1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أبرز ردود الأفعال على اشتباكات مسلحة بين المغرب والبوليساريو

١٣ نوفمبر ٢٠٢٠

تتسارع تداعيات العملية العسكرية المغربية "المحدودة" في معبر الكركرات، والتي اعتبرتها البوليساريو بداية حرب. وفيما نددت أحزاب جزائرية بالعملية، دعت روسيا إلى ضبط النفس. فهل بات اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين ميتا؟

https://p.dw.com/p/3lH6H
الصحراء الغربية
بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية- هل تنجح في وقف التوتر؟ (أرشيف)صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna

مسائية DW: التصعيد في الصحراء الغربية.. إلى أين؟

في واحدة من المواجهات النادرة بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ إعلان وقف إطلاق النار عام 1991، يظهر المغرب مصمما على عملية عسكرية محدودة لأجل فتح معبر الكركرات المحاذي لموريتانيا، والموجود في أقصى جنوب الصحراء الغربية، أمام حركة البضائع والأشخاص، بينما تتحدث البوليساريو عن أن الحرب بدأت.

وجاءت ردود الفعل الإقليمية محتشمة، لكن منظمات جزائرية وإسبانية متعاطفة مع البوليساريو سارعت لمهاجمة "التدخل المغربي"، في وقت تنظر فيه موريتانيا بحذر إلى التطورات على حدودها الشمالية.

أطراف جزائرية تقف مع البوليساريو

وفي أول رد فعل من الجزائر، اتهم حزب حركة الإصلاح الوطني القوات المغربية بـ"إطلاق النار على الصحراويين العزل في الكركرات". وأضافت الحركة، المحسوبة على ما يعرف بـ"أحزاب الموالاة" في بيان لها أن "المغرب" يتحدى جميع قرارات الشرعية الدولية و يُقدم على مهاجمة المدنيين الصحراويين على الأراضي المحررة"، محملة الأمم المتحدة المسؤولية عن تطور الوضع بسبب "سكوتها الطويل و غير المبرّر".

ولاحقا أعلن حزب جبهة التحرير الوطني، الحزب الذي كان ينتمي له الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قبل تجميد عضويته، في بيان له، أنه "تلقى باستنكار جديد الاعتداء السافر والغادر الذي تعرّض لها المدنيون الصحراويون المعتصمون سلميا"، داعياً المغرب إلى "الكف عن غطرسته"، و"الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار"، مطالباً الاتحاد الإفريقي بالتحرك السريع والفعال.

وتعدّ الجزائر أكبر داعم لجبهة البوليساريو، وتحتضن منطقة تندوف في الجنوب الغربي الجزائري، مخيمات اللاجئين الصحراويين التابعة للبوليساريو. ويصرّ المغرب على أن أيّ حل لنزاع الصحراء الغربية يجب أن يتضمن كذلك حضور الجزائر، فيما تقول هذه الأخيرة إنها ليست طرفا في النزاع.

موريتانيا صامتة.. وروسيا تعلّق

ولم يرد أيّ موقف من جانب موريتانيا بعد بدء الاشتباكات، ونقلت مواقع موريتانية منها "مراسلون"، أن الجيش الموريتاني وضع وحداته الشمالية في حالة استنفار . ومن المستبعد تماما دخول موريتانيا في أيّ مواجهات عسكرية بما أن معبر الكركرات، موضوع التوتر حاليا، يوجد خارج حدودها، وهي تحتفط بعلاقات مع المغرب وجبهة البوليساريو.

وفي أول تعليق من دولة خارج المنطقة، دعت الخارجية الروسية المغرب وجبهة البوليساريو إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء أيّ خطوات تعقد الوضع، وأن يلتزم الطرفان باتفاق وقف إطلاق النار. وتابعت في بيان لها أن حلا دائما للنزاع في الصحراء الغربية لا يمكن أن يتم إلا عبر الوسائل الديبلوماسية بناءً على القانون الدولي، وأساساً على قرارات مجلس الأمن وجمعية الأمم المتحدة.

البوليساريو
قالت البوليساريو إن قواتها في حالة استنفار - أرشيفصورة من: picture-alliance/dpa/epa/M. Messara

ولم تعلّق أي دول من الاتحاد الأوروبي على التطورات، غير أن أحزابا إسبانية متعاطفة مع البوليساريو، أعلنت شجبها للتدخل المغربي، ومن ذلك التجمع اليساري "إديلانتي" في إقليم الأندلس الذي دعا بعض قيادييه إلى مسيرة في مدينة إشبيلية احتجاجا على "التدخل المغربي".

وتتعامل إسبانيا بحساسية كبيرة مع ملف الصحراء الغربية، فهي الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، لكنها تحاول إمساك العصا من الوسط في النزاع نظراً لتاريخها الاستعماري لهذه المنطقة المتنازع عليها، عكس فرنسا التي تقف مع التوجه المغربي في النزاع.

تغيير الوضع القائم؟

ولا يظهر المغرب راغباً، سواء من خلال بلاغات الجيش الرسمية، أو ما تنقله وسائل الإعلام المقرّبة من السلطات، في رفع التوتر بالمنطقة أو توسيع العملية العسكرية. وتقول البوليساريو إنها ردت على العملية العسكرية المغربية، فيما يتحاشى المغرب رسميا الإشارة إلى وقوع أيّ مواجهات، مكتفيا بالتأكيد أنه أنشأ طوقا أمنيا لضمان عودة المعبر إلى وظيفته، وهو المعبر البري الوحيد الذي يربط المغرب بموريتانيا.

ويدعم المغرب موقفه بعدم الرغبة في تغيير الوضع القائم بما قاله مسؤول في الخارجية المغربية لفرانس برس، من أن مهندسين مدنيين تابعين للجيش المغربي انتشروا بعد العملية لأجل سد ثغرة في الجدار العازل الذي يفصل المناطق الخاضعة للنفوذ المغربي والمنطقة العازلة في الكركرات، وذلك بهدف "منع أيّ دخول للمنطقة المغربية".

وأعلنت الأحزاب المغربية بعد اجتماع مع رئيس الحكومة عن تثمينها للتدخل العسكري بما أنه سيمكن من "استنئناف تنقل المدنيين والحركة التجارية في معبر الكركرات". وأشادت الأحزاب حسب ما نقلته وكالة الأنباء المغربية بـ"نجاح العملية دون احتكاك مباشر" بين القوات المغربية وعناصر البوليساريو. وهي رسالة يبعثها المغرب أكثر من مرة لتأكيد أن العملية لم تكن لها أيّ تداعيات خطيرة.

وكانت البوليساريو قد أعلنت صباحاً عن بدء الحرب، غير أن موقع " كونفيدينثيال صحراوي" نقل عن مصادر من البوليساريو توقف المواجهة العسكرية بين الجانبين، متحدثا عن أنها دامت نصف ساعة صباح اليوم. وتابعت مصادر الموقع أن توقف المعركة سيبقى مؤقتا، لكن في الآن ذاته تعرف المقرات العسكرية للبوليساريو استنفارا غير مسبوق.

وفي غياب أيّ أخبار عن دعم عسكري جزائري لجبهة البوليساريو، يستبعد مراقبون أن تتطور العمليات العسكرية أو أن تفضي إلى تغيير الوضع على الأرض، فضلا عن أن الاشتباكات الصباحية لم تسفر عن ضحايا حسب تأكيدات طرفي النزاع، ما قد يدفع إلى تهدئة الوضع، خصوصاً مع جلسة مرتقبة لمجلس الأمن مساء اليوم الجمعة، من المنتظر أن تدعو طرفي النزاع إلى التهدئة والعودة إلى طاولة المفاوضات تحت الإشراف الأممي.

غير أن المحلل السياسي الموريتاني إسماعيل يعقوب الشيخ سيديا يرى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، قد مات، وإن المواجهة تتسع رقعتها وستزداد وطأة الحرب، لكنه استدرك القول في تدوينة له أن المواجهة لن تطول و"سينزل اتفاق سياسي عادل وشامل من وحي ما يمكن أن يسمى حرب الصحراء الثانية".

إ.ع/ع.ج.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد