تواصل المظاهرات المطالبة برحيل مبارك وحقوقي ألماني يهدد بمقاضاته

تتواصل المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري محمد حسني مبارك لليوم الخامس عشر على التوالي، حيث من المخطط له خروج مظاهرة مليونية اليوم الثلاثاء في إطار ما أطلق عليه "اسبوع الصمود". وتعهد المحتجون المعتصمون في خيام بميدان التحرير بوسط القاهرة بالبقاء إلى أن يتنحى مبارك وهم يأملون أن تنطلق مظاهرات حاشدة يومي الثلاثاء والجمعة.

وفيما لا يزال الميدان مقفلاً أمام حركة المرور، لا يزال عشرات المعتصمين ينامون أمام سلاسل دبابات الجيش من أجل منعها من التحرك وإزالة الحواجز المحيطة بالميدان. هذا ومنع المعتصمون الجيش المصري يوم أمس الاثنين (7 فبراير/ شباط) أمس من فتح أهم مجمع حكومي في ميدان التحرير، رافضين بذلك عودة الحياة الطبيعية إلى هذا الشريان الحيوي في قلب القاهرة.

واشنطن تخفف اللهجة

من جهتها، بدأت الإدارة الأمريكية في التخفيف من حدة لهجتها تجاه الرئيس حسني مبارك، بعد أن كانت دعته عدة مرات إلى البدء "فوراً" بعملية انتقالية، إذ اعتبر الرئيس باراك أوباما الاثنين أن العملية السياسية في مصر تحرز "تقدماً"، وذلك غداة انطلاق حوار بين السلطات المصرية وممثلي المعارضة. ودعا البيت الأبيض أي حكومة مصرية مقبلة إلى احترام "الاتفاقات والالتزامات" الحالية، في إشارة إلى معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد حذرت الأحد من أن تنحي مبارك بشكل متسرع مثلما يطالب به معارضوه قد يثير تعقيدات متعلقة بالدستور، معتبرة رغم ذلك أنه يعود للشعب المصري أن يحدد موعد رحيل الرئيس.

وكان مبارك قد عقد صباح أمس اجتماعاً ضمه إلى نائبه عمر سليمان ورئيس مجلس الشعب فتحي سرور والمستشار سري صيام رئيس محكمة النقض، دون الإفصاح عما دار خلال الاجتماع. وطلب الرئيس المصري تشكيل لجنة تحقيق في أعمال العنف التي وقعت الأربعاء الماضي في ميدان التحرير، نتيجة للمواجهات الدامية بين مؤيدي ومعارضي مبارك، راح ضحيتها حوالي 11 شخصاً.

"الإخوان" طرف في لعبة مصر السياسية مستقبلاً

وفي سياق آخر اهتمت صحيفة "لوموند" الفرنسية بمكانة جماعة الإخوان المسلمين المعارضة في مصر، خاصة في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد حالياً، إذ كتبت في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "خرج الإخوان المسلمون من ركنهم بمشاركتهم في المفاوضات التاريخية بين النظام والمعارضة"، في إشارة إلى المحادثات التي أجراها نائب الرئيس عمر سليمان مع قيادات الإخوان. وذكرت الصحيفة أن جماعة "الإخوان تمثل أهم قوة معارضة وأكثرها تنظيماً في مصر رغم حظرها منذ عام 1954". ورأت الصحيفة أن مكانة الإخوان مناسبة لهذه المفاوضات، كون النظام المصري في موقف الدفاع، والرئيس حسني مبارك على وشك الرحيل. وأضافت الصحيفة أن قطاعاً كبيراً من المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة، "يتوقع مشاركة الإخوان في الحياة السياسية رغم موقفهم المتطرف تجاه إسرائيل ودعمهم لحركة حماس" الفلسطينية في قطاع غزة.

وائل غنيم حرّ

وفي تطور لاحق قال وائل غنيم، مدير التسويق لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة غوغل الذي أفرج عنه في القاهرة يوم أمس، بعد أن اختفى ولم يعرف مصيره، أنه كان معصوب العينين طوال فترة احتجازه لدى جهاز أمن الدولة. وكان غنيم قد اختفى في السابع والعشرين من يناير/ كانون الثاني، أي بعد يومين من تفجر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مصر. وأضاف المدير في غوغل أن ثلاثة من الشرطة بملابس مدنية ألقوا القبض عليه في شارع بالقاهرة وأودعوه في سيارة توجهت به إلى أمن الدولة لاستجوابه.

وقال نشطاء مصريون إن وائل غنيم شارك في تأسيس "كلنا خالد سعيد"، وهي جماعة مناهضة للتعذيب على موقع فيسبوك أخذت اسمها من اسم ناشط تقول جماعات حقوقية إن الشرطة عذبته حتى الموت في مدينة الإسكندرية. ويواجه اثنان من رجال الشرطة الآن المحاكمة في هذه القضية.

وينسب إلى هذه الجماعة الفضل في إشعال شرارة الصيحات الشعبية المناهضة للتعذيب على أيدي الشرطة، والمساعدة على الهام الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكم الرئيس مبارك الذي مضى عليه 30 عاماً.

وكانت رسائل على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في حساب يحمل اسم وائل غنيم انتقدت الحكومة المصرية وأظهرت تأييداً للمحتجين على الرئيس المصري حسني مبارك، فيما كانت غوغل قد أطلقت خدمة خاصة بمصر تسمح لمستخدمي الهاتف المحمول بالاتصال بأرقام وترك رسائل صوتية، يمكن سماعها بعد ذلك على موقع "تويتر"، وذلك بهدف الالتفاف على القيود التي فرضتها السلطات المصرية على الإنترنت في ذروة الاحتجاجات.

حقوق ألماني يهدد بمقاضاة مبارك

من جهة ثانية هدد حقوقي ألماني بمقاضاة الرئيس المصري حسني مبارك في حالة التفافه على الاحتجاجات في مصر من خلال الذهاب إلى ألمانيا لإجراء فحوص طبية، حسب أحد سيناريوهات حل الأزمة الحالية في مصر. وفي تصريح لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية اليوم الثلاثاء قال الأمين العام للمركز الأوروبي لحقوق الإنسان فولفغانغ كاليك أنه سيرفع دعوى ضد مبارك بهذا الشأن، بسبب حالات التعذيب الشديد التي يعتقد أنها ارتكبت خلال السنوات أو العقود الأخيرة من حكم مبارك.

وأشار الحقوقي الأوروبي إلى أنه منذ سريان القوانين الجنائية لحقوق الإنسان في ألمانيا، فإن السلطات أصبحت ملزمة ببدء الملاحقة الجنائية عندما يقيم مشبوهون في ألمانيا. وكان المحامي كاليك قد تقدم بالفعل بدعوى ضد وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد.

(ي.أ/ د ب أ/ أ ف ب/ رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي