمتها إسرائيل، يشعر الفلسطيني عز الدين بخاري بقلق عميق على مصير شقيقته وأقاربه ممن يعيشون في غزة.

ويقول "نحن في حالة قلق شديدة بشأن ما يحدث في غزة. عقولنا وأرواحنا هناك. عندما تحين الساعة السابعة صباحا، نشعر بالقلق لأننا ننتظر اتصالات من عائلتي. الأمر في غاية الصعوبة".

ويشير إلى أن معظم أفراد عائلة والدته يعيشون في غزة، لكنه لم يتمكن من زيارتهم منذ أكثر من 16 عاما.

الجدير بالذكر أنه من الصعب على الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة الحصول على تصاريح من السلطات الإسرائيلية لدخول غزة.

ويقول بخاري إن أقاربه كانوا يعيشون في حي الرمال الراقي بوسط مدينة غزة، لكنه تتضرر بشدة جراء القصف، مضيفا "قُتلت عمتي في (حي) الرمال بعد فشل ثلاث محاولات للإخلاء بسبب ضرارة الغارات، لذا اضطرت للعودة إلى المنزل".

ويضيف: "يتنقل الناس من مكان إلى آخر، على أمل أن يوفر لهم ذلك أي شعور بالأمان"، مشيرا إلى أن معظم أقاربه انتقلوا إلى جنوب قطاع غزة. لكن التواصل معهم بات أكثر صعوبة جراء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للاتصالات.

ويواصل قائلا: "تمتلك شقيقتي أكثر من شريحة اتصال وهي تحاول الاتصال بنا ونحن نتصل بها في أوقات مختلفة. في بداية الحرب، كانت هناك اتصالات معها، الآن أصبحت وتيرة الاتصالات أقل، لكن علينا الاستمرار".

الجدير بالذكر أن  الجيش الإسرائيلي  قام بتوسيع عملياته البرية منذ الجمعة الماضية ما أدى إلى تعطيل شبكات الهاتف والانترنت إلى حد كبير، بيد أنها عادت للخدمة مجددا.

وفي نبرة يعتصرها الآسى، تقول آسيا "حياتنا في غزة لن تعود إلى سابق عهدها. كل ما نأمله هو البقاء على قيد الحياة."

تانيا كريمر – القدس / م. ع/ ع.غ