جحيم دريسدن..شهادة على بشاعة الحرب
قبل 70 عاما، قام الحلفاء بقصف مدينة دريسدن الألمانية، فأحالوها إلى خراب، وتشير التقديرات إلى مقتل ما لا يقل عن 25 ألف شخص،من جراء قصف المدينة، ودمرت القذائف واحدة من أجمل المدن الألمانية، و بدت كانها تعرضت لزلزال مدمر.
في 13 شباط / فبراير من العام1945 قامت قوات من سلاح الجو البريطاني، وقوات من سلاح الجو الأمريكي، بقصف مكثف على مدينة دريسدن،في خلال 23 دقيقة فقط بدت المدينة وكأنها مغطاة بسجادة من القنابل، وتم تدمير مركز المدينة بالكامل، القصف الأمريكي البريطاني أدى إلى تدمير ما محيطه 15 كيلو متر مربع بالكامل وسويت أبنيته بالأرض.
من جراء القصف تعرضت كنيسة "هوف كيرشة" الكاثوليكية الى تدمير شديد، وتدمر السقف والقبو الداخلي تماما، الكنيسة هي واحدة من أكبر الكنائس في مدينة دريسدن، وأنشأت بنفس المرحلة الزمنية تقريبا، مع الكنيسة البروتستانتية المشهورة "فراون كيرشه" وتبعد عنها حوالي 300 مترا فقط.
أيضا النصب التذكاري للمصلح مارتن لوثر الموضوع أمام الكنيسة البروتستانتية "فراون كيرشه"، أصابه الضرر من جراء القصف، النصب التذكاري هو عمل للنحات الألماني أدولف دوندورف في العام 1861، وتم عرضه للجمهور ابتداء من العام 1885.
كنيسة فراون كيرشه والتي تعود الى العصر الباروكي تم تدميرها، وبقيت حتى العام 1993 على حالها، كتذكار للدمار العبثي الذي أصاب المدينة، بعدها تم إعادة بناء الكنيسة من جديد، أحد الفنانين البريطانيين المشاركين في إعادة إعمار الكنيسة،كان والده أحد الطيارين البريطانيين الذين شاركوا في قصف المدينة.
بين العام 1994 والعام 2005 تم إعادة إعمار كنيسة " فراون كيرشه" بناء على التبرعات من جميع انحاء العالم، تكاليف الاعمار قاربت على 130 مليون يورو.
الكثير من السياح ألان، يتجولون في أحياء المدينة، ويتعجبون من أعادة اعمار المدينة المتقنة، كنيسة الهوف كيرشة الكاثوليكية، كان بناؤها ضروريا في محافظة ساكسونيا البروتستانية، اذ تذكر كتب التاريخ أن أوغستين الثاني الملقب باوغستين القوي حاكم ساكسونيا قد اضطر لتغير معتقده الديني من بروتستانت إلى كاثوليك، من أجل التمكن من ضم التاج البولندي لحكمه، الكنيسة الكاثوليكية بنيت من العام 1739 وحتى العام 1754.
النصب التذكاري لمارتن لوثر، الذي تضرر في العام 1945، انتظر عرضه مجددا أمام الجمهور حوالي العشر سنوات، في العام 1955 تم عرضه مجددا،وقبل ترميمه في الفترة ما بين 2003ـ2004 ، كان النصب التذكاري بموضعه قبالة الفراون كيرشه، مثالا على الدمار الذي أصاب المدينة.
اليوم تعتبر المدينة واحدة من أجمل المدن الألمانية، وهي عاصمة لولاية ساكسونيا، ويبلغ عدد سكانها 550 ألف نسمة، وتعتبر وجهة سياحية مهمة، نظرا للطراز المعماري للمدينة الذي يعود إلى العصر الباروكي
في إحدى المعامل السابقة لتخزين وضخ الغاز في دريسدن، يستطيع الزوار ألان مشاهدة بانوراما ضخمة للحرب ولقصف المدينة ،مما يمكنهم من معايشة هذه اللحظات العصيبة، التي مرت على المدينة، الفنان يديجار اسيسي ،أوجد جدارية تذكارية ضخمة، تجسد أوقات الحرب، وتظهر الجدارية مدى الدمار الذي لحق بالمدينة، وخاصة التدمير الكامل لمركز المدينة. ايفيتا اندورسكوفا / علاء جمعة