1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

جدري القرود.. دول عربية تتأهب ومخاوف من قيود على التنقل

علاء جمعة
٢٣ مايو ٢٠٢٢

مع تزايد التحذيرات العالمية من رصد حالات متزايدة لأشخاص مصابين بجدري القرود، تتأهب دول عربية لمراقبة حدودها وفرض إجراءات لرصد المرض. وفيما أعلن المغرب رصد 3 حالات يشتبه في إصابتها بجدري القرود، يخشى البعض من إغلاق جديد.

https://p.dw.com/p/4Bk2R
جدري القرود أعراض
تتأهب دول عربية لرصد انتشار المرض وسط تسجيل حالات ظهوره عالميا صورة من: CDC/Getty Images

مع زيادة مخاوف انتشار مرض جدري القرود (القردة)، تسود حالة تأهب واستعداد في الدول العربية، والدول المجاورة، خاصة أنه لم تثبت لغاية الآن أية إصابة داخل أية دولة عربية. وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت دول العالم إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات ضد المزيد من الانتشار لمرض جدري القرود.

وذكرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في جنيف أن "تحديد الحالات المؤكدة والمشتبه بها لجدري القرود، بدون أي تاريخ سفر، لمنطقة موبوءة في العديد من الدول يعد أمرا غير معتاد، وبالتالي، هناك حاجة ملحة لزيادة الوعي بشأن جدري القرود وإجراء اكتشاف شامل للحالات والعزل (يتم تقديمه مع رعاية داعمة) ورصد المخالطين ورعاية داعمة للحد من انتقال المرض في المستقبل".

لبنان تعلن وتونس تنفي

وكانت أنباء تحدثت عن وجود إصابة بجدري القرود في ولاية قابس بيد أن السلطات الصحية التونسية نفت وجود أية إصابة، وأكدت خلو المنطقة من إصابات بالمرض لغاية الساعة. 

وأكد المدير الجهوي للصحة بقابس رياض الشاوش عدم تسجيل أية إصابة بمرض جدري القرود بالجهة لا في إحدى المصحات الخاصة ولا في المؤسسات الصحية العمومية. ونقلت اذاعة "ديوان أف أم" عن الشاوش توضيحه، بأن ما تم ترويجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي عار عن الصحة.

وفي لبنان تحدثت عدة مصادر إخبارية لبنانية محلية عن وجود حالتي إصابة مشتبه بهما. ووفقا للمصادر الإخبارية فإنه لم يتم تأكيد الإصابة بجدري القرود، بيد أن هناك احتمالية لذلك، حيث تم رصد الإصابات في جنوب لبنان، لمسافرين لبنانيين عائدين من أفريقيا.

من جهتها أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإمارات عن جاهزية القطاع الصحي للتعامل مع جدري القرود من خلال الاستعداد الاستباقي للرصد والتقصي المبكر، وذلك بعد ظهور عدة تقارير حول اكتشاف حالات في عدد من دول العالم.

وقالت الوزارة، في بيان صحفي أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام )، إن الإصابة بالمرض تكون عادة خفيفة ولكن يمكن أن يكون المرض شديداً في نسبة محدودة من الحالات.

ونوهت إلى أن فترة حضانة المرض تتراوح بين 7 إلى 14 وقد تمتد إلى 21 يوما وفترة العدوى من شخص إلى آخر تبدأ من بعد ظهور الطفح الجلدي والذي يظهر عادة بعد حوالي ثلاثة أيام من الإصابة بالحمى، وقد تصاحب المرض أعراض مثل إرهاق، صداع وانتفاخ في الغدد اللمفاوية.

وبادرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بدراسة وتقييم خطر الوباء محلياً وفق حجم السفر الدولي وإصدار تعميم للكوادر الطبية العاملة بالدولة للعمل على اكتشاف الحالات والإبلاغ عنها للجهات الصحية المعنية، لافتة إلى تطوير آليات التشخيص المختبري للحالات المشتبه بها بالسرعة المطلوبة.

وقام الفريق التقني الاستشاري لمكافحة الجائحات في الامارات بإعداد دليل الترصد والاكتشاف المبكر للمرض وإدارة الحالات المصابة إكلينيكيا والإجراءات الاحترازية، مشيرة إلى تعزيز الترصد الوبائي لضمان سرعة اكتشاف الحالات والعمل على عدم الانتشار المحلي لهذا الفيروس حيث إنه الطريقة المثلى للوقاية من انتشار المرض.

كما أعلنت كل من سلطنة عمان والكويت وقطر عدم تسجيل أية إصابات لغاية الآن. ونشرت وزارة الصحة الكويتية أن بلادها اتخذت على المعابر الحدودية المزيد من الإجراءات الاحترازية للكشف عن المرض ورصده.

في حين أعلنت الأردن أن الأجهزة الصحية تراقب تطور الأوضاع العالمية، مؤكدة خلو البلاد لغاية الساعة من أية إصابة، أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر متابعتها الدقيقة للوضع الوبائي المتعلق بفيروس "جدري القردة" المنتشر في عدد كبير من الدول الأوروبية.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان حسام عبد الغفار أنه لا توجد حتى الآن أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بالفيروس، حيث إنّه لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة.

ودق مسؤولو الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد الإصابات بجدري القرود في أوروبا ومناطق أخرى، وهو نوع من الإصابة الفيروسية الأكثر شيوعا في غرب ووسط القارة الأفريقية.

وقالت منظمة الصحة العالمية أنها تتوقع اكتشاف المزيد من الإصابات بجدري القرود بينما توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة، وأنها ستقدم المزيد من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للبلدان بشأن كيفية الحد من انتشار المرض.

اقتراب موسم الحج

ومع اقتراب التسجيل لموسم الحج، أعلنت السلطات السعودية بدورها عدم تسجيل أي حالة إصابة بمرض جدري القرود، لغاية الآن، وغردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية نقلا عن الوزارة تأكيدها جاهزيتها "للرصد والتقصي والتعامل مع الحالات في حال ظهور أي حالة".

وأشارت الصحة إلى جاهزيتها التامة للرصد والتقصي والتعامل مع الحالات في حال ظهور أي حالة، لافتة الانتباه إلى أن جميع الفحوصات الطبية والمخبرية متوفرة.

وحثت الوزارة الجميع على الحرص باتباع السلوكيات الصحية، والإرشادات التوعوية التي تصدر عنها وعن هيئة الصحة العامة (وقاية)، كذلك في حالة السفر لخارج المملكة التعرف على الإجراءات الوقائية اللازمة، خصوصاً في الدول التي تم رصد المرض فيها.

وتستعد المملكة لاستقبال نحو مليوني حاج هذا الموسم في الثلث الأول من شهر يوليو/ تموز المقبل. ولفتت الوزارة إلى أن جميع الفحوصات الطبية والمخبرية متوفرة، وكشفت عن أنها أصدرت دليلاً إرشادياً للممارسين الصحيين، وقالت إن لديها خطة وقائية وعلاجية متكاملة للتعامل مع مثل المرض في حال ظهور أيّة حالة.

وفي المغرب أفادت وزارة الصحة والحماية الإجتماعية المغربية مساء الاثنين (23 مايو/ ايار 2022) أنها رصدت ثلاث حالات
اشتباه إصابة بجدري القرود. وذكرت أن الحالات "توجد في صحة جيدة، وتحت الرعاية الصحية والمراقبة". وأضافت أنها "خضعت للتحاليل الطبية وفي انتظار النتائج".

وكان مصدر مسؤول بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية قد أكد في وقت سابق لهسبريس أن السلطات الصحية لم ترصد إلى حدود اللحظة أي حالة إصابة بفيروس "جدري القرود" بالمغرب، موضحا أن المصالح المعنية تقوم بالمراقبة اللازمة في هذا الإطار.

وكشف المصدر أن مصالح المراقبة الصحية، التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تقوم بعمليات المراقبة الصحية بشكل دوري على مستوى جميع المطارات والموانئ والمعابر الحدودية، وذلك من أجل الكشف المبكر عن أي حالة واردة والحد من انتشار المرض الفيروس بالمملكة.

كما أكدت الجزائر بدورها خلوها من هذا المرض لغاية الآن. بيد أن صحيفة الشروق الجزائرية رأت أن  الجزائر برأي عديد المختصين من الدول المهددة بظهوره وانتشار عدواه لانفتاح حدودها البرية والجوية مع الدول التي سجلت فيها أولى الإصابات، خاصة الأوروبية التي ترتفع معها الحركية السياحية والتجارية مع بداية موسم اصطياف سيكون استثنائيا بعد 3 سنوات من الغلق.

ونقلت الصحيفة خشية الجزائريين من إغلاق آخر للبلاد، خاصة مع توقع حدوث حركة نشطة للمغتربين القادمين، بعد فترة طويلة من الاغلاق بسبب كورونا.

بدوره أكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، د.كمال الشخرة، أنه لم تسجل لغاية الآن أية إصابة بجدري القرود، مشيراً إلى أن هذا النوع من الجدري أقل خطورة وانتشاراً من  الجدري، داعية المواطنين إلى عدم القلق. وأضاف أنه "لم تسجل أي إصابة بالمرض، وهناك متابعة لكل الحالات القادمة من الخارج".

ونوهت الوزارة إلى أن أعراض جدري القرود تشمل: طفح جلدي مع بثور - على الوجه واليدين والقدمين والعين والفم والأعضاء التناسلية، الحمى، الصداع، آلام العضلات، انخفاض الطاقة، تورم الغدد الليمفاوية.

في المقابل أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية  أعلنت عن رصد أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدري القرود في البلاد. وقالت الوزارة إن الشخص المصاب تم عزله في مستشفى إيخيلوف بتل أبيب، مضيفة أنه في حالة صحية جيدة. 

وأضافت الوزارة أن هذا الشخص عاد لإسرائيل من الخارج، حيث كان على اتصال بشخص ما مصاب بفيروس جدري القرود. ودعت الوزارة المواطنين العائدين من الخارج إلى استشارة الطبيب في حال ظهرت عليهم أعراض الحمى وطفح جلدي.

ويشار إلى أن عدة دول غربية سجلت إصابات بـ"جدري القرود"، منها 23 حالة في إسبانيا و20 في البرتغال، كما تم تسجيل إصابات فردية في كل من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، إلى جانب إصابة في إسرائيل.

و"جدري القردة" فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، تم رصده أول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات.

وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.

الكاتب: علاء جمعة