1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ثورة الياسمين ومفعول "الدومينو" في العالم العربي

١ فبراير ٢٠١١

تتوالى تداعيات الثورة التونسية لتشمل عدة دول عربية، إذ تزايدت التظاهرات المطالبة بتغيير الأنظمة القائمة بقيادة جيل من الشباب تشبع بالعولمة الفيسبوكية كما وصفها الناشط السوري عبد الرزاق عيد في حوار مع دويتشه فيله.

https://p.dw.com/p/10864
كرة ثلج الثورة التونسية تصل إلى كافة أطراف العالم العربي.صورة من: DW/AP

يبدو أن "ثورة الياسمين" التونسية في طور تحولها إلى كرة ثلج عملاقة تجرف كل الحواجز أمامها، وإن كان من السابق لأوانه توقع المدى الذي ستصله وكذلك عدد الأنظمة المهددة. فبعد تونس وصلت الشرارة إلى مصر كما اهتزت شوارع اليمن والأردن والجزائر، وهناك مراقبون لا يستبعدون أن تصل الارتدادات إلى بلدان أخرى كالمغرب وسوريا وليبيا. بعض المراقبين يذهب أبعد من ذلك ويعتبر أن الثورة التونسية قد تشكل قطيعة في تاريخ المنطقة العربية، كما قال عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في الخارج في حوار مع دويتشه فيله موضحا أن "الثورة التونسية أعادت الاعتبار للذات العربية التي كانت تبدو وكأنها استثناء في عالم المتغيرات، ولعلها تقدم نموذجا نوعيا مختلفا جديدا".

من المحيط إلى الخليج

من الجزائر إلى تونس، ومن سوريا إلى السودان مرورا بمصر والأردن، وربما سلطنة عمان والمغرب أعطى زلزال الثورة التونسية الذي أطاح بزين العابدين بن علي قوة غير معتادة وثقة في النفس للمعارضين والنقابيين وممثلي المجتمع المدني والمواطنين العاديين. ويرى عبد الرزاق عيد أن هناك عدة عوامل مشتركة بين الأنظمة العربية تجعل عدوى الثورة سهلة الانتقال بينها، وأوضح أنها "أنظمة شمولية عاشت بما فيه الكفاية وأسست نماذج استثنائية في ديكتاتوريتها، أنظمة ألحقت الفشل بمجتمعاتها، فصارت الهوة التي تفصلنا عن العالم المتقدم مئات السنين".

Tunesien Unruhen Demonstranten Flash-Galerie
التغلب على حاجز الخوف كان عاملا رئيسيا في إسقاط نظام بن علي.صورة من: AP

الخوف من انتشار عدوى الاحتجاجات دفع عددا من الأنظمة العربية إلى التأكيد على أنها "غير معنية" بما يجري في تونس ومصر، وهناك من الحكومات من سارع إلى اتخاذ إجراءات احترازية على المستوى الاجتماعي وعلى مستوى معيشة المواطنين. ففي المغرب أبدت السلطات عزمها "التصدي لأي محاولة لتشبيه الأوضاع فيها بمصر وتونس" ونفت العديد من الصحف القريبة من السلطة مسبقا إمكانية انتقال "عدوى" التظاهرات والاحتجاجات إلى المملكة.

وذهبت الجزائر في نفس الاتجاه حيث أعلن الوزير عبد العزيز بالخادم الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة وأكد أن الجزائر محصنة ضد ما وقع في تونس، وإن كانت السلطات أعلنت منعها المسبق لمسيرة غضب أعلن عنها ناشطون جزائريون على الإنترنت. وشارك حوالي مائتين مواطن في تظاهرة ضد غلاء المعيشة في مسقط وهي مسيرة متواضعة العدد ولكنها نادرة في دولة خليجية. وفي السودان دعت المعارضة إلى نهاية النظام الشمولي الذي يقوده الرئيس عمر البشير على غرار ما حدث في تونس. كما قام عدة أشخاص بإضرام النيران في أنفسهم في الجزائر ومصر وموريتانيا مستلهمين ما فعله الشاب التونسي محمد بوعزيزي. أما في اليمن فشجع النموذج التونسي الطلاب على تنظيم مظاهرات احتجاجية، كماحفز ذلك الجنوبيين لإعادة رفع مطالبهم بالانفصال عن الشمال.

أما الرئيس السوري بشار الأسد فأعلن في مقابلة نادرة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن بلاده "ستشهد إصلاحات سياسية في عام 2011 عبر الانتخابات المحلية وإصدار قانون جديد للإعلام وتخفيف الشروط على منح التراخيص للمنظمات غير الحكومية"، إلا أن عبد الرزاق عيد قلل من شأن هذه الوعود وقال "أنا أقول للديكتاتور بشار الأسد أنت لن تستطيع أن تعيش على موروث الرعب لأبيك في ذاكرة المجتمع السوري". ويشير عيد بذلك إلى مواليد ما بعد الثمانين والذين يشكلون 65% من الشعب السوري، كلهم شباب ويتوقون إلى التغيير.

Flash-Galerie Ägypten Kairo Proteste
عبد الرزاق عيد: جيل الفيسبوك لم يعش زمن الرعب الذي أشيع في الماضي.صورة من: picture-alliance/dpa

"جيل العولمة الفيسبوكية"

وفي حوار مع دويتشه فيله قال المدون الجزائري مصطفى دالع بأن الإنترنت لعب دورا مركزيا في انتشار عدوى الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي، معتبرا أن العالم الافتراضي الذي يمثله الإنترنت يشكل فضاء تواصليا لتبادل الأفكار بشكل آني مع عشرات الآلاف من المدونين. وهو ما تعجز أدوات القمع التقليدية على الالتفاف عليه. وأضاف دالع أن "هناك إمكانية لخلق رأي عام حول قضية معينة وإخراج الناس إلى الشارع دون أن يكون هناك زعيم سياسي".

أما عبد الرزاق عيد فيقارن بين جيل المعارضين القدامى الذين عانوا من بطش الديكتاتوريات العربية وبين "جيل العولمة الفيسبوكية" معتبرا أنه "جيل يتميز بتخطيه منظومات الإيديولوجيات الحزبية والإيديولوجية للمعارضات التي تم إنهاكها، إنه جيل لم يعش زمن الرعب الذي أشيع في الماضي". ورغم محاولات الأنظمة العربية فرض الرقابة على الإنترنت بحجب المواقع وإغلاق المدونات، فإن ذلك لم يزد المدونين إلا عزما على إيجاد بدائل أخرى. وع ذلك فما يزال من السابق لأوانه استخلاص كل العبر من الدينامية التي أطلقتها "ثورة الياسمين"، فالتاريخ يعلمنا أن تاريخ الثورات ليس دائما مفروشا بالورود.

حسن زنيند

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد