1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوكرانيا ـ نزع الألغام بدعم ألماني بالمال والمعدات والخبرات

٢٨ سبتمبر ٢٠٢٢

بسبب الحرب في أوكرانيا تحولت الكثير من المناطق إلى حقول ألغام، الأمر الذي بات يشكل تهديدا خطيرا للسكان حاضرا ومستقبلا. وتساهم عدة جهات ومنظمات غير حكومية في إزالة هذه الألغام، وتدعم ألمانيا بالمال والمعدات والخبرات.

https://p.dw.com/p/4HPHA
حملات للكشف عن الألغام ونزعها في أوكرانيا (16/9/2022)
حملات للكشف عن الألغام ونزعها في أوكرانيا صورة من: Juan Barreto/AFP

 

قالت مايري كننغهام، الخبيرة في منظمة "هالو ترست" البريطانية الخيرية لإزالة الألغام، إن الهدوء والسلام الذي يعم الغابات حول مدينة بروفاري الأوكرانية لا يعكس الواقع. 

وأضافت، في مقابلة هاتفية مع DW بعد تفقدها المدينة لساعات قليلة، "هذه المنطقة في شمال شرق كييف ذات اللون الأخضر تتمتع بالسلام حيث لا يمكن رؤية أي آثار للحرب لدرجة شعرت أنني كنت في مكان بعيد عن  الحرب في أوكرانيا ."

بيد أن الألغام منتشرة منذ اندلاع القتال في المنطقة أواخر مارس / آذار الماضي حيث تمكن الجيش الأوكراني من صد تقدم للدبابات الروسية استهدف العاصمة. ومن ذلك الحين، ما زالت الألغام موجودة في المنطقة.

وفي ذلك، قالت كننغهام  – التي تراس برنامج أوكرانيا في منظمة "هالو ترست"- إن التهديد "قاتل"، مضيفة أن خبراء المنظمة تمكنوا من إزالة الألغام  من بعض المناطق لتمهيد الطريق أمام عودة الناس والأمور إلى طبيعتها، لكنها أكدت "أن حجم المشكلة كبير."

ومن أجل الإسراع في عملها، توظف المنظمة 480 شخصا في أوكرانيا يشاركون في جهود المسح عن الألغام والمتفجرات عن طريق أجهزة الكشف عن المعادن في كل شبر في المنطقة فضلا عن قيامهم برسم خرائط وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة.

وتخطط المنظمة إلى زيادة عدد الموظفين في أوكرانيا إلى أكثر من 1200 شخص.

مايري كننغهام الخبيرة في منظمة "هالو ترست" التي تشارك في جهود إزالة الألغام في أوكرانيا (21/9/2022)
مايري كننغهام، التي تقود جهود منظمة "هالو ترست" في إزالة الألغام في أوكرانياصورة من: Halo Trust

وأضافت إن "فريق المنظمة في  أوكرانيا  عازم على دعم جهود الأعمار وإعادة بناء المجتمع رغم استمرار الصراع، لكن لا يمكن انجاز هذا العمل من دون دعم دولي."

دعم مالي سخي من ألمانيا

وفي هذا السياق، قالت كننغهام إن المساعدات المالية المقدمة من ألمانيا  تلعب دورا رئيسيا، إذ قدمت برلين  8.4 مليون يورو أي ما يعادل 8.14 مليون دولار لدعم جهود وبرامج إزالة الألغام منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وفقا لما ذكره الناطق باسم الخارجية الألمانية في تصريح لـ DW.

وأضاف الناطق أن الجزء الأكبر من المساعدات المالية – قرابة 6 مليون يورو-  سوف يذهب إلى منظمة "هالو ترست" فيما ستحصل منظمات أخرى مثل منظمة "هانديكاب انترناشونال" الفرنسية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على مساعدات مالية. 

وشدد على أن الخارجية الألمانية متأهبة لحقيقة مفادها أنه سوف يكون هناك حاجة كبيرة للدعم على المدى الطويل.

وخلال زيارتها كييف في العاشر من سبتمبر / أيلول، تفقدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك حقل ألغام قرب العاصمة جرى تطهيره من قبل منظمة "هالو ترست".

وقالت بيربوك في حينه إنه "المهم أن تستمر الحياة على أرض الواقع".

خلال زيارتها كييف، تعهدت وزيرة الخارجية الألمانية بتقديم دعم لجهود إزالة الألغام (10/9/2022)
خلال زيارتها كييف، تعهدت وزيرة الخارجية الألمانية بتقديم دعم لجهود إزالة الألغامصورة من: Thomas Trutschel/photothek/IMAGO

جهود أوكرانية تطلب دعم ألمانيا

وتنخرط في جهود إزالة الألغام منظمات أوكرانية غير حكومية مثل "الجمعية الأوكرانية لنزع الألغام" لضمان استمرار الحياة.

وفي مقابلة مع DW عبر الهاتف، قال رئيس الجمعية، تيمور بيستريوها، إنه في الوقت الحالي، يعمل خبراء الألغام "في منطقتي بوتشا وتشرنيهيف"، مضيفا أنه يعمل في المنظمة 20 شخصا من عمال إزالة الألغام.

لكنه شدد على ضرورة زيادة عدد الموظفين بسبب  انتشار الألغام على مساحات كبيرة،  مضيفا "نتلقى بشكل يومي طلبات من أشخاص يرغبون في العمل في مجال إزالة الألغام، لكن الأمر يتعلق بالمال إذ ليس بمقدورنا توظيف الجميع".

ودعا الحكومة الألمانية إلى دعم المنظمات الأوكرانية غير الحكومية مثل "الجمعية الأوكرانية لنزع الألغام" وألا يقتصر الدعم على المنظمات الدولية الكبيرة مثل "هالو ترست".

وأضاف أن العاملين في المنظمة التي يرأسها يفتقرون إلى أجهزة الكشف عن المعادن، مشيرا إلى أن ألمانيا تصنع افضل المعدات.

Infografik Karte Minen in der Ukraine AR

ومن أجل التأكيد على ضرارة المشكلة، أشار بيستريوها إلى خريطة توضح أنه جرى مسح ما يقرب من 139 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في أوكرانيا بحثا عن الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة وذلك في الفترة حتى الثامن من سبتمبر / أيلول الجاري.

وتعادل هذه المنطقة مساحة اليونان فيما يقول الخبراء إن الألغام ليست مزروعة فقط في الحقول والغابات حيث قام جنود الروس بتفخيخ أبواب المنازل والغسالات وحتى ألعاب الأطفال.

وتعمل منظمات إنسانية متخصصة في إزالة الألغام في المناطق التي لم يعد فيها قتال إذ أن الوحدات العسكرية تعد مسؤولة عن إزالة الألغام قرب الخطوط الأمامية.

وتعتزم ألمانيا زيادة دعم جهود إزالة الألغام  في أوكرانيا حيث من المقرر أن يحضر حوالي 20 جنديا أوكرانيا دورات عسكرية في مجال إزالة والتخلص من الذخائر المتفجرة في ألمانيا.

وقالت وزيرة الدفاع كريستين لامبرخت إن الجيش الألماني ينوي توفير إمكانيات لكي "تتمكن أوكرانيا من خوض معركتها ضد الاستخدام المثير للاشمئزاز لمثل هذه الأسلحة أعنى الألغام والعبوات الناسفة".

العمل يتطلب عقودا من الزمن

ولم يُعرف حتى الآن المواد التي سوف يقدمها الجيش الألماني في هذا الصدد، وعزا ذلك الناطق باسم الجيش إلى الأسباب الأمنية.

يشار إلى أن الحكومة الألمانية قد أعلنت عن تسليم أربعة أجهزة لإزالة الألغام يتم التحكم فيها عن بعد إلى الجانب الأوكراني.

ومن بين الأجهزة يأتي الروبوت "تيودور" صغير الحجم والمتخصص في تفكيك العبوات الناسفة حيث يتمتع بقدرات عالية بقدرات عالية إذ يمكنه حمل 100 كيلوغرام رغم صغر حجه فضلا عن قدرته في نزع العبوات الناسفة في المناطق المغلقة والمباني.

يتمتع الروبوت "تيودور" بقدرات كبيرة في إزالة المتفجرات (28/9/2022)
يتمتع الروبوت "تيودور" بقدرات كبيرة في إزالة المتفجراتصورة من: Alexander Koerner/Getty Images

وتعاني أوكرانيا من انتشار الألغام حتى قبل الغزو الروسي بسبب الحرب العالمية الثانية  والمعارك المستمرة في إقليم دونباس منذ عام 2014.

وإزاء ذلك، لا يستطيع الخبراء تحديد عدد الألغام، لكنهم يؤكدون أن العمل على إزالة الألغام سوف يستغرق سنوات طويلة.

وفي سياق متصل، قالت كننغهام إنه يتعين على المجتمع الدولي "معرفة أن هناك تحديا غير مسبوق يلوح في الأفق ما يتطلب استثمارات طويلة الأجل".

نينا ويرخويزر وبيتر هيل / م ع